رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البرلمان القادم.. والاستقرار


البرلمان القادم أمامه تحديات حقيقية مطلوب التغلب عليها حتى يتحقق الاستقرار السياسى والاقتصادى والاجتماعى مما يؤدى إلى الحفاظ على الأمن القومى المصرى، والذى يعرف بأنه قدرة الدولة على التنمية فى المجالات المختلفة السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، والعسكرية فى إطار من نظام الاستقرار لحماية كيانها الذاتى ومنجزاتها الحضارية من خطر القهر على يد قوة خارجية أو داخلية غير شرعية لغرض أوضاع لا تتفق مع مصالحها القومية، ومن هنا نجد أن التحدى الأول هو تحدى الحفاظ على وجود كيان الدولة المصرية متوحدة ومتماسكة ضد قوى التطرف والإرهاب التى تسعى إلى محو الدولة المصرية من الوجود. أما التحدى الثانى فهو تحدى الاستقرار للوطن والمواطن للانطلاق نحو التطوير والتغيير والتقدم لتحقيق التنمية فى شتى المجالات حتى يشعر المواطن بالرفاهية والازدهار.

لذلك فإن عضو البرلمان القادم يجب أن يكون شخصاً ذا مواصفات خاصة حتى ينجز ما يتطلع إليه الشعب المصرى، وأن تنطبق عليه المواصفات الجوهرية التالية: الوعى التام بمدى أهمية المرحلة المقبلة مع وضع مصلحة الوطن والشعب أمام عينيه.

الاهتمام بالقضايا الرئيسية للوطن والابتعاد عن القضايا الهامشية.

التمتع بالنزاهة والشفافية ونظافة اليد من خلال سيرته الذاتية.

أن تكون لديه رؤية واضحة لما يدور حوله من أحداث على الساحة المحلية والعربية والدولية.

وإذا لم يتم انتخاب أعضاء البرلمان المقبل بطريقة صحيحة، فسوف نصل إلى وضع فوضوى، ولن يساعد البرلمان الحكومة فى حل مشكلات مصر وسيكون معوقاً لها، لأنه ستحركهم مصالحهم الخاصة وليست المصلحة العامة؛ لذا يجب أن ندق ناقوس الخطر للجميع منبهاً لهم أن الموضوع أخطر من اختيار شخص ليجلس على كرسى، ونتغافل المحاولات المستميتة للفلول والإخوان من أجل السيطرة على البرلمان.

الفلول الذين يحاولون أن يحموا ثرواتهم من خلال الدفع بأصدقائهم حتى لا يتم تغيير التشريعات الاقتصادية والتى من الممكن أن تؤثر فى مصالحهم وأيضاً من خلال الثروات الضخمة والقبلية والعصبية فى أغلب مناطق الجمهورية.

لذلك من أجل تحقيق الاستقرار الذى يؤدى إلى التنمية للحفاظ على الأمن القومى المصرى يجب أن نعمل جميعاً إلى إيجاد برلمان قوى معبر عن جميع القوى الاجتماعية صاحبة المصلحة فى التعبير الثورى كالشباب والمرأة والعمال والفلاحين، لأن هذه الفئات لا تمتلك أدوات الصراع الانتخابى الذى يمتلكه الإخوان والفلول والذين يجب أن يختفوا عن المشهد السياسى للنهوض بالبلاد فى جميع المجالات حتى تأخذ مصر ريادتها ومكانتها فى النطاق الإقليمى والدولى، أما إذا عجزت القوانين عن منع من أفسدوا البلاد حق الترشح للبرلمان فلتمنعهم أصوات أبناء الوطن من الجلوس تحت القبة.

مستشار كلية القادة والأركان