رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ثورة 25 يناير.. ما الذى قاله أربعة رؤساء فى ذكراها؟

جريدة الدستور

"عيش ..حرية ..عدالة اجتماعية.. كرامة إنسانية" لخصت تلك الكلمات الأهداف الرئيسية لثورة يناير العظيمة فى 2011، وحمل أطياف الشعب المصرى هذه الشعارات فى مختلف ميادين مصر وعلى رأسهم ميدان التحرير بوسط القاهرة، والذي كان مقرا لملحمة شعبية استمرت لـ 18يوما بهدف واحد "إسقاط النظام".
وتأتى ذكرى الثورة من كل عام ليذكر الجميع باللحظات النصر تلك التى عاشتها مصر، وفى هذا التقرير نرصد كيف كانت ذكرى ثورة يناير فى عهد أربعة رؤساء" المشير طنطاوى ،المعزول مرسى، الرئيس عدلى منصور، الرئيس عبدالفتاح السيسى"، منذ الإطاحة بالمخلوع مبارك وأبرز ما ركزوا عليه فى خطاباتهم فى ذكرى الثورة.

الذكرى الأولى للثورة 2012
تظاهر مئات آلاف المصريين في جميع أنحاء مصر بمناسبة الذكرى الأولى للثورة، وتدفق المتظاهرين إلى ميدان التحرير، مطالبين باستكمال أهداف الثورة، وطلب المشير طنطاوي بضرورة عدم تواجد رجال الشرطة أو الجيش في أماكن التجمعات أو الاحتفالات وأن يكون دورهم هو حماية المنشآت الحيوية، وإجهاض أي عمليات بلطجة من شأنها التخريب وليس الاحتفال بالذكرى الأولى للثورة.

وتوجه إلى غرفة عمليات القوات المسلحة بوزارة الدفاع، لمتابعة أحداث الذكرى الأولى من ثورة 25 يناير ومظاهر الاحتفالات والمسيرات التي أقيمت في ذلك اليوم.

ودعا المشير فى خطاب فى ذكرى الثورة المصريين للاحتفال بثورتهم بعد النجاحات الكبيرة التي تحققت ، وأبرزها الانتخابات البرلمانية، وضرورة البعد عن أي أعمال شغب أو عنف والحفاظ على مؤسسات الدولة وأولها الجيش المصري.

واتخذت قرارًا بإنهاء حالة الطوارئ في جميع أنحاء الجمهورية إلا في مواجهة جرائم البلطجة، ونادى الشباب المصرى لتأسيس كيان حزبي له دور سياسي يتطلع إليه الشعب.

الذكرى الثانية للثورة 2013
جاءت هذه الذكرى وسط حالة من الارتباك فى المشهد السياسى فى فتر حكم المعزول محمد مرسى، بسبب سياساته المتخبطة والتي أثارت تحفظ الجميع، وشهد ميدان التحرير استعدادات مكثفة للمظاهرات التى شهدها الميدان بمناسبة الذكرى الثانية للثورة، والتي دعت إليها العديد من الأحزاب والقوى والحركات السياسية الليبرالية والمدنية، وعارضتها القوى والأحزاب الإسلامية، حيث أعلن حزب الحرية والعدالة عن اعتزامه زراعة عدد ضخم من الأشجار كأفضل احتفال بذكرى الثورة من وجهة نظرهم.

وطالب المشاركون فى هذه المظاهرات بالقصاص لشهداء الثورة، وإعادة المحاكمات في قضايا قتل المتظاهرين، وتطهير وزارة الداخلية، وإقالة حكومة هشام قنديل، وإقالة النائب العام الإخوانى المستشار طلعت عبدالله، وكذلك تعديل المواد الخلافية في الدستور وإعادة صياغته، ووضع حدين أدنى وأقصى للأجور، وفرض رقابة على الأسعار، وإتجه البعض للمطالبة بإسقاط نظام الإخوان وعزل محمد مرسى.

وكعادة مرسى فى خطاباته، كان كذلك خطاب الذكرى الثانية للثورة، حيث أخذ من كل بستان زهرة، فشملت كلمته على الإاحتفاء بذكرى مولد النبى محمد "صلى الله عليه وسلم"، وإتجه بعدها إلى قول " في ذكرى ثورة الحرية أؤكد على تعهداتي السابقة بالالتزام التام في كل توجهات الدولة، العدل والحق وصيانة وحماية كرامة الإنسان والتنمية وحرية التعبير دون تمييز أو عنصرية من تلك التي لا نعرفها نحن المصريين ولا نعمل بمعايير مزدوجة" وهو ما لم يكن.

وتطرق وقتها فى حديثه إلى مايحدث فى سوريا قائلا النظام السوري عليه الرضوخ لإرادة الشعب لا مجال للنظام الحالي في مستقبل سوريا على الإطلاق، ومعبرا عن رفضه للتدخل الأجنبي في جمهورية مالي.

الذكرى الثالثة للثورة 2014
كانت لهذه الذكرى مذاقا مختلفا ونكهة، وخاصة أنها جاءت بعد أن تمكن الشعب المصرى للمرة الثانية بالقيام بثورة أخرى لا تقل فى عظمتها عن ثورة يناير، أطاحت بمحمد مرسى، وفيه فتحت القوات المسلحة والشرطة ميدان التحرير أمام المواطنين لبدء فعاليات الاحتفال وسط تأمينها، .
احتفل آلاف المصريين، حاملين الأعلام المصرية، كما ألقت طائرات القوات المسلحة، آلاف الأعلام المصرية، وكوبانات الجوائز، على المصريين، وأقيمت حفلات مختلفة بالفرق الشعبية وفرق الموسيقى العربية على منصة التحرير احتفالاًبالذكرى الثالثة لثورة 25يناير.

وجاءت كلمة الرئيس عدلى منصور تؤكد على أن ثورة يناير كانت بداية كسر جدار الخوف لدى المصريين، ليؤكد لشعبنا حقه في رفض الاستبداد والظلم.. وفي صياغة مستقبل واعد لمصرنا الغالية.
وعلى جانب أخر إحتفل بعيد الشرطة "نحتفل اليوم بعيد آخر من أعياد مصر.. نحتفي فيه معا برجال من أبنائها الأوفياء.. ونخلد ذكرى شهدائهم.. نحتفل اليوم بعيد الشرطة المصرية الباسلة".

الذكرى الرابعة للثورة 2015
وفى هذه الذكرى قررت الحكومة المصرية إرجاء احتفالات الذكرى الرابعة من ثورة 25 يناير، حدادا على وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز عاهل السعودية، وأغلقت قوات الشرطة العسكرية أمس السبت، جميع مداخل ومخارج ميدان التحرير، بالتعاون مع قوات الأمن المركزى، وانتشرت مدرعات ودبابات الجيش على جميع الطرق والمحاور المؤدية إلى الميدان.

وقال الرئيس السيسي، إن ثورة يناير تمثل للمصريين شعلة جديدة للأمل والتقدم، وأنها كانت ثورة تغيير، و أن هذه الذكرى الرابعة تعيد إلى الأذهان الشرارة الأولى لانطلاقة الثورة من ميدان التحرير، وما تبعها من تغيرات في مختلف أنحاء الدولة المصرية، وعلى كافة الأصعدة، لكن الأبرز هو أنها تأتي ومعظم رموز نظام مبارك خارج أسوار السجون بعد أن برأ القضاء المصري ساحتهم.