رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فيديو ـ في مصر بعد الثورة.. المخالفة المرورية "جزاؤها القتل بالرصاص"

جريدة الدستور

انتهاكات الشرطة كانت أحد أهم الأسباب التي دفعت المصريين للثورة في 25 يناير قبل أربع سنوات، طمح المصريون خلالها أن تتغير معاملة الجهاز الشرطي للمواطنين، لكن يبدو أن المصريين حلموا بشيء هو أشبه بالخيال.

سطوة الشرطة التي لم تتعلم الدرس خلال السنوات الفائتة، عادت لتضرب من جديد لا فرق هنا بين رجل وسيدة، شاب وكهل الكل هنا سواء أمام "الجبروت".

امرأة بسيطة تسكن في حي فقير "بولاق الدكرور" مثلٌ حي جسد لنا أن الأمر لم يتغير، قهر وظلم من أفراد تصوروا أنهم فوق الجميع، وأن أفراد الشعب المطحونين ما هم إلا عبيد لهم.

"الإنسان سهل أن يموت في الزمن ده"، هكذا لخصت ابنة خالة زوجة سائق ميكروباص، الذي قتله أمين شرطة، حيث سردت الواقعة لـ"الدستور" قائلة: "بداية الواقعة تعود إلى مخالفة مرورية من زوج القتيلة، حيث لم تكن سيارته (الميكروباص) بأرقام أو نمر، وجزاؤه كان القتل".

الرشوة أيضًا لم تختف من تلك المأساة، حيث عرض أمين الشرطة على السائق، بحسب ابنة خالة القتيلة، أن يأخذ منه مبلغ 2000 جنيه كي يتركه ويرحل، واتفق معه أيضًا أن يذهب إلى إدارة المرور ليدفع 400 جنيه، فاستأذن أمين الشرطة الضابط المكلف بتأمين أحد كمائن بولاق الدكرور عند كوبري الخشب، من أجل تسوية عملية الرشوة التي قبلها أمين الشرطة وضابطه وفقًا لمنظومة فساد الشرطة كانت الخيانة هي مبدأهم.

وحين أتت زوجة السائق إلى الموت بقدميها كي تعطي زوجها أموال الرشوة ليفلت من براثن الظلم كان الموت في انتظارها، في ليلة الخميس الماضية، وقبل أن يأخذ أمين الشرطة أمواله المحرمة، أراد السائق أن يركن سيارته حتى تتم العملية في هدوء فإذا بأمين الشرطة يطلق عليه النيران، التي أودت بحياة زوجته بعد ما أصابتها رصاصتين منه في ظهرها ورأسها أودتها صريعة، بحجة أنه ظن السائق يريد الهروب بزوجته وأمواله.

وتابعت السيدة، تصف حالة المجني عليها وهي خارجة من مصلحة الطب الشرعي المعروفة باسم "مشرحة زينهم" لإتمام عملية التشريح، أن الدماء كانت تنزف من الخشبة المحمولة عليها، دليلًا على بشاعة الطريقة التي قتلت بها.

"بقالي كتير مشوفتش ماما" حديث أحد صغارها، يسألون بنت خالتها من وسط دموعهم التي لا تقف حزنًا على فراق والدتهم، ولا تكف ألسنة أهلها عن الدعاء ليأخذ الله حقهم، "أين توجد أمهم؟".

"عايزين حقها والعدل زى ما هي اتقتلت هو يتقتل"، اختتمت السيدة حديثها مطالبة بالقصاص من أمين الشرطة الذي لم يشفع له إلا الإعدام مثلما أرداها قتيلة بظلم وجبروت، فلم يقر القانون بأن يقتل "أبناء الغلابة" على حد وصفها لمجرد أن السيارة لا تحمل أرقامًا.

وبصوت متقطع لا يظهر منه غير بكاء ونحيب وإحساس بالظلم، ورغبة في القصاص والانتقام من القاتل، كان ذلك هو ما يصدر فقط عن والدتها التي لم تردد سوي كلمات محددة، ما أن تنهيها حتى تبدأ في إعادتها إلي مسامعنا مرة أخرى فتقول " قتلوا بنتي، قتلوها، بيقولوا اللي قتلها خرج يا حبيبتي خرج".

إزاء كل هذا الظلم والجبروت من أمين الشرطة أخلت نيابة بولاق الدكرور سبيله ولم تقم بحبسه على ذمة التحقيقات كما أكدت السيدة.