رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"هجوم المعبد اليهودي" 2014 ..نقلة نوعية للمقاومة الفلسطينية

جريدة الدستور

"هجوم المعبد اليهودي" تلك الحادثة التي أثارت ضجة بين الإسرائيليين وأثارت ذعرا شديدا وإحساسا بعدم الأمان في تل أبيب.
وقعت تلك الحادثة يوم الثلاثاء 18 نوفمبر الماضي، عندما هاجم ثلاثة فلسطينيين المعبد اليهودي بحي "هارنوف" بالقدس، والذي أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين، حيث أعلنت الجبهة الشعبية مسئوليتها رسميًا عن الحادث، كاشفة عن هوية منفذي الهجوم ينتمون إليها وهما غسان وعدي أبو جمل 27 عامًا و22 عامًا، من جبل المكبر شرق القدس وهم أبناء عمومة.
ولقي الهجوم صدى واسع، بعد أن نتج عنه مقتل الحاخام موشيه تبرسكي، رئيس المدرسة الدينية "توراة موشيه".
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية صورا لاثنين من منفذي العملية، والذين نجحت قوات الاحتلال في تصقيتهما، بينما نجح الثالث في الهرب.
وتعد تلك الواقعة رد فعل للفلسطينيين على شنق سائق الحافلة الفلسطيني "يوسف الرموني" بـ"جليم" بالقدس، بعد الاعتداء عليه من قبل متطرفين صهاينة وكذلك انتهاكات جيش الاحتلال للمسجد الأقصى.
وكان لتلك الحادثة رد فعل محلي ودولي، أما بالنسبة لرد الفعل من الجانب الفلسطيني فنجد مباركة حركة حماس الفلسطينية على هذا الحدث، داعية لمزيد من الهجمات ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وعلق حسام بدران المتحدث باسم حماس، قائلا إن العملية تعد تطور نوعي في مواجهة الاحتلال ورد عملي على جرائمه المتتالية، والتي كان آخرها إعدام الشاب المقدسي يوسف الرموني، وحمل بدران رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مسئولية العملية.
وقال أحمد عساف المتحدث باسم حركة فتح، "إن ما جرى في القدس الغربية حذرنا منه مرارا؛ لأن استمرار الضغط والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني وتدنيس المقدسات من اقتحامات المسجد الأقصى واستمرار الجرائم الإسرائيلية، وأخرها إعدام الشاب يوسف الرموني شنقا على يد المستوطنين، يؤدي إلى تلك النتيجة".
وباركت منظمة الجهاد الإسلامي هذا الهجوم موضحة أنه رد فعل طبيعي من الجانب الفلسطيني على جرائم جيش الاحتلال .
ومن ناحية أخرى، أكد كبير الحاخامات اليهود، أنه لن يتم السماح بالصلاة في أي معبد دون حراسة بعد هذا الهجوم، طبقًا لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية.
ومن جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" إن ما حدث جاء كنتيجة للتحريض المستمر من جانب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وحركة حماس التي يتغاضى عنها العالم، وسنرد على ما حدث بـ"قسوة".
ووصف الوزير يعقوب بيرى رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) السابق، هذا الهجوم بـ" الهمجي" وتوعد بالاستمرار في محاربة الإرهاب دون تهاون".
وقال أفجيدورليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي إن على المجتمع الدولي أن يدين التحريض المعادي للسامية الذي ينتهجه عباس.
وعلى الرغم من هذا، احتفل الفلسطينيين بهذا الهجوم وعبروا عن سعادتهم بتوزيع حلوى والتقاط صور تذكارية للحدث.
وكان للمجتمع الدولي رد فعل عنيف تجاه تلك الحادثة على المستوى الدولي، فنجد أن جون كيري وزير الخارجية الأمريكي قدم تعازيه لنتياهو، معربًا عن أسفه تجاه الحادثة.
وأدان الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند الهجوم، حيث أعرب عن استنكاره الشديد بشأن قيام بعض الأطراف بالترحيب بهذا الهجوم، مؤكدً أنهم يشاطرون أسر الضحايا والشعب الإسرائيلي حزنهم.
أما وزارة الخارجية التركية فأدانت الهجوم الذي وقع، قائلة: "لا يمكننا أن نقبل الهجمات ضد الأماكن المقدسة لكل الديانات".
وأعربت المملكة الأردنية عن غضبها تجاة ما قامت به إسرائيل من انتهاكات بالحرم القدسي، كما أن أعضاء البرلمان الأردني قاموا بالصلاة على أرواح منفذي العملية، الأمر الذي أثار غضب إسرائيل .
وعقب هذا الهجوم، أصدر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، يتسحاق أهرنوفيتش، قرارًا بعدم دفن منفذي عملية الهجوم وهدم منازلهم.
وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية، أن هذه القرارات تشمل أيضًا نصب الحواجز داخل الأحياء والقرى الفلسطينية.
واعتدى جنود الاحتلال الإسرائيلي بشكل وحشي على أحد أقارب منفذي هجوم المعبد اليهودي في القدس، قبل اعتقاله بحي جبل المكبر، طبقًا لشبكة القدس الإخبارية.
وذكرت وكالات الأنباء الفلسطينية، أن والدة أحد منفذي عملية القدس أصيبت خلال اقتحام قوات الاحتلال لحي جبل المكبر بالقدس.
وبدأ المستوطنون بإسرائيل على ما يبدو في شن حرب استنزاف ضد الفلسطينيين بالقدس بعد عملية المعبد، وتظهر تلك الحرب من خلال إصابة شاب فلسطيني يدعى فادي جلال، جراء طعنه في ظهره وقدمه من قبل 4 مستوطنين أثناء سيره في شارع يافا غربي القدس.
وفي اليوم التالي، عادت الحياة لطبيعتها وذهب اليهود بما في ذلك الحاخامات لأداء الصلاة في المعبد.