رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ولكم فى القصاص حياة «2»


 استكمل مقالى الذى بدأته الاثنين الماضى وقمت فيه بانتقاد بيان الأزهر الشريف  حول  داعش،  وهو بيان أثار استنكار وغضب الكثيرين من أبناء الشعب المصرى أنا منهم.  حيث  فوضنا  الرئيس السيسى فى مظاهرات حاشدة لمحاربة الإرهاب والدفاع عن الوطن فى حربه  ضد الإرهاب والجماعات الإرهابية بكل مسمياتها وفصائلها، ثم صُدمنا فى فتوى أصدرها مؤخراً الأزهر لأنه ضمن محتواها عدم تكفير داعش،  فقد قام الأزهر بتصحيح لكلمة الشيخ إبراهيم صالح الحسينى- مفتى نيجيريا - فى مؤتمر الأزهر الشريف لمواجهة العنف والتطرف،  حيث قال «إن داعش قد حكموا على أنفسهم بالكفر بأفعالهم» وطالبت فى مقالى فى الجزء الأول منه بأن يخرج علينا شيخ الأزهر الشريف د. أحمد الطيب ببيان لتوضيح موقفه من الإرهاب، ومن القصاص للقتلى، إن القرآن الكريم به من الآيات حول القصاص ما لا يمكن إنكاره لأن العقوبة للقاتل فيها رحمة للناس جميعاً،  وبالنسبة للمجرمين هى بمثابه تكفير لذنوبهم،  وبالنسبة لأهل القتيل أو الشهيد فيها قصاص لهم،  وفيها أيضا ردع للإرهابيين من جرائم سفك دماء الأبرياء،  وفيها تحقيق العدالة،  والأكثر من هذا فى تقديرى فإن فيها درءاً للفتن، فالآية القرآنية جاء فيها حول القصاص «ولكم فى القصاص حياة يا أولى الألباب»،  وجاء أيضا فى الآية القرآنية. «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص فى القتلى» وحول درء الفتنة جاء فى سورة البقرة، «وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين »، وحول الفتنة جاء أيضاً فى سورة الأنفال «قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ،فإن انتهوا  فإن الله بما يعملون بصير».  

إننا نريد أن يخرج علينا الشيخ الجليل ببيان واضح عن موقفه من قتل جنودنا الذين يتم استهدافهم كل يوم، نريده أن يخرج علينا ببيان عن استنكاره الصريح للعمليات الإرهابية واستهداف الوطن، إن الأزهر الشريف لابد أن يؤدى دوره فى إصدار فتوى حول العمليات الإجرامية التى تستهدف أرواح أبناء الشعب المصرى فى محطات المترو وفى الشوارع وفى القطارات، وأن يلقى بيانا حول قتل المواطنين من الإرهابيين فى الدول العربية الشقيقة،  وحول استعباد النساء وقطع الرقاب .

ويا شيخنا الجليل  د. أحمد الطيب»، أن الوطن فى حاجة إلى كل جهد مخلص لإنقاذ الوطن والوقوف صفاً واحداً وراء قيادتنا الوطنية لعبور الأخطار التى تحيط بمصر، فأصدر يا شيخنا الجليل  بياناً يثلج صدر أهالى الشهداء الذين اغتالتهم يد الإرهاب الأسود،  وأصدر بياناً حول رأى الدين فى التطرف وخيانة  الوطن وسفك دماء المصريين، أوضح لنا موقفك من الخطط التى تحاك ضدنا،  وأوضح موقفك فيما يتعلق بالخونة والعملاء، وقبل كل هذا لابد من تطهير جامعة الأزهر والمشيخة، ولابد من تنقية المناهج التى بها الكثير مما يشجع على التطرف، يا شيخنا الجليل أمامك عمل كثير من أجل رفعة مصر وحمايتها من أعدائها.

مازالت ترن فى أذنى هتافات عمال شركة طنطا للكتان فى أوائل عام 2010 فى اعتصامهم الشهير على مدى ثلاثة أشهر أمام مجلس الوزراء فى شارع حسين حجازى المتفرع من شارع قصر العينى: «لا سعودى ولا يابانى، مصنعنا يرجع من تانى»، «المصنع مصنعنا بنيناه بعرقنا، قوتنا وقوت ولادنا». شركة طنطا للكتان والزيوت، إحدى شركات هيئة القطاع العام للصناعات الكيماوية، كبرى شركات الشرق الأوسط العاملة فى مجال زراعة وصناعة وتسويق وتصدير الكتان ومشتقاته