رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"فبراير".. شهر الحب القاتل .. من الورود الحمراء إلى الشارات السوداء

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

تركنا، ولكن ليس ككل عام، رحل بلونه الأحمر المعتاد، غير أنه اختلط بالدم هذه المرة، ورائحة الموت تفوح منه، بدلا من أن يذهب بالحب والمودة والهدايا.

يأتي دائما شهر فبراير من كل عام بتلهف من قبل المحبين، لارتباطه بعيد الحب حيث يتسابق المحبون بإرسال باقات الزهور وبطاقات عيد الحب بعضهم البعض، ثم يرحل تاركا نسيم الحب، وعبق العشق، بعد أن اكتسى بلون الورود الأحمر.

شهد "شهر الحب"، العديد من الحوادث المأساوية التي أدمت قلوب المصريين، وجعلت من "الفالنتين" هذه المرة، عيدا للحزن، حيث اتشح الجميع بالشارات السوداء حدادا على رحيل الكثيرين من أبناء الوطن.

ففي 8 فبراير وتحديدا في استاد الدفاع الجوى، بدأت جماهير الزمالك بالتأهب لحضور مباراة فريقهم بعد صبر طويل وترقب لعودة الجماهير، حتى يؤازروا لاعبيهم أمام إنبي ولم يكن في مخيلتهم أنهم ذاهبون إلى الموت.

قنبلة غاز في هذه الليلة، كانت كفيلة بتدافع الجماهير فوق بعضهم البعض حتى أدت إلى استشهاد 22 من مشجعي القبعة البيضاء، فكانوا في حياتهم أوفياء وكانوا في رحيلهم أوفياء أيضًا.

وفي 15 فبراير، وعلى شاطئ طرابلس بليبيا نفذت داعش إحدى عملياتها الجبانة، بذبح 21 قبطيا مصريا، لم يكن لهم ذنب في شئ إلا أنهم مصريون يسعون وراء لقمة العيش، تاركين خلفهم أطفالا وزوجات وعائلات، صار المستقبل الآن أمامهم بابا موصدا.

ولم يقتصر الأمر على الإنسان، ففي 25 فبراير، كان بطل مشهد الوداع، "كلب الأهرام"، عندما تجرد شباب فى شبرا الخيمة من رحمتهم وذبحوا كلبًا كانت كل جريمته أنه دافع عن صاحبه، فكانت خيانة صاحبه هي الطعنة الأولى له قبل أن تتوالى الطعنات من آخرين أمام أعين المارة، في مشهد بعيد عن الإنسانية التي حث عليها ديننا الحنيف.

فبراير أبى أن يغادر قبل أن يأخذ معه كل من نحب، فلم نجد من نهديه الورود والهدايا والبطاقات والبرقيات، وتزينت الشاشات بالشارات السوداء، حتى تمنى الشعب المصرى أن يغادر هذا الشهر بأي طريقة، منتظرين أن يهل مارس، شهر الأم، رحيمًا بنا كالأمهات.