رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

4 مارس.. يوم اكتشف "كولومبوس" أمريكا من قاع بحر الظلمات

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

واحدة من أكبر دول العالم، وأكثرهم سلطة ونفوذ، قوة سياسية واقتصادية عظمى لا يُستهان بها، الولايات المتحدة الأمريكية، الواقعة في تلك القارة التي يكن يعلم أحدٌ عنها شيئا قبل أكثر من 5 قرون، قبل أن يكتشفها البحار الإسباني كريستوفر كولومبوس للقارة الأمريكية، في مثل هذا اليوم 4 مارس من عام 1493.
وهو الشخصية التي يكن لها الرأي العام العالمي كل الإعجاب والاحترام، ففي غياهب العصور الوسطى، تمكن من اكتشاف أمريكا الشمالية، والتي تغطي مساحة قدرها حوالي 24,709,000 كيلو متر مربع (9,540,000 ميل مربع)، أي ما يمثل حوالي 4.8% من كوكب الأرض أو نحو 16.5% من مساحة أراضيها.
تولدت لدى كولومبوس فكرة هذه الرحلة والرغبة في تحقيقها لأسباب عدة، هي الشهرة والثراء، وكذلك تعصبه الديني، فجاءت لديه الرغبة في إيجاد طريق آخر غير الطرق التي تمر ببلاد المسلمين، فبذل جهدا كبيرا في الدراسة البحرية العملية في عصره.
وساعده في فكرته ما أقر علماء عصره، بأن العبور إلى شبه القارة الهندية وقارة آسيا لا يقتصر فقط على الرحلات المتجهة شرقا، ولكن احتمالية الوصول ممكنة بالاتجاه غربا، وذلك لكروية الأرض، وانطلاقا من هذا قرر المغامرة معتمدا على أحدث خرائط علماء عصره.
وفي 30 أبريل 1492 وقع الملوك الكاثوليك الأسبان اتفاقية مع كولومبوس، جاء فيها أنه "كمكتشف للجزر والقارات في البحر والمحيط وانطلاقا مما سبق، سيمنح رتبة أمير البحار والمحيطات كقرار ملكي يسري في جميع أنحاء البلاد، إضافة إلى ذلك سيتم منحه 10% من الذهب والبضائع التي سيحضرها معه بدون أية ضرائب".
وبالفعل استطاع الوصول إلى العديد من الجزر، التي لم يخطر على بال أحد وجودها في تلك الفترة، كما تمكن من إحضار الذهب الكثير٬ وامتلاك العديد من الجزر، ومن ضمنها ما يعرف اليوم بجزر الأنتيل ومن بعدها البحر الكاريبي وجامايكا، ولم يتوقف كولومبوس عند هذا الحد من الاكتشافات فقد كان دوما تواقا لاكتشاف ما هو أبعد.
ومع كل هذا الانبهار بتلك الشخصية واكتشافه لقارة أمريكا الشمالية، إلا أن هناك رأي أخر يري أن العالم احتفل طويلا بهذه الرحلات الشهيرة، لينسى كل عمليات العبور التي جرت قبلها، حيث أن هناك العديد من الدراسات والأبحاث التاريخية التي تقدم الدلائل والحجج حول اكتشاف أمريكا في العصور البائدة من قبل حضارات قديمة كالفينيقية والإغريقية والفرعونية وغيرها.
وهناك آثار لكتابات إغريقية تتحدث عن وصول السفن إلى بحار وأراض بعيدة تنطبق عليها مواصفات القارة الأمريكية، وفي الهيروغليفية الفرعونية فليست أقل شأنا، كما أن وجه التشابه في بناء الأهرامات كتلك التي تنتشر في المكسيك وجواتيمالا، وهو ما يمكن اعتباره كدليل آخر على احتمال وصولهم قبل غيرهم من الحضارات القديمة إلى القارة الأمريكية.
كما تعد مذكرات كريستوفر كولومبوس نفسها واحدة من بين تلك الوثائق الهامة الأخرى، والتي يتحدث فيها عن احتمالات وصول العرب إلى القارة الأمريكية قبله، فيذكر في إحدى صفحاتها عن مشاهدته مئذنة جامع إسلامي فوق إحدى تلال جزيرة في حوض الكاريبي.