رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصوروالفيديو.. تفاصيل حريق عطَّل الطريق الزراعي 10 ساعات والخسائر المبدئية 10 ملايين جنيه بقليوب

جريدة الدستور

سادت حالة من الهلع والفزع بين مواطني قرية ميت نما بمدينة قليوب، بعد اندلاع حريق هائل بمخزن تابع لشركة العقاد مليئ بالمواد العازلة وسط الكتلة السكانية.
تسبب الحريق في توقف حركة الطريق الزراعي لمدة 10 ساعات متواصلة وهرولة الأهالي بشارع أولاد بدوي والغنيمي بمتعلقاتهم واسطوانات الغاز إلى الشوارع بعدما امتدت ألسنة النيران الكثيفة إلى المنازل المجاورة.
وقد التهمت النيران بعض محتوياتها وإصابة 9 مواطنين باختناقات وحروق من الدرجة الأولى، وتم نقلهم إلى مستشفى التأمين الصحي بشبرا الخيمة، حيث تم الدفع بـ20 سيارة إطفاء من مدن محافظة القليوبية والقاهرة والجيزة، ولم يتمكنوا من إخماد الحريق حتى بعد فجر اليوم التالي، وكادت أن تفتك النيران المنطقة بالكامل وخصوصًا وجود مستودع للأنابيب الغاز على بعد أمتار من الحريق، وتم الاستعانة بالقوات المسلحة صاحبة الفضل والبترول في السيطرة على حريق من خلال عمليات التبريد لمنع تجدد وإشتعال النيران من جديد.
وقدرت الخسائر المبدئية بـ10 ملايين جنيه، فيما لم تقع أي خسائر في الأرواح باستثناء إصابة 9 مواطنين بإصابات واختناقات جراء الحريق الهائل، وأشارت المعاينة الأولية للأجهزة المعنية أن سبب الحريق هو ماس كهربائي ووجود مواد عازلة حرارية وقابلة الاشتعال.
زار المهندس محمد عبد الظاهر محافظ القليوبية، موقع الحريق برفقة الأجهزة المعنية، وتابع عمليات التبريد داخل المخزن وأمر بتشكيل لجنة هندسية عاجلة للتأكد من عدم تأثر المنازل المجاورة للمخزن بالحريق وإعداد تقرير وافي خلال 48 ساعة حفاظًا على أرواح السكان بالمنطقة.
وطالب سكان المنطقة بتعويضهم من الأضرار التي لحقت بيهم من جراء الحريق داخل منازلهم وإيجاد مساكن بديلة لهم لحين الترميم واستعادة متعلقاتهم ومفروشاتهم.
أوضح المحافظ خلال زيارته للموقع أننا نتابع الحريق منذ اشتعاله لحظة بلحظة، موضحًا أن 20 سيارة إطفاء شاركت في البداية في عمليات إخماد الحريق لكنهم اكتشفوا أن المخزن مملوء بمواد بترولية وبلاستيك ومواد حرارية قابلة للاشتعال، وهو الأمر الذي ساعد في زيادة مدة الحريق طوال هذه الساعات ونتيجة لذلك طلبنا الاستعانة بالقوات المسلحة وأجهزة البترول وتمت السيطرة على الحريق، وجاري اتخاذ الإجراءات اللازمة نحو تأمين المنطقة بالكامل تحسبًا لأي طوارئ تحدث فيما بعد.
كشفت المعاينة الأولية أن المخزن يقع على مساحة 2000 متر ومقام منذ السبعينات وبجواره مجموعة من المنازل، والمرجح أن يكون سبب اشتعال النيران ماس كهربائي وربما تسبب ارتفاع ألسنة النيران لعدة أمتار وتطاير بعض المواد المحترقة إلى إصابة سكان المنطقة بحالة من الهلع والذعر غير المسبوقة، فضلًا عن استمرار عملية الإطفاء في البداية ساعات طويلة دون السيطرة على النيران نتيجة امتلاء المخزن بالمواد البترولية والبلاستيكية القابلة للاشتعال.
