رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أعلن الحرب على فساد المحليات يا «لبيب»


اللواء عادل لبيب -وزير التنمية المحلية - أتحفنا الأسبوع الماضى بتصريحات غاية فى الأهمية وتستحق منا الوقوف عليها وفهمها والرد عليها.. قال إيه بقى معالى الوزير: أعترف بوجود فساد فى المحليات.. وألقى باللوم على المواطن بسبب صمته على هذا الفساد.. بل ومشاركته فى انتشاره عن طريق دفعه رشاوى للموظف نظير إنهاء خدماته!!.. كلام فى منتهى الخطورة حينما يخرج من المسئول الأول عن المحليات.. أخطر وأهم وزارة فى مصر من وجهة نظرى المتواضعة.

 وهنا وجب علينا سؤال سيادة اللواء وليتسع صدره للإجابة عنه: هو حضرتك توليت هذه المسئولية ليه يا فندم؟!.. أرجوك تجاوب على سؤالى.. أرجوك يا فندم. عن نفسى كتبت هنا فى هذه المساحة منذ ستة أشهر تقريباً عن هذا الفساد وناشدتكم بالتحرك أو الاتصال بى حتى أعطيكم بعض المعلومات عن تجاوز عدد من الشخصيات فى هذا الجهاز الحيوى لكن دون جدوى.. يا فندم: إن اعترافك بوجود فساد فى وزارتك دون أن تكشف لنا عن آلياتك ووقتك فى القضاء عليه ومحاسبة المفسدين.. لهو أمر لا يمكن تقبله أو السكوت عليه.. أين أجهزتك الرقابية المكلفة بمحاربة فساد المحليات؟! .. أين الخلل يا معالى الوزير؟!

يافندم: أقولها لكم خالصة لوجه الله تعالى خدمة لهذا الوطن ولصالح مواطنيه.. إن الفساد الذى لمسته فى المحليات يفوق كل تصور.. هذه الوزارة رغم أهميتها أصبحت مرتعاً للفساد واللصوص والهبيشة.. فإذا كنت ترغب فعلاً فى القضاء على تلك الظاهرة.. فلتترك مكتبك وتصطحب معك أجهزتك الرقابية وتنزل إلى الشارع فى جولات مكوكية للمحافظات والمجالس المحلية لتتعرف عن قرب على مشاكل المواطن ومعاناته عندما يذهب إلى هذه الأماكن لإنهاء مصلحته.. ولا مانع خلال هذه الزيارات المفاجئة أن تسأل المواطن نفسه عن سبب دفعه الرشاوى للموظف.. واسأله عن سبب صمته على الفساد ولمن يشتكى إذا تعطلت مصلحته أو حاول أى موظف أن يبتزه.. هكذا كان يفعل اللواء أحمد رشدى - وزير الداخلية ا لراحل.

اسأل المواطن عن المرتشى الذى استغله وحاكمه.. اسأله عن المقُصر فى عمله وطبق عليه القانون.. اسأله عن رأيه فى تطوير منظومة العمل بعيدا عن البيروقراطية التى تحاول جرنا للعيش فى العصور الوسطى.. واسأله بالمرة عن رأيه فى أدائك أنت شخصياً.. وهل هو «المواطن» راض عن قيادتك لهذه الوزارة أم لا؟.. اسأله معالى الوزير ولا تخشى شيئاً.. اسأل المواطن عن إنجازاتك منذ توليت المسئولية وعن اخفاقاتك حتى تعرف فى أى طريق تسير.. هكذا يفعل المسئول الواثق من قدراته على حل مشاكل بلده. وبعد أن تفرغ من سؤالك للمواطن..أرجوك أن تسأل موظفيك عن مشاكل المواطن.

اسألهم عن فساد تراخيص المبانى المخالفة فى الأراضى الزراعية..واسألهم كيف سمحوا بتركيب عدادات الكهرباء والمياه لهذه المبانى.. اسألهم عن مصير أموال الصناديق الخاصة فى «المواقف.. النظافة .. الأنابيب و..» .. اسألهم عن استغلال بعضهم لمناصبهم فى التربح بطرق غير شرعية.. ولا تنسى أن تسألهم رأيهم فى وسائل محاربة الفساد والقضاء عليه.. وابقى افتكر تسألهم كمان عن فساد رصف الطرق وأفران العيش.

يا معالى الوزير.. أنت بحاجة إلى إعادة تقييم نوعية مشاكل المحليات وفتح الباب للشرفاء فى هذا البلد بمقترحاتهم لحل هذه المشاكل.. أنت بحاجة إلى عقول مبدعة.. شريفة .. وطنية للقضاء على الفساد بكل أشكاله وألوانه.. أنت بحاجة إلى مسئولين من نوعية سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى.. مسئولون لديهم الاستعداد أن يضحوا بأوقاتهم وأموالهم وراحتهم حتى تنهض مصر.. مسئولون أذلاء على المواطن المغلوب على أمره وأشداء - أقوياء على أعداء الدولة .. مسئولون لا يخشون فى الحق لومة لائم.. فهل لديك الجرأة والشجاعة لاختيار هذه النوعية من الناس حتى تستقيم أمور وزارتك وتقضى على الفساد المستشرى فيها.. حسب اعترافك؟

معالى الوزير.. واجه الفساد والشعب خلفك.. واجه مافيا المحليات وستجد الرئيس فى ظهرك يساندك ويشد من أزرك.. أعلنها حرباً شعواء على أعداء ثورتى 25 يناير و30يونيو فى وزارتك.. فلو استطعت أن تدير هذا الملف بنجاح.. فإنك بذلك ستنقذ مصر من براثن اللصوص والخونة والعملاء والمنتفعين.. قبل إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة .. فهل ستستطيع أم سترفع الراية البيضاء استسلاماً لهزيمتك وانتصار الفساد؟!

كلمة أخيرة.. أخبرنى مصدر خاص أن الأرقام التى تؤكدها الجهات الرقابية عن فساد المحليات بالمليارات.. وأخبرنى أيضاً أن بعض صغار المسئولين معدومى الضمير فى هذه الوزارة يمتلكون ثروات تقترب مما يمتلكه بعض رجال الأعمال.. فما حقيقة هذه المعلومات؟