رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

انتهاكات CIA .. "سقطة" أمريكية جديدة في 2014

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

عاصفة من الاستنكار الدولي، هبت في العالم بعد تقرير انتهاكات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "CIA"، الذي كشف استخدام التعذيب خلال التحقيق مع المعتقلين من جميع أنحاء العالم، لاستخلاص المعلومات منهم، لتجعله يحتل الحدث الأخطر على الإطلاق في 2014.
ورغم انتقادات متكررة للوكالة خلال العقود الماضية، كان التقرير الذي تضمن تفاصيل حول إساءة معاملة المعتقلين ولجوء الاستخبارات إلى التضليل، "ضربة قاصمة" للأمريكيين الذين دائمًا ما يدعون الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان.
وخلافًا لإضراره بسمعة الولايات المتحدة، إلا أن "CIA" ستظل قوة أساسية على صعيد التجسس وجمع المعلومات في العالم.
ويتكون التقرير من 480 صفحة، ويمثل ملخصًا لدراسة مكونة من 6000 صفحة ماتزال مصنفة كمعلومات سرية، ويتحدث بشكل كبير عن أساليب وكالة الاستخبارات المركزية في تعذيب المشتبه بهم ومعتقلي تنظيم القاعدة المحتجزين في مراكز سرية في أوروبا وآسيا في السنوات التي تلت الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001.
واستخدمت الوكالة عدة وسائل للاستجواب، شملت الضرب والحرمان من النوم والإيهام بالغرق والعري وغيرها من الأساليب، والتي وصفها العديد بـ"المثيرة للاشمئزاز".
وكشفت العديد من التقارير الإعلامية نقلًا عن جون برينان، مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية، أن هذا النهج فُرض على الوكالة من قبل إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش؛ من أجل تنفيذ برامج هدفها ردع الإرهابيين فى العالم.
وكانت حجة "ردع الإرهابيين".. الوسيلة التي برر بها المسئولين موقفهم المتخاذل أمام العالم، ليخرجوا من سقطتهم التاريخية والنقطة السوداء التي دنست ثوب الإدارات الأمريكية المتعاقبة، حيث عارض العديد من الجمهوريين نزع السرية عن التقرير وإعادة فتح الجدل حول برنامج عمل "السي آي إيه" والتعذيب بصورة عامة.
وقالت رئيسة اللجنة، ديان فاينستاين، ردًا على أسئلة حول الهدف من العملية، إن "ذلك مفيد لمجتمع عادل يستند إلى القانون".
ودافع نائب الرئيس السابق، ديك تشيني، بقوة عن تقنيات الاستجواب المشددة هذه، معتبرًا إياها "مبررة تمامًا".
وقال متحدثًا إلى صحيفة "نيويورك تايمز"، إنه تم السماح بالبرنامج، والتدقيق فيه من وجهة نظر قانونية من قبل وزارة العدل، معتبرًا أن عناصر "السي آي إيه" الذين نفذوا هذا البرنامج "ينبغي تقليدهم أوسمة بدلًا من انتقادهم".
وكتب خوسيه رودريجيز، المسئول السابق في هذا البرنامج: "فعلنا كل ما طلب منا، ونحن على يقين أن ذلك كان فعالًا، وبعد عقد نسمع بعض هؤلاء السياسيين أنفسهم عوضًا عن مكافأتنا يعربون عن استنكارهم، بل أسوأ من ذلك يشوهون الوقائع ويقللون من شأن النجاحات التي تحققت".
وكانت قد أمنت الخارجية الأمريكية، جميع سفاراتها بالخارج بمراجعة الإجراءات الأمنية وضمان استعداد الأفراد والمنشآت والمصالح الأمريكية؛ تحسبًا لوقوع أي ردود أفعال محتملة في ضوء نشر التقرير.
بالإضافة إلى ذلك، أشارت أدلة قوية إلى أن إغلاق سفارتي بريطانيا وكندا في القاهرة، كان بسبب تقرير انتهاكات الـCIA، الذي أدى لمخاوف أمنية كبيرة؛ خشية حدوث هجمات إرهابية.
وحذر عدد كبير من المسئولين داخل الإدارة الأمريكية والمشرعين، من كون ذلك التقرير قد يؤدي إلى رد فعل عنيف ضد الأمريكيين في مختلف أنحاء العالم، طبقًا لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية.
وقال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، جوش أرنست، "إن هناك بعض المؤشرات، التي من الممكن أن تؤدي إلى خطر على المنشآت الأمريكية والأفراد في جميع أنحاء العالم، مشيرًا إلى أن الإدارة اتخذت الخطوات الحكيمة للتأكد من اتخاذ الاحتياطات الأمنية المناسبة في مكانها الصحيح بمرافق الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم".
واختلفت ردود الفعل العالمية إزاء التقرير ما بين تحميل المسئولية للنظام الأمريكي و إلصاق التهم بأكملها لـCIA ، واتفق الجميع على سقطة أمريكا ووحشية النظام في التعامل مع المعتقلين، ووجدت إيران ضالتها المنشودة لتبرز مساوئ عدوتها اللدود، أمريكا، ووصفتها أنها "رمز الطغيان على البشرية".
واعتبر "ادوارد سنودن"، الموظف السابق في الاستخبارات الأمريكية، أن أساليب التعذيب التي استخدمتها الوكالة هي جرائم لا تغتفر.
ونددت برلين بما قالت إنه "انتهاك خطير للقيم الديمقراطية"، واعتبر الاتحاد الأوروبي أن هذه المعلومات، تُثير تساؤلات هامة بشأن انتهاك حقوق الإنسان من قبل السلطات الأمريكية والعاملين في وكالة الاستخبارات.