رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وجدي غنيم.. "مكفراتي" العصر.. صاحب اللسان البذيء

وجدي غنيم
وجدي غنيم

"إحنا لسانا عفيف يا أنجاس مش بنشتم زيكم".. إحدى الكلمات المأثورة التي عُرف بها ويصحبها بنظرات مليئة بالخبث، مع تلك اللحية البيضاء وعلامة الصلاة البارزة في وجهه، يظهر الداعية "وجدي غنيم" المطرود من معظم البلدان العربية، والذي لقبه أنصاره بـ"مجدد العقيدة" بالسباب والشتائم.. ذلك الرجل الذي كرس حياته ومسيرته من عهد الرئيس المخلوع "حسني مبارك" في اللعن والتكفير.
ولد "غنيم في محافظة الإسكندرية، في 8 فبراير عام 1951، وحصل على بكالوريوس من شعبة إدارة الأعمال بكلية التجارة جامعة الإسكندرية عام 1973، وتزوَّج من سمية عبدالبديع، ولديه سبعة أبناء.
عمل في بداية حياته بمجال المحاسبة حيث تولى منصب وكيل حسابات بوزارة المالية حتى عام 2002، كما انتخب أمينًا عامًا لنقابة التجاريين بالإسكندرية منذ عام 1991 وحتى عام 2001، وأمينًا عامًا لشعبة المحاسبة والمراجعة بالنقابة العامة للتجاريين بالقاهرة بنفس الفترة.
اتجه إلى دراسة الشريعة الإسلامية فحصل على إجازة حفص من معهد قراءات الإسكندرية الأزهري بسموحة عام 1984، ثم حصل على دبلوم عالٍ في الدراسات الإسلامية من كلية الدراسات الإسلامية بالقاهرة عام 1985، ونال ماجستير في الفقه من جامعة إنديانا بالولايات المتحدة الأمريكية، ثم حصل على الدكتوراة من نفس الجامعة بعنوان "ربانية الشورى ووضعية الديمقراطية".
"وجدي غنيم من مبارك للسيسي.. الداعية يتحول إلى محرض"، "الله تبارك وتعالى أمرنا أن نحفظ اللسان، هتستفاد إيه لما تسب الدين وتكفر اللي قدامك".. تلك الكلمات التي كان يتشدق بها الداعية غنيم إبان عهد الرئيس المخلوع مبارك، والذي لم يخرج طوال ذلك العصر عن كونه داعية إسلامي فقط لا يسب ولا يلعن، وينتقد النظام أحيانًا دون الخروج بتلك الألفاظ النابية، التي اعتادها الآن.
لكن منذ اندلاع ثورة 25 يناير وسقوط نظام مبارك واعتلاء جماعة الإخوان الإرهابية لسدة الحكم في البلاد، كشف "غنيم" عن وجهه الحقيقي فأصبح محرضا أكبر منه داعية لم يسلم أي إعلامي أو ثائر أو مؤيد للنظام من لسانه، فيكفي وضع اسمه على محرك البحث "جوجل" حتى تظهر مئات الاختيارات بين "وجدي غنيم يسب بألفاظ، والداعية الإسلامي يُكفر".
"ناس في التحرير صليبيين يرفعون الصليب، وعلمانيين كارهين للدين، وبلطجية عايزين يكسروا ويحرقوا".. كان رأي غنيم في المتظاهرين والثوار بميدان التحرير أثناء ثورة يناير.
كما استغل "غنيم" قرار الإفراج عنه من قبل المعزول "محمد مرسي"، ضمن مجموعة من المعتقلين السياسيين الذين صدرت ضدهم أحكام بعقوبات سياسية، حتى يتسنى له التحريض على إشعال المشهد، والنفاق للمعزول أيضًا حين كان يشيد به بعد كل خطاب بقوله: "أسعدنا جميعًا خطاب السيد الرئيس وبالمصارحات التي قالها سيادته أخيرًا بشفافية".
وتحدث أثناء أحداث قصر الاتحادية عبر الفضائيات للشعب المصري وحرض على قتل المتظاهرين بمحيط القصر، بقوله: "أيها المسلمون إحموا الشرعيين.. دول عايزين يسقطوا الرئيس المنتخب وعايزين يسقطوا الإسلام في مصر، ومش عايزين تقوم للإسلام قومة في مصر".
