رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"حل الكنيست" .. تمزق المشهد السياسي بإسرائيل في 2014

يتسحاق هيرتسوج
يتسحاق هيرتسوج

"ما بني على باطل فهو باطل" .. كما هو الحال في المجتمع السياسي الإسرائيلي الحالي، بدأت المناوشات بالتضارب في المواقف السياسية بين أعضاء الكنيست، بدأها زعيم المعارضة الإسرائيلي، يتسحاق هيرتسوج، الذي قال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يسير بإسرائيل في الطريق الخاطئ.
وبدأ التلويح بضرورة الانفصال الكامل عن فلسطين، لتمر الأحداث وتصل إلى مطالب بعض أعضاء الكنيست بتقسيم المسجد الأقصى وتهويده، وزيارة رئيس الكنيست المتطرف، موشيه فيجلن، "الاستفزازية" للقدس وأدائه طقوسا تلمودية استفزازية وسط طوق من الحراسات الخاصة، وتبدأ معها اقتحامات أعضاء الكنيست بحماية من جيش الاحتلال لباحات الأقصى، وانتهاك الحرم القدسي.
واتضحت الانشقاقات بعد أن هاجم وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، سياسة الاقتحامات، واصفًا إياها بـ"الغباء السياسي" وتدني العقول داخل الكنيست.
وأكد ليبرمان أن هذه الزيارات تهدف للربح السياسي "الرخيص" عبر بوابة الأقصى والظهور على وسائل الإعلام واستغلال الوضع الراهن، مما أنذر بإقتراب صراع إسرائيلي داخلي.
وتعميقًا لتلك الانشقاقات، طالب أحد أعضاء الكنسيت، الرافض لسياسة الاقتحامات، بتوقيع عقوبات دولية على إسرائيل، ووصف إياها بالعنصرية، قائلاً: "إسرائيل دولة ديمقراطية تجاه اليهود ودولة تمييز عنصري تجاه العرب".
ولم يصمت الصوت العربي داخل الكنيست، وقالت حنان الزعبي، العضو العربي بالكنيست، إن إسرائيل هي " دولة الإرهاب"، مشيرة إلى أن الفلسطينيين لا يخافونها، وأن تل أبيب لن تستطيع كسر الإرادة الفلسطينية أو الصمود أمامها.
ويطل مشروع قانون "دولة قومية يهودية" من وسط المشهد المظلم بتل أبيب، ليُشعل فتيل الصراع بين أعضاء الكنيست، فمابين إدانة وتأييد، انقسم أعضاء الكنيست، حيث هاجم البعض تلك السياسة، وبدأها وزير المالية الأسبق، يائير لبيد برفضه، قائلًا إن هذا القانون يحد من ديمقراطية إسرائيل المزعومة.
وتتبعه وزيرة العادل الإسرائيلية السابقة، تسيبي ليفني، وتعلن عن معارضتها لسياسة نتنياهو "العشوائية" التي لا تتبع أية خطة للنهوض بالمجتمع، مؤكدة أن نتنياهو لا يبحث عن شيء سوى الحفاظ على منصبه.
وتشتعل حرب تكسير العظام بين الثلاثي، نتنياهو، وليفني، ولبيد، ليُعلن نتنياهو سقوط حكومته، وعدم قدرتها على أداء دورها بالشكل السليم.
وتشتت نتنياهو وأقال كل من لبيد وليفني، وتبدأ أوراق حكومته تتهاوى، ليستقيل كل من وزير التعليم، والصحة، والشئون الاجتماعية، والبحث العلمي، ويبتدي معها الاحتجاجات والانقسامات التي تهدد بإبادة الساحة السياسة الإسرائيلية برمتها.
وتبادلت الاتهامات بين الجانبين، وصرح نتنياهو أن لبيد يقود بحملة للانقلاب ضده، ليظهر لبيد وليفني ويؤكدوا أن نتنياهو "ضعيف وجبان"، الأمر الذي أدى إلى تزايد حدة الاشتعال فيما بينهم، ويقرر نتنياهو إجراء انتخابات مبكرة داخل البرلمان الإسرائيلي.
ومابين القيل والقال، وافق أعضاء الكنيست بالأغلبية على مشروع حل الكنيست، وإجراء انتخابات مبكرة في 17 مارس المقبل.
ولأول مرة في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، اتفق موقف المعارضة الإسرائيلية مع اتجاه حركة "حماس" الفلسطينية، حيث دقت طبول الانتصار، وأكد زعيم المعارضة أن نتنياهو "يدفع ثمن غروره"، كونه يبحث دومًا عن نفسه دون النظر إلى حكومته.
وتلاعبت حماس وجبهة التحرير الفلسطينية على هذه الأوتار، وأشاروا إلى أن حل الكنيست دليل على فشل نتنياهو، ويعد أيضًا أحد تداعيات فشل العدوان الإسرائيلي على فلسطين.
وتبقى إسرائيل داخل دوامة من القلق البالغ، خوفًا من عزوف الناخبين عن التوجه للصناديق الاقتراع من اجل تشكيل الحكومة الجديدة، ولا يزال نتنياهو لا يعلم هل للكنيست عودة، أم انتهى عصر "بنيامين نتنياهو" به؟!