رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الصباغ وأبو ضيف وميادة".. شهداء بين "أحلام الشهرة واستغلال الإخوان"

الصباغ وأبو ضيف وميادة
الصباغ وأبو ضيف وميادة

خرجوا يؤدون واجبهم سواء كان مهنيا أو وطنيا، منهم من يحمل كلمة حق ينادي بها وسط الجموع، ومنهم من يحمل ورقة وقلما يسجل بها أحداث، لا يعلم المصير المكتوب أو المطاف سينتهي إلى أين؟. جمعهم حب الوطن وفرقهم الموت، كانوا يريدون أحلاما بسيطة فنالوها بعد الموت، لم يكن يعرفهم أحد حتى لحظة خروج أرواحهم فأصبحوا حديث الساعة من بعدها.

كانت آخرهم "شيماء الصباغ" لكن الحكاية لم تبدأ بها، فالتاريخ حافل بقصص الشباب الذين عاشوا مغمورين لم يشعر بهم أحد وماتوا مشهورين كالعظماء، اتفقت جماعة الإخوان في كل حادثة لأحدهم على استغلالها لصالحهم، وتروج أنهم ينتمون لها، فما حدث بعد مقتل "الصباغ" سبقها إليه العديد أمثال: "الحسيني أبو ضيف وميادة أشرف وزينب مهدي".

"الحسيني أبو ضيف.. شهيد الاتحادية"
بتلك الكاميرا الصغيرة راح يطوف الشوارع والميادين، باحثًا عن حدث لها تسجله ليكن عين الوطن والحقيقة. سمع عن تظاهرات تنادي بإسقاط الجماعة الإرهابية في عهد المعزول فلبى النداء. كان وقتها مجرد صحفي في جريدة "الفجر". فقط الكاميرا التي يحملها هي من تتحدث باسمه، حتى تلك اللحظة التي أصيب بها بطلق خرطوش بالمخ، ليفقد حياته مغمورًا ويبدأ رحلة الشهرة.

ظل أسبوعًا كاملاً يحارب الموت حتى انتصر الأخير في النهاية، ليرحل أبو ضيف وتبقى سيرته التي أصبحت شهيرة، فتنتقل القضية من تحقيق إلى محكمة إلى قاض حتى باتت مبهمة لا نهاية لها.
لم يسلم من كذب وإدعاء الجماعة، حيث روجت جريدة الحرية والعدالة الناطقة باسم جماعة الإخوان، وادعت أن الحسيني هو آخر ضحايا الإخوان من شهداء الاتحادية، مؤكدة أنه كان ينتمي لها.

لم ينل الحسيني في مسيرته الأخيرة غير صورته التي تتوسط جدار النقابة وعضوية منحتها له بعد وفاته، وأخيرًا شهرة بعد الموت واستغلالًا بعد الشهادة.

"ميادة أشرف.. عروس الصحافة"
"الكاميرا لا تزال في أيدينا يا حسيني".. كلمات رفعتها "ميادة أشرف" صحفية الدستور، ولا تعلم أن مسيرتها ستنتهي عما قريب، في إحدى ميادين منطقة عين شمس، حين أصابتها رصاصة غادرة من الخلف أودت بحياتها، فتحولت من إحدى الصحفيات التي لا يعرفها إلا قليلون إلى أيقونه كان بطلها الموت.

مثل من سبقوها ظلت قضيتها قرابة عام تتحول من النائب إلى العام إلى المحكمة والجلسات، لكن القول الفصل بها لم يصدر بعد، لم تنل من الموت غير الشهرة والحق الضائع.

"خدعوك فقالوا ميادة إخوانية" صفحات تدشن على الفيس بوك بعد حادثة مقتلها واستغلال الجماعة لها، حيث نشرت الصفحات الإخوانية صور الشهيدة ميادة أشرف، خلال تغطيتها الاشتباكات بمنطقة عين شمس، على أنها تنتمي لجماعة الإخوان الإرهابية، وتواصل الرقص على جثث الشهداء.

لحقت بالحسيني ونالت صورتها شرف الوضع على جدار النقابة التي أعطتها بدورها عضويتها، فما تبقى لها لم يكون سوى صورة وشهرة وأغراض إخوانية.

"شيماء الصباغ.. شهيدة الورد":
"البلد دي بتوجع" كانت آخر كلماتها على "تويتر" قبل أن تذق طعم الوجع عقب وفاتها، رغم كونها عضوا في تحالف الحزب الاشتراكي، إلا أنها لم تحظ من الشهرة إلا قليلًا، حتى أصبحت أسطورة وحديث الساعة عقب وفاتها.

جاء مقتلها في اشتباكات ميدان طلعت حرب، وما بين خرطوش الداخلية وأسلحة المتظاهرين كانت الحجج والتبريرات على مقتلها، فغادرت تاركة وراءها طفلا صغيرا يحلم بعودة أمه.

كتبت قبل وفاتها بأيام على صفحتها، والذي يعتبر آخر منشوراتها: "البلد دي بقت بتوجع ومفهاش دفا يارب يكون ترابها براح، وحضن أرضها، أوسع من سماها".

استغلتها الجماعة كمن سبقوها، فدشنوا هاشتاج يحمل اسم "سندس وشيماء"، في محاولة للربط بين الإخوان وحزب التحالف الاشتراكي، وقالوا إن دماء الإخوان والاشتراكيين امتزجت معًا، قبيل ساعات من حلول ذكرى ثورة 25 يناير.