وقسم غنيم المتظاهرين إلى 3 فئات تبعًا لمصلحة جماعته، إما كفرة علمانيين ليبراليين، وإما مأجورين، وإما من يريدون سرقة الثورة من الغلابة.
وبعد عزل محمد مرسي، حرض غنيم أنصار الجماعة علي العنف والثأر لما حدث لهم في فض اعتصام رابعة العدوية و النهضة، وأدعى أن ما حدث هو معركة بين الإسلام و الكفر, واصفًا رجال الجيش والشرطة بالكافرين.
ومن أكثر الفتاوى التي اشتهر بها غنيم، تحريضه للمواطنين علي قتل رجال الجيش والشرطة؛ نظرًا لوقوفهم بجانب الشعب المصري ضد مرسي وأعوانه، فيكن لهم العداء الدائم، بل أكد في إحدى إبداعاته أن اعتصام أنصار تنظيم الإخوان في ميدان رابعة العدوية والنهضة وكل ميادين مصر أهم بكثير من الاعتكاف بالعشر الأواخر من رمضان داخل المساجد.
لم يقتصر تحريضه على مصر فقط، فطال الدول العربية أيضًا وشعوبها، فكان آخر إبداعات غنيم تحريضه لإخوان ليبيا بالاستمرار في حمل السلاح وإشاعة العنف، وذلك خلال تقديمه لأحد البرامج على قناة "رابعة" الإخوانية، وقال غنيم للمواطنين في ليبيا: "أوعوا تتخلوا عن سلاحكم، أديكوا شايفين إيه اللى بيحصل دلوقتي".
كما أنه أول داعية إسلامي يكفر رئيس الدولة عبد الفتاح السيسي، ويدعي أنه مرتد، كما تميز غنيم بدعوته لقتل الشعب المصري بأكمله، حين أكد في إحدى فتاواه أن من يخرج عن شرعية المعزول محمد مرسي يجب قتله حتى يرتد وإن كان الشعب المصري كله، وانفرد غنيم بأنه على الدوام ما يربط بين عزة الإسلام ووجود المعزول مرسي في الحكم.
ومن الانفرادات التي يتميز بها غنيم عن غيره، اعتباره أن التحالف ضد "داعش" حربًا صليبية جديدة ضد قيام الخلافة الإسلامية، مؤيدًا الأفعال الإجرامية التي يقوم بها التنظيم الإرهابي.
مؤخرًا شن وجدي غنيم وصلة من الاتهامات والسباب المتواصل إلى جميع الإعلاميين، وطالب باغتيالهم لأنهم منافقون وكاذبون ووصفهم بأنهم "كلاب أهل النار"، كما أفتى غنيم بقتل الإعلامي أحمد موسى، بقوله: "اللي يقدر يجيب رقبة أحمد موسى ربنا هيكرمه، لأنه ينشر الباطل، وصانع للكذب".
"الوجه الثاني لغنيم..أرض الله واسعة":
أمتاز الداعية الإسلامي بحب البلاد العربية الجارف له، فنجده في رحلات مطاردة من ليبيا إلى البحرين وأخيرًا قطر، فلم تحتمل أي منهم فتاواه التي يسخر منه الجميع، وهو ما دفع الإنتربول الدولي للبحث عنه لارتكابه جرائم في أكثر من 7 دول، وطرده من كل دولة يذهب إليها.
فكانت أولى تنقلاته إلى البحرين التي قامت بطرده عام 2007، لموقفه من الكويت أثناء حرب العراق، حيث اتهمه التجمع الإسلامي السلفي الكويتي بـ"الإساءة الفاحشة في حق الكويت وأميرها وشعبها"، فاعتاد غنيم على الطرد حتى أصبح "سوابق".
ثم جاءت رحلته إلى اليمن وجنوب إفريقيا التي تم اتهامه فيهما أيضًا بتزوير أوراق إقامته، وتم ترحيله إلى قطر، فأصبح معتادًا على الترحال بين البلاد والاستبعاد منها، حيث واجه نفس الموقف مؤخرًا مع قطر التي طلبت مغادرته أراضيها بصحبة 6 آخرين من قيادات الإخوان.