رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"توافق الأبراج" أكذوبة روجها الإعلام ..فهدمت حياة الأزواج

جريدة الدستور

"من برجك اعرف شريك حياتك".. " تعرف على مدى التوافق بينك وبين حبيبك"، هي تطبيقات تطالعنا بها المواقع والمنتديات المختلفة، لقياس مدى نجاح زواجك أو علاقتك العاطفية حسب برجك.
تلك التوافقيات التي هدمت الكثير من الزيجات والعلاقات، فنجد حاليا الفتاة لا توافق على شخص من برج العقرب لأن العلاقة بينه وبين برج الدلو غير مستقرة ويسودها التربص والانتقام، في حين يبحث رجل العذراء عن فتاة برج الحمل لأن حياتهما ستكون عميقة و مليئة بالحب والغرام، لتتحول مزحة " علم الأبراج" لحقيقة يؤمن بها الكثير من شباب اليوم.
فذكر محمد محمود أنه إذا وجد أن برجه لا يتوافق مع برج خطيبته، فسيقوم بفسخ الخطبة، ويتحمل الألم الناتج عن ذلك، لأن هذه الاختلافات سوف تنغص عليهما الحياة وحلاوة الحب، وتجعله لا يشعر بجمال الشخص الذي ارتبط به.
"
برج العقرب هو السبب في انهيار حياتي"، كان هذا ما قالته منه محمد، فزوجها كان دائم الكذب وكان هذا أمر يدفعها إلى حافة الجنون، لكنها بعد فترة اكتشفت انه برج العقرب، وهذا البرج مشهور بكثرة الكذب، مؤكدة أنها لو علمت ذلك أثناء زواجها لصبرت على زوجها وتحملته.
وعلى الجانب الآخر، ذكرت حنين المصري أن موضوع توافق الأبراج ليس له أي أهمية في موضوع الزواج، معبرة بقولها " ده كله كلام فاضي"، مشيرة إلى أن التوافق بين المقبلين على الزواج ما هو إلا توافق للقلوب.
وقالت ندى محمود أنها لا تهتم مطلقا بموضوع الأبراج لدرجة أنها لا تعرف اسم برجها، مؤكدة أن أهم شيء في الزواج هو صلاة الاستخارة.
أكدت الدكتورة حنان بدر، أستاذ علم الاجتماع، أن تهافت الفتيات والشباب على قراءة الأبراج يرجع إلى الفراغ والأمية الثقافية، وخوفهم الشديد من المستقبل وما يخبئه لهم، الذي يجعلهم يتلمسون الخطى لمعرفة ما الذي سيحدث لهم في المستقبل وكيف ستكون حياتهم، مؤكدة على أن الإعلام له دور كبير في ذلك بسبب محاصرته للشباب بمثل تلك النوعية من البرامج.
وأوضحت بدر أن الزواج لا يمكن أن يتقرر بناء على الأبراج أو غيرها، بل يعتمد في الأساس على مدى التوافق بين المقبلين على الزواج سواء كان من الناحية الاقتصادية أو التعليمية أو الثقافية، فهذا هو الشيء الوحيد الذي يضمن استقرار الحياة الزوجية ونجاحها في التغلب على كافة العراقيل التي تواجهها .
في حين قالت الدكتورة ابتسام مرسي، أستاذ علم الاجتماع، أن الاعتماد على علم الأبراج، يرجع إلى الرغبة في التظاهر بالحداثة أمام الناس، ومجاراة نجوم السينما العالمية، فضلا عن ضعف الوازع الديني لدى الشباب، فالدين نهى عن الذهاب إلى العرافات بقوله " كذب المنجمون ولو صدقوا".
وأضافت أن الأمر تطور إلى حد اقتناع الشباب بما تقوله الأبراج لدرجة أن جعلوا الزواج معتمدا على ما يسمى بتوافق الأبراج ظنا منهم أن ذلك سيؤدي إلى حياة زوجية لا تشوبها شائبة .
وأكدت مرسي أن التصدي لتلك الظاهرة لا يمكن أن يتم إلا عن طريق تكاتف جهود كافة مؤسسات الدولة من إعلام ودور العبادة ومراكز الشباب ,إقامة الندوات التي تصحح المفهوم الخاطئ لدى الشباب عن الزواج وشروطه.