رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المعتدون على أموال المعاشات.. تحميهم الحكومة!!


توارى تحت التراب شعار (العدالة الاجتماعية) بعد أن تلقى ضربات مميتة من عملاء صندوق النقد الدولى.. فقد شنوا هجوماً مستغلين غياب أصحاب هذه العدالة.. كان الانتقام شديد القسوة من الملايين صاحبة هذا الوطن!! كنا نعتقد.. وكان الاعتقاد خاطئاً تماماً بأننا سنعيش فى ظل عدالة اجتماعية بعد ما حدث لوطن كانت العدالة فيه غائبة تماماً.. كانت شروط صندوق النقد قاسية علينا.

 لم يستطع نظام (مبارك) بما كان يملك من قوة أن يطبق علينا كامل الشروط.. لقد استطاع (يوسف بطرس غالى) ونائبه (محمد معيط) أن يوجها ضربات عنيفة إلى أموال التأمينات وتحولت مئات المليارات إلى حزمة ورق كان وزير المالية الأسبق هو المدير المالى لصندوق النقد وأصبح يعمل على تنفيذ الشروط بما يملك من سلطات حكومية.. أصبحت أموالنا فى ذمة التاريخ.. لكن بعد ثورة يناير وهروب (غالى) خارج البلاد.. استمر (معيط) نائباً لكل وزراء المالية بعد الثورة.

وحتى قامت حكومة الإخوان بتعيينه نائباً لهيئة الرقابة المالية.. أيضاً لشئون (التأمين)!! يعنى (عليه العوض) حتى الآن كل ما يعرض على الحكومة الحالية من أرقام ومواقف حول أموال التأمينات هى من صناعة واختراع (معيط) نفسه!! أصبحت كل القرارات والقوانين التى صدرت ومازالت تصدر عليها (بصمة معيط)!! أثبتت كل تقارير الجهاز المركزى للمحاسبات إدانة واضحة (لمعيط) وعدد كبير من قيادات التأمينات الاجتماعية بينهم من خرح على المعاش مؤخراً وبعضهم مازال يعمل فى أكبر الوظائف وأشدها خطورة..الجميع الآن يعيش فى ظل الحكومة الحالية وتحت حمايتها ومنحوا الحصانة. لا يستطيع أحد الاقتراب منهم.. بعد ثورتين علينا أن تعترف بالهزيمة ونعود إلى المربع الأول!! هل يمكن للملايين المسفوك دماؤها الآن من الفقر والمرض أن تعمل لنزع الحماية الحكومية من الذين اعتدوا على أموال هذه الملايين؟؟ لقد فقدنا الأمل نهائياً فى محاسبة ومعاقبة هؤلاء.

علينا إذن فى ظل مناخ يسوده هذا الجوع المستشرى فى أجساد الملايين أن نعمل بكل قوة فى استعادة الحقوق الضائعة.. الثمن معقول.. أن نموت واقفين على الأقدام بدلاً من الأرصفة وسلالم المستشفيات!! يقول بعض المعتدين إن هذا تحريض.. نقول لهم هل نهب أموال الأرامل والأيتام وأصحاب المعاشات كان حقاً لكم وحلالاً وحراماً علينا حتى المقاومة؟؟ هناك 162 ملياراً دون فوائد على الاطلاق منذ سنوات طويلة جانب منها تم توزيعه على الحبايب والأنصار لنظام (مبارك) حتى شركات أجنبية ومحلية حصلت على أموالنا.. وحتى الآن لا يستطيع ساحر أو عفاريت هذا الزمان أن يعلنوا أسماء المحظوظين!!!

نحن الأن أصبحنا نعيش فى ظل عدالة منزوعة الدسم.. كل ما يقال لنا عنها شعارات بلا مضمون لن تشبع البطون الجائعة.. هناك مئات المليارات صكوك ورقية بفوائد 8% بأجل طويل أى أنها نكتة مالية!! عندما نصرخ نطالب بالخبز والدواء.. يصرخون فى وجوهنا بشدة.. يقولون لنا إنكم أصبحتم عبئاً علينا!! هل من يملكون مئات المليارات حتى وصلت إلى أكثر من 600 مليار نصفها بلا فوائد.. هم عبء.. أم أن الحكومة وكل الحكومات أصبحوا عبئاً علينا نحن؟؟ لكن نقول لمن.. لا يوجد من يسمعنا.. أو حتى من يشعر بآلام بناة هذا الوطن؟؟ كل مؤسسات الدولة السياسية والقانونية تعمل الآن على إخفاء الحقيقة الساطعة.. إن أموالنا ارتكبت نحوها جريمة العصر.. أصبح حراس الأموال هم أنفسهم الذين اعتدوا عليها!! أصبح الجهاز المركزى للمحاسبات يصدر التقارير الواحد بعد الآخر.. أصبحت هذه التقارير ديكوراً فى مكاتب الحكومة للعرض فقط دون معرفة ما حدث لنا!! آخر تقرير صدر فى عام 2013 يحتوى على إدانة تاريخية حول أسماء المعتدين على أموال التأمينات.. نقول للملايين من أصحاب البطون الجائعة الآن لقد حصل عدد من كبار موظفى التأمينات والمالية على 3 مليارات جنيه حوافز ومكافآت خلال الـ 4 سنوات الماضية بقيادة الماسترو الذى تسبب فيما نحن فيه الآن.. مقابل أن يصمتوا عما حدث لنا من ضياع وإهدار وإبادة أموالنا!! إننا نوجه نداء إلى كل أصحاب الأقلام الشريفة التى دافعت عنا.. أن تعود مرة أخرى كى تستكمل مهامها الوطنية فى إنقاذ أموال التأمينات حماية للملايين المصرية الجائعة الآن بعد أن تم الاعتداء الصريح والعلنى على تحويشة عمرنا مهما مارست هذه الحكومة حماية المعتدين على أموالنا لن تستطيع أن تستمر طويلاً.. إن الفقر لم يعد رجلاً حتى يقتله (على بن أبى طالب).. بل أصبح غير ذلك