رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد ردود أفعالها على إعلانها إرهابية..

مسؤولون بـ"فتح": حماس الخاسر الأول من تطاولها.. ومصر أكبر من التصريحات الصبيانية

حماس
حماس

بعد صدور حكم قضائي، باعتبار حركة حماس "منظمة إرهابية"، بعد قرابة شهر من قرار مماثل بحق جناحها العسكري "كتائب القسام"، في يناير الماضي، ثارت الحركة ولم تهدأ وتوالت التصريحات التي زادت من حدة الأزمة.

وبالرغم من ذلك، أفاد حقوقيون مصريون أن الحكم في محاكم الأمور المستعجلة "قابل للطعن"، وبناءً على ذلك أكد باحثون ممثلون عن السلطة الفلسطينية من حركة فتح، أن التصريحات الأخيرة لصلاح البردويل، القيادي بحركة حماس والقرارات الموتورة التي اتخذها، تعتبر تطاولًا على الدولة المصرية، حيث قال إن المحكمة المصرية التي اتخذت القرار لا علاقة لها بالشأن السياسي، ومن يحكم على حماس فقد حكم على نفسه بالفناء؛ لأنها قرارات متسرعة وغير مسؤولة، خاصة بعدما رفضت الجامعة العربية الحكم على حماس بالإرهابية.

وقال السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية، إن الجامعة العربية لا تتعامل مع قرار لمحكمة محلية في أي دولة، أو رأي لمجموعة أو خلاف ذلك، لكن في الوقت ذاته، قال إن مكانة مصر تفرض عدم قبول الجامعة العربية لأي إرهاب أو عدوان عليها ولا الإساءة لها على الإطلاق.

من جانبه، رأى الدكتور جهاد الحرازين، رئيس لجنة التعبئة الفكرية والإعلام لحركة للسلطة الفلسطينية أن "مصر أكبر من أي قضايا صغيرة، كما أن هناك فرصة أمام حماس لإعادة تصحيح العلاقة مع مصر من خلال الاعتذار للشعب المصري والإعلان عن فك ارتباطها بالجماعات الإرهابية والاعتراف بشرعية النظام المصري ووقف كافة أساليب التهجم والتهكم على مصر، وأن تكون حركة فلسطينية خالصة وليست تابعة لتنظيم أو لأجندات خارجية".

وأوضح الحرازين أن "حماس تسرعت في شن هجوم على مصر.. هي ليست مدركة لسلبيات توتر الموقف ما بين الشعبين المصري والفلسطيني؛ لأنها تضع مصلحتها وأوامر الجماعة نصب أعينها".

وأضاف أن "هذه القرارات تمثل عملية قضائية، التي هي مكفولة للجميع أن يلجأ إلى القضاء، ويبت القضاء فيما هو موجود أمامه من مستندات، لذلك تحاول حماس أن تتهرب من الواقع بتحويل القضية على أنها قرار ضد المقاومة، مبررًا أن الحكم لم يصدر ضد المقاومة وإنما ضد حركة حماس؛ حيث إن هناك الفصائل الوطنية المقاومة كـ(كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح) والإسلامية كـ(سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في القطاع)، وهما لم يصدرا بحقهما أي أحكام فيجب ألا تختزل المقاومة على أنها حركة حماس.

ونصح حماس أن تراجع نفسها ومواقفها تجاه مصر ولا تدفن رأسها بالتراب، بدلًا من إطلاق الاتهامات والمزايدات.
واتفق معه الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية والمحلل السياسي لحركة فتح، في أن "تصريحات حماس بعد الحكم، مبالغ فيها وزادت من حدة التوتر بينها وبين مصر وأن الدولة المصرية أكبر من أن تلتفت لمثل هذه التصريحات (الصبيانية)".

وأكد الرقب، أن هناك مساعيا ومحاولات من جانب حركة الجهاد الإسلامي لتقديم اقتراح على الحكومة المصرية والرئيس أبو مازن للمصالحة بين حماس والحكومة المصرية وحل الأزمة من خلال القيادي موسى أبو مرزوق، الذي كان يتخذ من القاهرة مقرًا له.

وأضاف أن حماس تسرعت في هذا القرار وهذه ليست المرة الأولى، التي تتسرع حماس في قراراتها غير المسؤولة منذ أن بدأت تتغير في المنطقة عقب ثورة 30 يونيو، وتتدخل بشكل مستفز في الشأن الداخلي المصري؛ لأن مصر وشعبها لهم القرار الأول والأخير لشأنهم الداخلي.

وأشار إلى أن حماس هي الخاسر الأول بقراراتها غير المدروسة، مؤكدًا أن قرار إلغاء وساطة مصر بين حماس وإسرائيل من قبل الحركة، تعدٍ صارخ على السلطة الفلسطينية والشرعية التي يتمتع بها الرئيس الفلسطيني.