رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بطانة السوء.. لا تصدقوهم


إنهم شياطين الإنس. صناعتهم الكذب والنفاق والدجل والشعوذة. فى كل المحافل والمنتديات تجدهم وقد تقدموا الصفوف وتبوءوا الكراسى. مؤهلاتهم ليست كما نعرفها .إنهم خريجو عصر الانفتاح والانبطاح والانزواء. دون غيرهم .. يعرفون من أين تؤكل الكتف.

فى عهد الوزير السابق والمحافظ الأسبق. كانوا له بطانة. وهم وحدهم من جاهروا وتباروا. نظراتك أوامر. وقراراتك نصوص لا يمكن المساس بها ولها قدسيتها ففيها الخير للبلاد والعباد.

وهم وحدهم من أمطروه بوابل من المديح والإطراء. ودبجوا فى حقه القصائد والقوافى. وصفوه بالمبعوث ولولاه ما كانت الثورة الخضراء والصفراء والبنفسجية إلخ. وعلى يديه وحده كانت الثورة التكنولوجية والمهلبية والتقدم اللامعهود واللا معقول وفى كل مناحى الحياة وبحكمته حمى الله محافظته من شر مستطير. ووبال خطير وعند استقالته أو إقالته. قالوا: فيه ما قال مالك فى الخمر فهو العربيد والسكير. من أضاع الدنيا برعونته وقضى على الأخضر واليابس بجهله وحمقه .وهو من عرف بارتمائه فى أحضان رجال المال أو الأعمال ولا فرق. وفى عهده عادت المحافظة أو الوزارة إلى القرون الوسطى والزمن الغابر .

واليوم نراهم بشخوصهم وأسمائهم يقدمون التبريكات والتهانى إلى المحافظين الجدد وسيتسابقون فى تقديم تهانيهم وتزلفهم للوزراء أيضاً. فسعادته فى رأيهم هو الأنسب.وهو رجل المرحلة الذى لا يضاهى. ويرجع ذلك إلى عبقرياته وما يمتلكه من حكمة وفهم. وهو الرجل المناسب فى المكان المناسب. وقد أصابت القيادة السياسية عندما اختارته .ودفعت به إلى كرسيه. فهو فى رأيهم يرى بنور الله وبمقدوره أن يحمينا ويحمى نفسه من كل الشرور والآثام .وهو الملهم والمؤيد هكذا عرفوه!

هؤلاء الدجالون أعرفهم أنا وأنت. فهم بطانة السوء وهم أنفسهم من كانوا سبباً فى انحراف عدد غير قليل من المسئولين وعليه القوم. وهم وحدهم من رسخوا -وما زالوا- كل النظريات العفنة التى تتعارض البتة مع الدين والأخلاق القويمة.وبالمرة كل الاديان والشرائع السماوية والوضعية. «اطعم الفم تستحى العين» و«مصلحتى أولاً وأخيراً» و«حبى لنفسى مقدم على حب الوطن».

هؤلاء نجدهم فى كل زمان ومكان فطوبى لمن رصدهم وكشف أباطيلهم وزيفهم.ويا ويله وظلام ليله من سار وراءهم واستجاب لأهوائهم وتخرصاتهم وتقولاتهم. فمصيره والله حتماً أسود من قرن الخروب. ولن ينجو من هذه الفتنه إلا من قيض الله له مستشاراً هو أقرب إلى ربه أبعد عن الرياء. والمؤسف أن أمثالهم فى زماننا الذى نحياه قليلون. ويا معالى المحافظ ويا سعادة الوزير ويا كل المحافظين والوزراء الله معكم وحماكم الله شر أنفسكم وشرور هؤلاء من أعرفهم أنا وغيرى بـ«بطانة السوء». أرجوكم لا تصدقوهم.

أطفالنا.. فى الشوارع!!