رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مشروعات الصرف لمت تكتمل منذ 20 عامًا..

بالصور.. محطات صرف قنا "خارج الخدمة".. والمسئولون يرفعون شعار "كلمني شكرًا"

جريدة الدستور

أصبحت محطات الصرف الصحي بمحافظة قنا خارج نطاق الخدمة لكثرة العيوب الفنية التي اعترتها، والتي اكتفى المسئولون تجاهها برفع شعار "كلمني شكرًا"..!!
حيث انفجر خط الطرد الرئيسي بقنا، اليوم، ما أدى لغرق شارع الرياح، وذلك تسبب في تلف الأسفلت والأرض، هذا في أعقاب غرق مدينتي "قوص وأبو تشت"، اللتان كتب عليهما الغرق بمياه الصرف الصحي لتلف وانهيار تلك المحطات رغم محاولات المسئولون مؤخرًا لحل أزمتهم، حيث أنهم بوابتا المحافظة الأولى الجنوبية والأخرى الشمالية.
ومدينة أبو تشت شمال المحافظة، هي مدينة تعاني من نقص الخدمات الأساسية، أهمها توفير صرف صحي متكامل بالمدينة ومحطة لمياه شرب نقية، فأزمة المدينة ليست وليدة اليوم، وإنما منذ أن بدأت محطة الصرف الصحي في العمل عام 2007 موعد تشغيلها وقعت أولى كوارث تلك المحطة بتسرب المياه للشوارع الرئيسية وغرقها، أسفرت حينها عن انهيار عقار مكون من 4 طوابق إثر تصدعه من المياه، وانهيار العقار أسفر عن مصرع شخص وإصابة آخرين.
ووقعت الكارثة الثانية بانهيار خط الطرد الرئيسي أمام قرية الرفشة بالمدينة، وأصبحت القرية تعوم على مياه الصرف الصحي، وبدأت تتوالى الأزمات واحدة تلو الأخرى، إلى أن حدث قطع بمواسير بسبب شدة اندفاع المياه، دفع الأهالي لفتح ممرات لنزوح المياه على الأراضي الزراعية قصب السكر والقمح تلقائيًا لتفادي الغرق أو حتى انهيار العقارات.
وحدثت الكارثة الكبرى للمحطة، والتي تمثلت في هبوط وتشققات وانهيار المحطة التي بلغت تكلفتها 12 مليون جنيه وبلغت مسافة الهبوط 4 امتار عرض وبعمق 2 متر، وذلك نتيجة عيوب فنية بالمباني، أدت لانفصال الخرسانة لمجموعة كتل منفصلة، وهو ما يعني أن باطن الأرض افتتح ليلتهم في جوفه المحطة وربما المدينة بأكملها.
والأخطاء المتكررة يظل وراءها فاعل "مجهول" لعدم اعتراف مسئول بتحمل تلك الأزمات؛ فالشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي تنفي عنها أي أخطاء باعتبار المشروع مازال تحت إشراف الشركة المنفذه وهي شركة المقاولون العرب، التي أيضًا انكرت علاقتها بالأزمة معتبرة أن تسليمها للمشروع للهيئة القابضة يعني أن الشركة حينما شكلت لجنة الاستلام لم تجد عيوبًا فنية بالمشروع، ونفذت الهيئة استلامها المشروع، وتراشق الاتهامات يظل بين الهيئة القابضة والشركة المنفذه ليسقط كل منهما الأزمة عن كاهله.
تأتي مدينة قوص جنوب المحافظة لترى أزمات الصرف بأشكال لم تختلف كثيرًا عن شقيقتها أبو تشت، فهذه المدينة بدأ بها مشروع الصرف منذ ما يزيد عن 20 عامًا، ولم تكتمل بعد، فمشروع الصرف الصحي بقوص باء بالفشل نتيجة ذات العيوب الفنية رغم اختلاف الشركة المنفذة للمشروع فشركة مختار هي التي نفذت مشروع الجنوب.
كما أدت العيوب لانهيار طابقين لمسجد الشيخ عبد الله المكون من 3 طوابق وتصدع المنازل واتخاذها اتجاهات أخرى بسبب تسرب المياه من المحطات، وانفجارات لخطوط المياه الرئيسية، والتي أدت قبل ذلك لانقطاع المياه عن المدينة لمدة 3 أيام كاملة دون انقطاع، وتم تهجير بعض المنازل من سكانها وإعطائهم مبالغ مالية بخسه، حرصًا على حياتهم من انهيار العقارات عليهم، وتم إقامة مواسير صرف خارج الأرض وعمل فتحات بها لسحب مياه الصرف عقب تلف وعطل مواسير الصرف التي تمت في باطن الأرض.
وتقوم الشركة في محاولة منها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بأن ترمم ما انهار بأبو تشت وتظل قوص منتظره أن توضع تحت المجهر لرؤية ما بها من كوارث وعيوب فنية للصرف الصحي.
وتبقى الأسئلة لتطرق أذهان المواطن هل أزمة الموطن سقطت عمدًا أم سهوًا من الحكومة؟ من سيحاسب من أفسد وأهدر المال العام وسط تراشق الاتهامات؟