رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إعلام «الزيطة»


تختلف وسائل الإعلام اليوم من وسيلة إلى أخرى، وتعددت أنواعها وأصنافها، وقد شملت هذه الوسائل ما يلى: 1- المطبوعة: «الصحف، المجلات، الدوريات، الكتب والنشرات، الكتيبات، اللافتات والملصقات»، 2- السمعية: «الإذاعة، التسجيلات الصوتية المختلفة والتى تعتمد على عنصر الصوت وحده»، 3- السمعية والبصرية: «السينما، التليفزيون، والمسرح»، 4- مالتى ميديا: وتشمل الإنترنت التى تجمع المكتوبة والمسموعة والمرئية ويعتبر الإعلام وسيلة التواصل بين المجتمعات فى كل بقاع كل الأرض، فأساس الإعلام هو الاتصال والتواصل وإرسال خبر معين للجهة الأخرى.

وتكمن أهمية الإعلام فى نوعية الخطاب الموجه، ومدى قوة الموجة التى يعمل عليها، وبهذا لا ينكر أحد أهميته، ولا يستطيع أحد أن يلغى وجوده، فهناك طرق كثيرة وعديدة ليبدأ من حيث انتهى وبوسائل أكثر وأقوى، وفى وقتنا الحاضر أصبحنا نرى إيجابيات وسلبيات، وقد أصبح الإعلام الآن وسيلة للتسلية من خلال البرامج الهابطة، وأصبحنا نكتسب من خلاله العادات السلبية الدخيلة، فوسائل الإعلام تؤثر علينا بصورة لا شعورية، حيث تأخذ أكبر جزء من وقتنا وحياتنا، وأصبحت سبباً رئيسياً فى انعزالنا عن المجتمع، فهى تقدم لنا كل ما نريد ونحتاج دون أى محاولة منا فى التواصل مع من حولنا، ونحن نعلم أن الإعلام وسيلة وسلاح ذو حدين له إيجابياته وله سلبياته، فالإنسان كائن مخير لا مسير، أى له حرية القرار، ولكننا الآن فى مصر جعلنا المشاهد مسيراً ومجبراً على مشاهدة لون واحد ونوع واحد ابتكره المصريون وهو إعلام «الزيطة»، وهو نوع جديد نراه على كل شاشات التليفزيون وصفحات الجرائد ومواقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك وتويتر» فى الأيام الأخيرة قرأنا وشاهدنا تهليلاً وتهويلاً لمشاهد تعذيب وقتل كلب، وهنا قامت الدنيا ولم تقعد، وقد تناسينا أن هناك بيننا من ينام دون عشاء، وهناك من تموت ليل نهار لعدم قدرتها على تحقيق احتياجات أولادهم الأساسية مع كامل احترامى وتقديرى للكلاب والحيوانات، وأدهشنى رد فعل وزارة الداخلية أيضاً من اهتماهها بسرعة ضبط الجناة منفذى حادث قتل الكلب ولم يشر أحد من قريب ولا من بعيد إلى أساس الحدث، ومن أهم الأحداث التى تناولها إعلام الزيطة أيضاً، محافظ الإسكندرية وزوجته ما بين انتقاد وإشادة وسط غياب كامل لرد الحكومة، وتحولت البرامج إلى وصلات ردح من العيار الثقيل.

ودعونى أعرض أيضاً على سيادتكم المادة الخاصة بالجن والعفاريت والجريمة التى تستحوذ على بعض برامجنا، والسؤال الآن: لا يقدر الإعلاميون المرحلة الخطيرة التى يمر بها المجتمع؟، بالطبع لا أقصد فقط المستوى الأمنى والسياسى والاقتصادى، ولكنى أقصد أيضاً المستوى الاجتماعى والثقافى والسلوكى الذى وصل إليه مجتمعنا المصرى من تغييب للهوية وطمس لملامح الشخصية المصرية؟، ثم ألا يعلم الإعلاميون دورهم الخطير فى زيادة الوعى والثقافة لدى المجتمع، فهو الدور الأصيل للإعلام إذا أردنا بناء أمة، وإذا أردنا التنوير وإذا أردنا فعلاً بناء الأخلاق، غابت القيم وحل محلها المصالح والأرباح المادية، فدعونا ننحاز وبقوة لمصر بتوحيد الصفوف وتقوية الاصطفاف الوطنى ونقضى على إعلام الزيطة.. اللهم احفظ مصر.

مذيعة بالتليفزيون المصرى