رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مخطط «لويس» لا يستثنى إيران وتركيا


آلمنى جداً ما نشر فى الصحف يوم الجمعة الماضى تحت عنوان «داعش الإرهابى يحطم متحف الموصل ويدمر تماثيل عمرها أربعة آلاف عام»، الكارثة نفسها سبقهم فيها «الجهادية السلفية» فى أفغانستان!! لو رجعنا بالذاكرة قليلاً إلى ما حدث فى العراق مع دخول الأمريكان على ظهور الدبابات من نهب وسرقة لهذه المتاحف.. لتأكدنا من تنفيذهم لمخطط المدعو «برنارد لويس» - الأستاذ المتقاعد بجامعة برنستون الأمريكية - مؤلف الكتب العشرين عن الشرق الأوسط منها «حرب مقدسة وإرهاب غير مقدس»، و«الصدام بين الإسلام والحداثة فى الشرق الأوسط الحديث» و«أزمة الإسلام» وجميعها مؤلفات تحمل أفكاراً ليست معادية للإسلام والمسلمين فقط.. بل وتحرض أمريكا والغرب على احتلال المنطقة والقضاء على حضارتها واستعباد شعوبها بعد دخولهم فى حروب طائفية وتفتيت بلدانهم بواسطة عملائهم من الجيل الرابع ومثقفى وإعلاميى وسياسيى ونشطاء السبوبة .. وهؤلاء جميعاً صنيعة أمريكية بنكهة إخوانية 100٪.

إزاى الكلام ده؟!.. تعالوا نستعرض بعض ما كتبه «لويس» اللعين فى مؤلفاته ضدنا يقول مثلاً «العرب والمسلمون قوم فاسدون ومفسدون، فوضويون لا يمكن تحضرهم.. وإذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات وتقوض المجتمعات».. وينصح عدو الإنسانية أمريكا بضرورة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات وعشائر وطوائف دون مراعاة للخواطر أو التأثر بانفعالات شعوبها وردود أفعالها عندهم.. وبعد أن تحتل أمريكا العرب والمسلمين عليها أن تدعى أن مهمتها المعلنة هى تدريب هذه الشعوب على الحياة الديمقراطية.. وأن تضغط على قادتهم بشدة ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة!!.

هذه الكلمات لا يمكن أن تخرج إلا من شيطان فى صورة إنسان.. لقد أخذت الإدارات الأمريكية الإرهابية المتعاقبة بأفكار هذا المجرم ووضعت خططها العسكرية والاقتصادية والإعلامية والمخابراتية لتنفيذها على أرض الواقع.. وخير دليل على ذلك ما حدث فى عام «الإخوان« الأسود من حرق المجمع العلمى بالقاهرة، وإتلاف وسرقة محتوياته.. فضلاً عن سرقة وتهريب آثارنا للخارج قبل وأثناء وبعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو على يد مافيا تهريب الآثار.. أو «لصوص التاريخ كما يحلو لى تسميتهم».. وهذا العبث يقودنا إلى ما حدث فى أرض «الرافدين» الشقيقة بعد أن دخلها الاحتلال البغيض وعملاؤه.. لم يكن الهدف تدمير أسلحة صدام النووية كما زعموا حينها.. بل الهدف كان تدمير حضارته وسرقة تراثه ومخطوطاته وآثاره على يد العصابة الصهيو- أمريكية .. وما حدث فى العراق الجريح سبق تنفيذه فى الصومال وأفغانستان ثم اليمن وليبيا والآن سوريا.

إذن «داعش» الإرهابى وإخوان إبليس ومن على شاكلتهم مجرد أداة إجرامية فى يد البيت الأبيض باعتراف هيلارى كلينتون - وزيرة الخارجية الأمريكية سابقاً - وليس ذلك غريباً على هذه العناصر التى تحمل أفكاراً معادية ليس للإسلام فحسب.. بل وللبشرية كلها.. ولم لا وقد شاهدهم العالم أجمع يذبحون ويحرقون ويسبون النساء ويستحلون فروجهن بغير ما أحله الله.. ويعرضوهن فى سوق النخاسة للاستعباد والمتعة لشياطين الإنس!! كل هذا يتم تحت سمع وبصر الأب الشرعى للتنظيم الإرهابى «أمريكا - تركيا - قطر - إسرائيل والإخوان» تنفيذاً للمخطط الإجرامى لأفكار «لويس» لتشويه صورة الإسلام والمسلمين ولصالح الهدف «الماسونى» العالمى الذى بدأت بوادره تلوح فى الأفق مع بدء الحرب الإيرانية - العراقية .. ثم غزو صدام حسين للكويت.. ثم اشتعال نيران الحرب والفتن والتقسيم فى لبنان والسودان واليمن وسوريا.. وسوف يأتى الدور على تركيا المخدوعة ببهلولها العثمانلى إن عاجلاً أم آجلاً.. ولن تفلت أيضاً إيران التى تآمرت على اليمن من مخالب الغرب.. لكنها مسألة وقت فقط.. وبعد إيران ستتجه أمريكا الحاقدة ومعها الغرب إلى دول الخليج لا بتلاعها هى الأخرى إذ لم تظهر قوة ردع لكبح جماحهم.

بالطبع مصر قبل 30 يونيو كانت الهدف الأخير فى هذا المخطط اللعين.. ومن هنا كان تحرك قيادتنا السياسية الواعية خارجياً وداخلياً لوأده فى المهد.. وخيراً فعل الرئيس الوطنى المحترم عبد الفتاح السيسى عندما طالب فى خطابه الأخير بتشكيل قوة عربية موحدة لمواجهة وإفشال هذه المؤامرة .. وقد أثمرت هذه المطالبة عن عقد قمة عربية فى الشهر الجارى بالقاهرة تحت عنوان «الأمن القومى العربى».. وحتى تتضح الصورة للقارئ يجب لفت انتباهه إلى تأكيد «لويس» فى كتبه على أن «تكون الأهرامات هى المركز الوحيد للاتصالات بالكواكب الأخرى.. وأن تكون أورشليم هى المركز الثانى لحكم العالم سياسياً». هذا هو الحلم الماسونى باختصار شديد .. وهذا الكلام سبق أن كتبته فى إحد مقالاتى من قبل.. أخيراَ أنصح بالاطلاع على ما كتبه الإرهابى سيد قطب فى جريدة «التاج المصرية» الماسونية تحت عنوان «لماذا صرت ماسونياً».. وعندئذ سنعرف جيداً علاقة الإخوان الإرهابية وأذرعها بالأمريكان والغرب ومصالحهم المشتركة فى القضاء على المنطقة .. اللهم احفظ مصر وأمتها العربية والإسلامية.