طمأن المحافظ خلال زيارته لموقع الأحداث باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة حيال المكان وتأمين السكان بعد عرض اللجنة الهندسية لتقريرها النهائي بشأن المنازل المجاورة للمخزن، وقال إننا نتابع عن كثب الحريق لحظة بلحظة وتواجدنا من اللحظات الأولى حتى صباح "اليوم"، ولم يهدأ لنا بال إلا بعد الاستعانة بالقوات المسلحة والبترول بعد أن أكد خبراء الدفاع أن جميع سيارات الإطفاء فشلت في السيطرة على الحريق لأن المياه تزيد إشعال النار، ولابد من مواد معينة لمواجهة الحريق والسيطرة عليه نهائيًا وهو ما حدث بالفعل.
وطمأن المحافظ سكان المنازل المجاورة خلال لقائه بهم، مؤكدًا أنه سيتم عمل اللازم حيال علاج أية أضرار قد تنجم عن الحادث.
انتقل فريق من النيابة العامة برئاسة رفعت فيصل، مدير نيابة قليوب، بإشراف المستشار عمرو سامي المحامي العام لنيابات جنوب القليوبية إلى موقع حريق مصنع العوازل، وقررت النيابة التحفظ على مكان الحريق وتشكيل لجنة لحصر تلفيات المصنع من جراء الحريق الهائل الذي تعرض له ليلة أمس، وطلبت النيابة تحريات المباحث حول ظروف وملابسات الواقعة، كما قررت النيابة طلب صاحب المصنع ويدعى أحمد فهمي لسؤاله وندب المعمل الجنائي لمعرفة سبب الحريق وكشفت المعاينة المبدئية أن المصنع على مساحة ألفى متر مربع وأن الحريق شب في مخازن المصنع حيث توجد مواد بلاستيكية شديدة الاشتعال.
تلقى اللواء محمود يسري، مدير أمن القليوبية، إخطارًا من النقيب رامي جمعة معاون مباحث قليوب بنشوب حريق بمخزن العقاد للعوازل الحرارية الكائن أمام مزلقان ميت نما دائرة القسم.
انتقل على الفور اللواء جمال العربي حكمدار أمن القليوبية، وقيادات المديرية وإدارة الحماية المدنية بالمديرية، واللواء محمود شحاتة مدير إدارة المرور، وتم الاستعانة بسيارات مصلحة الحماية المدنية وأمن القاهرة والجيزة وسيارات من شركات البترول بمسطرد مجهزة بالمواد الرغوية.
بالفحص تبين للعقيد جمال الدغيدي رئيس فرع البحث الجنائي بالقليوبية، أن المخزن مكون من طابقين على مساحة 2000 متر تقريبًا .. وبداخله مواد بترولية ( فل – تنر – نفط – بلاستيكات – عوادم حرارية)، وهي مواد سريعة الاشتعال.. وأتت النيران على جميع محتويات المخزن بالكامل.
بسؤال عبدالرحمن درويش محمد الخفير المسئول عن المخزن، قرر أن المصنع مملوك لكل من محمود فهمي العقاد وشقيقه أحمد فهمي العقاد.. والأول يقيم خارج البلاد .. والثاني متأثر بوعكة صحية بسبب علمه بنشوب الحريق بالمخزن.. وأضاف أنه مساء أمس، فوجىء بحدوث ماس كهربائي بالطابق الثاني للمخزن أدى لنشوب الحريق .. وقرر بعدم علمه عما إذا كان المخزن مستوفي شروط الأمن الصناعي أو صادر له تراخيص من عدمه.
لم ينتج عن الحريق خسائر بالأرواح .. وأصيب 9 أشخاص من أهالي المنطقه بحالات اختناق وحروق من الدرجة الأولى.
تم السيطرة على الحريق ومنع امتداده .. وجاري عملية التبريد والتحفظ على مكان الحريق، وأخطرت الأدلة الجنائية لاتخاذ شئونها وإخطار مجلس مدينة قليوب لإجراء المعاينة اللازمة.