رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكلب "هاتشيكو" رمز الوفاء في اليابان.. و"ماكس" عنوان السادية في مصر

جريدة الدستور

"عيد خاص" كل عام في اليابان لمحبي الكلاب، وطوال الأعوام قصة الكلب "هاتشيكو" تدرس كنموذج للوفاء في المناهج الدراسية للتلاميذ اليابانيين، وفي المقابل نحن نمثل بكلب دافع عن صاحبه.
"عيد محبي الكلاب" يحتفل به اليابانيون عند تمثال الكلب هاتشيكو حيث يصطف الآلاف في طوابير طويلة ومنظمة للإنحناء له وتحيته والدموع في أعين الكثير منهم وفي المناسبات السعيدة، كإنجاب الأطفال أو مغادرة المستشفى وغيرها، يكون تمثال مجسم صغير من الكلب هاتشيكو هو أفضل هدية دلالة على الوفاء والإخلاص.
"هاتشي: حكاية كلب Hachi: A Dog's Tale" هو فيلم درامي من إنتاج عام 2009 قائم على القصة الحقيقية للكلب الوفي هاتشيكو، الفيلم هو نسخة حديثة من فيلم ياباني بعنوان "حكاية هاتشيكو" (ハチ公物語) من إنتاج عام 1987، قام ببطولة الفيلم ريتشارد جير، جوان ألين، وساره رويمير.
قصة الكلب تتبلور في أن الكلب "هاتشيكو" كان يرافق البروفيسور إلى محطة قطار شيبويا يوميًا في الصباح عندما يكون ذاهبــًا لعمله، وينتظره يوميًا بعد الظهر عندما يعود في الساعة الثالثة عصرًا فوق الرصيف أمام المحطة، وظل على هذا المنوال يوميًا، وفي يوم من الأيام، تعرض البروفيسور أثناء إلقائه المحاضرة أمام الطلاب إلى أزمة قلبية أدت إلى وفاته، لكن الكلب هاتشيكو ظل على عادته اليومية في انتظار صاحبه أمام المحطة فى الثالثة عصرًا.
لاحظ الناس استمرار وجود الكلب، وعرفوا قصته، وكونه ينتظر صاحبه الميت، فراح الكثيرين يطعمونه، وسمح مدير المحطة ببقائه بعد أن لاحظ أنه لا يؤذي الناس وخصّص له مكانـًا للنوم، حتى جاء يوم وبادر أحد طلاب البروفيسور وأخذ الكلب للاعتناء به، ورغم ذلك، ظل هاتشيكو على برنامجه في انتظار البروفيسور كل يوم الساعة الثالثة عصرًا، وظل على هذا الحال من الانتظار لمدة تسع سنوات.
تسع سنوات من الانتظار.. ليكتب التاريخ رائعة من روائع الوفاء !!
وكالمعتاد، لكل قصة نهاية، ففي يوم من الأيام في سنة 1935، وتحديدًا في الثامن من آذار وجدوا الكلب هاتشيكو ميتـًا عند المحطة في المكان الذي اعتاد أن ينتظر صاحبه فيه.
ولغرابة قصة هذا الكلب، تم تحنيط وحفظ جثته في المتحف الوطني للعلوم في طوكيو.
قصة وفاء الكلب هاتشيكو كتبت عنها الصحافة اليابانية في حينها كثيرًا، وألفت عنه العديد من الكتب، وانتشرت بين الناس في جميع المدن اليابانية إعجابـًا بوفائه الذي صار رمزًا له، فأقيم له عام 1934 تمثال من البرونز لتخليده، الطريف أن الكلب هاتشيكو كان حاضرًا أثناء الاحتفال بوضع التمثال أمام المحطة، لكن هذا التمثال وخلال سنوات الحرب العالمية الثانية تم استخدام معدنه الثمين يومها في صناعة الأسلحة.
بعد انتهاء الحرب، وفي عام 1948 تم إعادة صنع تمثال هاتشيكو من جديد، والذي لا يزال موجودًا في المكان الذي اعتاد أن ينتظر صاحبه فيه وعينيه باتجاه باب الخروج من المحطة، ويعتبر من معالم مدينة طوكيو السياحية.. حيث يزوره الآلاف من السواح باستمرار، وهو مكان مشهور جدًا في طوكيو، فمن الطبيعي أن تسمع الناس ببساطة يقولون لبعضهم البعض: انتظرني عند هاتشيكو.
وفي مصر، تم ذبح الكلب "ماكس" والتمثيل به على يد عدد من الأشخاص، بعد محاولته الدفاع عن صاحبه.