رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحرب على الإرهاب مسئولية قومية


إن علاقة مصر بالأشقاء فى مجلس التعاون الخليجى لايمكن أن تؤثر فيها تصرفات دويلة قطر اللامسئولة والتى أضحت تدعم الإرهاب جهارا نهارا وكان مندوب مصر الدائم فى الجامعة العربية على حق عندما قال إن تحفظ الدوحة على الضربة الجوية لمعاقل الإرهاب فى ليبيا يكشف حقيقة الموقف القطرى الداعم للإرهابيين!! ورغم ذلك لا يمكن تجاهل أن قدر مصر أن تكون واجهة الأمة العربية التى تدافع عن أمنها القومى وهذا ما يجعلنا نؤكد أن الحرب على الإرهاب فى الحقيقة ليس من أجل مصر وحدها لكن من أجل الأشقاء العرب جميعا بما فيهم الشعب القطرى نفسه لأن الخطر لا يطول مصر وحدها بل موجه إلى كل الدول العربية وفى مقدمتها دول الخليج ومن الطبيعى أن تعلن كل الدول العربية تضامنها إلى جانب مصر التى تقف حجر عثرة فى وجه مخطط التجزئة والتفتيت وما «داعش» سوى أداة لتنفيذ المرحلة الأولى من هذا المخطط الذى يأتى فى إطار ما يعرف بحروب الجيل الرابع، من هنا لايمكن اعتبار أن «داعش» هى التى تقود الإرهاب وحدها فالأخطر فى واقع الأمر من وراء «داعش» من دول وأجهزة استخبارات تخطط و«داعش» تنفذ وقد أثبتت الدلائل أن تركيا وقطر وإسرائيل وحماس لاعبون أساسيون فى المقدمة، لكن هناك من يحرك الخيوط لتنفيذ مخطط الفوضى الخلاقة أو بعبارة أكثر دقة الفوضى الهدامة فى عالمنا العربى إنها الولايات المتحدة وعليه لا جدال فى أن الأمن القومى العربى أصبح فى خطر وتكفى نظرة شاملة فاحصة لخريطة العالم العربى لنقدم الدليل على ما نقوله، ففى الشرق العربى هناك عدم استقرار بل حروب أهلية وتنظيمات إرهابية وفتن بين أهل السنة والشيعة فى العراق وسوريا ولبنان وفى الجنوب يظل النموذج اليمنى شاهدا على صحة ما تقدم، أما فى منطقة الخليج فتتحول قطر لأداة فى أيدى صناع الإرهاب ونقصد هنا قطر النظام وليس قطر الشعب الذى يعتبر بلا جدال جزءا لا يتجزأ من أمتنا العربية وتبقى إسرائيل أداة أخرى تسعى إلى هدم الاصطفاف العربى تتحرك فى الخفاء تارة وفى العلن تارة أخرى من أجل تكريس الواقع العربى الذى لا يحسده عليه أحد والأغرب أن فصيلا من أصحاب القضية الفلسطينية أخذ يغرد خارج السرب ويرد الجميل لمصر إرهابا وحقدا وهو فصيل حماس الذى أصبح وإسرائيل فى سلة واحدة.وفى المغرب العربى نجد ليبيا بعد سقوط الدولة تتحول إلى بؤرة إرهاب على حدود مصر الغربية، أما بقية دول المغرب وشمال أفريقيا كل يغنى على ليلاه بعبارة أخرى جزر منعزلة لا رابط بينها سوى أنها تتحدث العربية مخلوطة بالفرنسية وتكتمل صورة المشهد العربى المؤسف بالسودان الذى كان أسرع الدول العربية استجابة للتفتيت والتجزئة ليصبح سودانيين وينتمى جنوبه لأصوله الأفريقية أكثر من أصوله العربية وتجد فيه إسرائيل أرضا خصبة للتسلل ومدخلا إلى العمق الأفريقى بعد تراجع الدور المصرى الأفريقى فى عهد نظام مبارك، الأمر الذى أدى إلى تهديد حصة مصر من مياه النيل من قبل إثيوبيا التى ضربت عرض الحائط بكل الاتفاقيات والمواثيق ومضت تبنى سدها الذى يتحكم فى مجرى النيل المتجه نحو الشمال، أما السودان الشمالى فيتأرجح بين هذا وذاك فهو اقرب ما يكون لتنظيم الإخوان الدولى ولا يعرف من عروبته غير الشعارات الجوفاء.. هذا هو الواقع العربى المؤلم ورغم ذلك مصر ستتحمل مسئولياتها القومية وستحارب الإرهاب وسوف تتصدى لمخطط التفتيت وما يجب أن يكون هذا التصدى منفردا، حيث إن الخطر محدق بالجميع ويجب أن تكون الحرب على الإرهاب هى حرب الجميع!!

إعلامى وصحفى مستقل