رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجبهة السلفية تترنح بين الثورة المسلحة إلى التوافق الوطني

الجبهة السلفية
الجبهة السلفية

خرجت إلى المشهد بإعلانها عن ثورة مسلحة، ترهب بها الشعب المصري وتقوض دعائمه، في 28 نوفمبر الماضي، لتصيبها صاعقة اليوم وينقلب السحر على الساحر ويمر اليوم مرور الكرام، لتدرك من خلاله حجمها الحقيقي، وأن المصريين كشفوا تلاعبهم باسم الدين ومن المستحيل التمكن منهم مرة أخرى.
وبقناع جديد تطل الجبهة السلفية تحت مسمى" التوافق الوطني" واستغلال اسم الثورة، والتوافق وفقا للجبهة يجب أن يكون على مطالب ثورية، وإن الثورة لكي تنجح لا بد لها من رأس، وكذلك تحقيق أهداف الثورة، والوصول لدولة الحق والعدل"، واجتماع أطياف الشعب على قياداته السياسية الاعتبارية باختلاف أطيافها.
وقال أحمد بان، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن دعوة الجبهة السلفية لتوافق وطني، ينم عن عقلية الجبهة وأعضائها المتناقضة، والتي تدعو للشيء وعكسه في نفس الوقت، بما يعكس خلل الذهنية في ادارك الوضع السياسي وضروراته.
وشدد على أنه لا يجب أن تسمح الدولة بمثل هذه الصيغ مرة أخرى، من مسميات جبهة سلفية وجهادية، فالدولة الحديثة لابد أن تضع قواعد دقيقة للعمل السياسي والعمل الدعوى، وعلى هذه الهيئات أن تحدد مجال عملها، سواء في إطار كونها حزب سياسي، بالتالي من حقها طرح رؤى ومبادرات سياسية، أم جماعة دعوية وهنا يفترض أن تخضع أطروحاتها للأزهر الشريف وتبعد عن ممارسة السياسة.
وأكد أنه لا يجب السماح بهذه الصيغ في الدولة المصرية الجديدة، والتي تحاول الالتفاف على المشهد السياسي، معتبرا دعوتها لتوافق وطني محاولة معرفة توجه الدولة فيما يتعلق بعملية التفاوض مع الإخوان من خلال البوابات الخلفية.
وعن استغلال التيار الإسلامي للثورة، أشار إلى أن هذه الجماعات تتخذ من الثروة قميص عثمان، ترتديه متى تشاء وتخلعه حين الحاجة.
وأوضح سامح عيد، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن هذه التصريحات ليس لها قوة حقيقية على الأرض، منذ 20 يوما دعت الجبهة السلفية إلى ثورة مسلحة والآن تتحدث عن توافق، بعد أن أصيبت بخذلان من جانب التيارات الإسلامية، وكان يوم 28 نوفمبر يوم هزيل فاجئ المتابعين له.
وناشد الجبهة السلفية أن تتحدث وفق لحجمها على الأرض، وتتحدث وكأنه منسق يريد جمع القوى الثورية، بتصريحات لا تثير الضجة والتواجد على الساحة السياسية، وعليهم الآن الاختفاء من المشهد، فموقعها لا يؤهلها لطرح مثل هذه المبادرات.
وأضاف أن الإخوان حاولت قبلهم استغلال الثورة والحديث عن توافق وطني وفشلت فئ استدعاء القوى الثورية للمشهد، وعلى الجبهة السلفية أن تدرك أنها ليس لها وجود حقيقي، ومن المستحيل أن تتوافق التيارات الثورية مع أي تيار إسلامي، بعد أن تم خذلانهم أكثر من مرة من قبل جماعة الإخوان، مشيرا إلى أن الجميع يلعب في الوقت الضائع.
وأوضح ماهر فرغلي، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن الجبهة السلفية تنطلق في كل بياناتها من خلفيتها القائمة على أن مصر بلا هوية، والإخوان أخطأوا إذ يتفاوضون ويتحاورون ولا يصطدمون بالدولة، وهذه الرؤية مخطئة لأنها تصنع فسطاطين، احدهما مسلم مؤمن، والآخر مرتد.
واعتبر أن رؤية الجبهة فاشلة، وبيانهم لا يعدو سوى صوت بين ملايين الأصوات، لأنه لا قيمة لهم، ولا قوة على الأرض، لافتا إلى أنهم يتصورون أنهم قادرون على صناعة ثورة، بينما هم مجموعة من الفشلة.