رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لا تنصب نفسك إماما


 «من ينصب نفسه للناس إماماً، فليبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، و ليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه» صدقت يا إمام يا بن أبى طالب .. توقفت كثيراً عند هذه المعانى وأنا أراقب المشهد السياسى، الإعلامى، الحزبى، الدينى فى مصر الآن.... الجميع نصب نفسه إماماً، قائداً، زعيماً، بطلاً.... قائدا لمن ...... لا أعلم؟. زعيماً لمن ؟... لا أعلم .... أيها السياسى، لا تنصب نفسك إماما ... فأغلب القوى السياسية ورؤساء الاحزاب يتحدثون كأنهم قادة وزعماء للأمة!! كأن حزبهم قد أصبح منبراً لصوت المصريين !!

عليك أن تدرك أنك لا تعبر الا عن عدد الخمس أو العشر أفراد أعضاء المكتب التنفيذى لحزبك، بل إنك لا تمثل حتى أصوات سكان العمارة التى يوجد بها مقرك، ولا تمثل حتى سكان الشارع الذى تقطن فيه!!.

ابدأ بتعليم نفسك أولاً قواعد السياسة الاولية ... اصنع لنفسك تاريخا وطنيا مشرفاً أمام شعبك... اعمل على النزول إلى الشارع والتواصل مع الجماهير مباشرة.. اعمل على الاندماج مع الاحزاب الصغيرة الجديدة ذات الفكر الأيدويولوجى الواحد لتكون بها قوة حزبية فى المستقبل... فهذا هو دورك السياسى الوطنى الآن... على القوى الحزبية الوطنية الشريفة أن تتحالف دون أى أجندات أو مصالح خاصة أو دعم وتمويل خارجى وأن تعمل على خدمة المواطن وتوعيته لأهمية المشاركة فى الحياة السياسية.. على رؤساء الاحزاب القائمة على أساس دينى ... أن يتوقفوا عن إنكار الحقيقة والواقع تحت ادعاء بأنهم أحزاب مدنية ولا تستخفوا بذكاء الشعب !! اعترفوا أولاً أنكم أحزاب دينية لتحصلوا على الأقل على احترام شعبكم ... أيها الاعلامى، لا تنصب نفسك إماماً ... فبعض الإعلاميين، وما أكثرهم ينصبون أنفسهم زعماء وقادة للرأى و نجوماً وقدوة للآخرين !!! وأنهم يمثلون الحق والصواب وكل من يخالفهم الرأى هم أعداء الوطن!! الكل أصبح يستخدم برنامجه أو جريدته ومانشتاته الحارقة لنشر أفكاره السامة أو الهدامة أو التى قد تمس الأمن القومى لوطنه!!

لا يهتم إلا بالفرقعة الإعلامية والشهرة والمال والخبطة الصحفية على حساب الوطن!! يطبقون كلمات «جويلز»- وزير الثقافة الألمانى لدى حكومة «هتلر»- أعطنى إعلاماً بلا ضمير، أعطيك شعباً بلا وعى».. أيها الإعلامى ...عليك أن تعلم أن الإعلام، الشعر والثقافة والفن هى القوة الناعمة لمصرعلى مدى سنوات طويلة... طبقوا مبادئ الإعلام الصحيحة .... عليك أن يصاحبك ضميرك فى جميع لحظات حياتك... أمام الشاشة.... وأنت تكتب موضوعات جريدتك أو مانشتاتك!! لا تكن خنجرا فى ظهر استقرار مصر .... عليك أن تعطينا إعلاماً بضمير لنعطيك شعبا واعيا ... هذا هو دورك الوطنى الآن والذى ننتظره منك فى حالة الحرب التى تمر بها مصر ... عليك أن تختار لغة راقية، مهذبة، غير مهينة، بعيداً عن اللغة الحادة، العصبية، المستفزة، المحرضة، والألفاظ الخارجة ....لا تستخدموا برامجكم لتبادل الهجوم على بعضكم البعض، أو لتصفية حساباتكم الشخصية. علينا أن لا ننصب أنفسنا إماماً أو قادة ... بل علينا أن نعلم أننا جزء من الشعب و الوطن « مصر» ... وعلينا أن نؤدى دورنا كلُ وفق عمله ووظيفته وموقعه فى الوطن خلف الجيش و الشرطة ....موعدنا الأحد المقبل إن شاء الله