رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زمن رجال هز الأكتاف


فى مقالى «أين زمن الرجال»؟ «الذى افتقدت فيه زمن الرجولة التى تتحمل مسئولية الأقوال، كلمة الشرف، الوفاء بالعهود، النخوة، الشهامة، المروءة، العفو عند المقدرة.... وجدت رد فعل قوياً لهذا المقال، ووجدت أن كثيراً منا يفتقدون هذا الزمن وهؤلاء الرجال!!!... يفتقدون زمن «رجولة الموقف الذى يقف معك اليوم ساعة سعادتك، لا يتخلى عنك ساعة مرضك، كبوتك، فقرك... نفتقد الرجل الوفى لك فى وجودك وفى عدم وجودك، فلا ينقل على لسانك ما لا صحة له، ولا ينسب إليك مالم تقله، ولا يروج باسمك أو عليك أكاذيب... نفتقد رجولة المواجهة بشرف واحترم سقوط الأعداء».

نحن نفتقد هذا الزمن لأننا نعانى جميعاً من «رجال هز الأكتاف».... فهم رجال لا يستحيون من أفعالهم، من أقوالهم، من مواقفهم، لا يهمهم رأى الآخرين فيهم، لا يشغل بالهم إلا مصالحهم الخاصة، الثروة، السلطة ولو على حساب تاريخهم....هز الأكتاف يعبر عن عدم المبالاة، عدم الاكتراث بمن حولهم... فهم لا يفكرون إلا بأنفسهم فقط.. فهم سلبيون... فعندما تطلب منه النصيحة، المشورة، المساعدة، أو يد العون لمحتاج أو لمظلوم... لا تجد منه إلا هز أكتاف.. عندما تطلب منه تأدية دوره تجاه وطنه، أهله على أكمل وجه... لا تجد منه إلا هز أكتاف... عندما تطلب منه موقفا رجولياً، شهماً، واضحاً، محدداً، ثابتاً، لا يتغير، غير مذبذب فى حياته الخاصة والعامة بعيداً عن الميوعة... لا تجد منه إلا هز أكتاف.عندما تطلب منه أن يؤدى دوراً إيجابياً فى بيته، مجتمعه، قريته، مدينته، وطنه... لا تجد منه إلا هز أكتاف.عندما تطلب منه تصرفات تتسم بالعقل وبالحكمة، والعمل على تأليف قلوب من حوله حول مصلحة الوطن وليس على تفريقهم... لا تجد منه إلا هز أكتاف.

عندما تطلب منه التواضع، احترام المسن، المريض، الفقير، الضعيف، العاجز، ألا يستصغر أو يسفه آراء الآخر.. لا تجد منه إلا هز أكتاف.

عندما تطلب منه القناعة بالحلال والبعد عن الحرام، البعد عن النصب وأن يعطى كل ذى حق حقه...لا تجد منه إلا هز أكتاف..عندما تطلب منه العمل بإتقان وبضمير بلا اتباع ثقافة الفهلوة، لا تجد منه إلا هز أكتاف.عندما تطلب منه الصدق، الوفاء بالعهد، قول الحق واتباعه، وألا يخاف لومة لائم، وأن يعطى كل ذى حق حقه ولا يظلم أحداً... لا تجد منه إلا هز أكتاف.عندما تطلب منه أن يمد يد العون للآخرين، أنصاف المظلومين حتى ينام قرير العين، مرتاح الضمير، غير ظالم، لا تجد منه إلا هز أكتاف.عندما تطلب منه العفو عند المقدرة، وأن يتملك نفسه عند الغضب، لا تجد منه إلا هز أكتاف. للأسف نحن نعيش الآن «زمن هز الأكتاف» أو «زمن الرجل الصفر» كما وصفه القرآن!!!! لكن... يا ترى من هو الرجل الصفر؟ موعدنا الخميس المقبل إن شاء الله.