رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الإخوان ودار القضاء" .. تاريخ من الصراع

جريدة الدستور

جاء استهداف مبنى دار القضاء العالي ليفتح ملف تاريخ ذلك المبنى مع جماعة الإخوان الإرهابية، والأحكام الرادعة التي صدرت ضد قاداتها، حيث شهد المبنى العديد من الأحكام التي هزت عرش الجماعة الإرهابية، وكانت نقطة سقوط في تاريخها.

كان آخر حكم، صدر هو المؤبد ضد "محمد بديع" مرشد جماعة الإخوان، ونائبه الأول خيرت الشاطر بالمؤبد في قضية أحداث مكتب الإرشاد، والتي سبقها أحكام قضائية أخرى بين المؤبد والإعدم في حق قيادات الجماعة.

لكن استهداف الجماعة لمبني دار القضاء العالي، لم يكن وليد اللحظة، فعقب عزل الرئيس محمد مرسي في 30 يونيو، بدأت الجماعة محاولات حصار واستهداف دار القضاء العالي، كانت أولها في مارس عام 2013، حين دعت بعض أنصارها من رابطة مشجعي "ألتراس أهلاوي" للتظاهر حصار مبني القضاء، حاملين شعار رابعة الذي اشتهرت به الجماعة الإرهابية.

وادعت الجماعة وقتها أنها تساند مشجعي الأهلي للمطالبة بالإفراج عن زملائهم الذين تم القبض عليهم بمطار القاهرة، أثناء استقبالهم في بعثة كرة اليد بالنادي الأهلي.

لم تكتف الجماعة الإرهابية بمحاصرة المبني ورفع أعلام رابعة أمامها فقط، بل طورت من خطتها التي رغم ذلك لم تستطع وقف سير العدالة، حيث استهدفوا المبنى بسيارة مفخخة بمنطقة الإسعاف بوسط البلد، وأسفر الانفجار عن إصابة 12 مواطنًا بإصابات متوسطة تصادف مرورهم بموقع الحادث في أكتوبر الماضي.

أصابع الاتهام، أشارت وقتها إلى جماعة الإخوان، حيث اتهم مساعد وزير الداخلية لشئون الإعلام "عبدالفتاح عثمان"، الجماعة بالوقوف وراء الانفجار.
كذلك اختار أنصار الجماعة أن تكون القضاء العالي قبلتهم أثناء تظاهرات 28 نوفمبر التي عرفت إعلاميًا باسم "انتفاضة الشباب المسلم" التي دعى لها حزب النور السلفي وباركتها جماعة الإخوان الإرهابية.
لم تكتف الجماعة بذلك فقط ولكن في نهاية ذلك اليوم عثرت قوات الأمن على عبوة محلية الصنع داخل حقيبة بجوار مقر نقابة المحامين على الأرصفة المؤدية لدار القضاء العالي وتمكنت من إبطال مفعولها قبل أن تنفجر.

كذلك في الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير كانت دار القضاء العالي أحد المباني التي استهدفتها الجماعة الإرهابية، حيث قامت الجماعة بمحاصرة المبنى من جميع جوانبه، وهددت بالاعتصام أمامه كي تطالب بوقف جميع القضايا التي يحاكم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي.
وقامت بإلقاء الشماريخ والألعاب النارية على القوات الأمنية المتمركزة حول دار القضاء العالي، ورفع علامات رابعة إلى جانب هتفات ضد للجيش والشرطة وتطالب بإسقاط النظام لتعود الدولة على ما كانت عليه من تأخر في عهد المعزول.
وفي 22 يناير الشهر الماضي عثرت قوات الحماية المدنية علي قنبله بجوار الباب الرئيسي لمحكمه النقض بدار القضاء، وتمكن خبراء المفرقعت من إبطال مفعولها.

أما ما حدث أمس فكان سطر أخر كتبته الجماعة الإرهابية في تاريخها مع استهداف دار القضاء العالي، حين استهدفته بوضع قنبلة في محيط دار القضاء العالي؛ وأسفرت عن مقتل شخص وإصابة 9 آخرين، وحلقت عدد من الطائرات أعلى سماء وسط البلد لتأمين المنطقة.
"العقاب الثوري" هي إحد الجماعات التي انبثقت من جماعة الإخوان الإرهابية والتي أعلنت مسئوليتها عن حادث تفجير مبنى دار القضاء العالي أمس، فكتبت على صفحتها أنها نصبت كمين ملغوم وظهر من منشورتها شماتتها الواضحة في مقتل 4 مجندين وإصابة عدد من الضباط بإصابات خطيرة كما أنها توعدت بإحداث المزيد.
كانت أولى عملياتها في ميدان المطرية تزامنًا مع الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، حيث أصيب نقيب بقسم شرطة المطرية و3 ضباط أخرين، بعد عملية اقتحام واشتباكات وقعت مع بعض العناصر الإرهابية، الذين زحفوا إلى شارع قسم المطرية فى محاولة لاقتحامه، فأعلنت من بعدها العقاب الثوري مسئوليتها عن الحادث، وأن التفجيرات جاءت بغاية استهداف ضباط الشرطة.
"قد حان الوقت لتنتهج الثورة مسارها الصحيح للتخلص من النظم الديكتاتورية والقمعية التي تعمل على وأد الثورة فلا سبيل إلا بامتلاك القوة المسلحة"، إحد منشورات الحركة الإرهابية التي افتتحت بها دشين صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" في يناير الماضي.
إزاء تلك الاستهدافات والعمليات الإرهابية كانت السخرية والشماتة هي سيدة الموقف من جانب جماعة الإخوان الإرهابية وممثليها، فخرج الإعلامي "محمد ناصر" ساخرًا من الحادثة عبر قناة "مصر الأن"، بقوله: "مات 2 ضباط وتقريبًا 11 مصاب والدنيا قامت عليها ومقعدتش، دة غير أن المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة ما شاء الله عليه دقيق أووي في أعداد الضحايا اللي تخصه".
وأدعى ناصر أن تلك العملية وقعت بإتفاق مسبق مع وزارة الداخلية للتشويش على التسريبات الوهمية التي أذاعتها قناة "مكملين"، وسخر قائلًا: "إزاي إرهابي يستغنى عن عمر أهله وينزل وسط البلد ويحط قنبلة بدائية الصنع، دة متفق مع كل باط الداخلية رسمي، يعني خد بعضه ومعها القنبلة اللئيمة ورايح افجر عادي عنده شغلانة كدة".
كذلك الإعلامي "هيثم أبو خليل" المعروف بانتمائه لجماعة الإخوان الإرهابية اتهم على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي أن تلك العملية تمت بالاتفاق مع وزارة الداخلية.
فكتب قائلًا: "حتي لو دبرتم مليون تفجير هذا لن يشوش عن جرائمكم وفسادكم ولن يمنع الشباب من تدشين هشتاجهم الجديد".