رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السر في قوة "أردوغان"

أردوغان
أردوغان

يبدو أن العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بدأت تتأزم على نحو كبير؛ بعدما وجه الاتحاد انتقادًا شديد اللهجة للسلطات التركية، بسبب اعتقالها ما يقرب من 30 شخصًا، بينهم صحفيون معارضون، واصفًا حملة الاعتقالات بأنها تتعارض مع القيم والمعايير الأوروبية.

وقال الاتحاد في بيان له، إن وقف بعض الصحفيين في تركيا ومداهمة مكاتب إعلامية، لا تتناسب مع حرية الإعلام التي تعتبر أحد أهم أسس الديمقراطية، داعيًا أنقرة لاحترام حقوق الموقوفين وإجراء تحقيقات مستقلة ومحايدة بحقهم.

ولكن يبدو أيضًا أن موقف الاتحاد الأوروبي لم يعجب رئيس تركيا رجب أردوغان؛ قد واصل غروره بانتقاد موقف الاتحاد ودعوته للاهتمام بشؤونه الداخلية، معتبرًا حملة الاعتقالات التي يقوم بِها لا تمس حرية التعبير أو تهدد القيم الديمقراطية في تركيا.

وقال مختار غباشي، رئيس مركز العربي للدراسات السياسية والإستراتجية، إن موقف الاتحاد الأوربي بشأن ما يحدث في تركيا سوف يقتصر على الاستنكار فقط، لان تركيا في عهد أردوغان وصلت لمرحلة اقتصادية عالية أعطت أردوغان ظهير شعبي لا يستهان به، علاوة على انه استطاع أن ينهض بالاقتصاد من 470 مليار دولار في عام 2002 إلى تريليون ومائة مليار دولار الآن.

وأضاف "أردوغان عنده يقين أن الدخول للاتحاد الأوروبي الآن أصبح صعب المنال، لأن الاتحاد بشكل أو بآخر لا يرغب في أن تكون دولة مسلمة بين أعضائه، وتركيا تحاول من أيام أتاتورك لكن الجانب الأوروبي يرفض، بالتالي أردوغان الآن يشكل ندية للكثير من الدول الأوروبية، وما يقال من سياقات عن توتر في العلاقة غير موجود، لكن هذا لا يمنع مسالة الغضب السياسي.

حسن أبوطالب، الخبير السياسي، قال إن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، ليست جيدة منذ عامين، حيث وجه انتقادات عديدة لتركيا نتيجة إجراءات أردوغان، ويكررها مرة أخرى، بعد عزوف تركيا عن إسهام إنجاز في الإستراتيجية المتعلقة بداعش في العراق وسوريا، فضلا على عدم التناغم بين موقف تركيا والاتحاد الأوروبي في عدد من قضايا حقوق الإنسان، والذي بدا منذ مظاهرات تقسيم بتركيا.
كما رأى السفير أحمد أبو الخير، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن تركيا منذ زمن طويل تريد الانضمام لعضوية الاتحاد الأوروبي، وهو ما يقابل بالرفض، بالنظر لعدم توفر الشروط المطلوبة في تركيا، وخاصة أنها دولة إسلامية، ويبدو أن أردوغان يسعى حاليا للانضمام والاتحاد مصر على الرفض بالتالي تتأزم العلاقات بينهم.
ورأى أن التوتر موجود، وكلا الطرفين ينتهز الفرصة للهجوم على الطرف الآخر، وما يحدث الآن احد تداعيات رفض الأوروبي انضمام تركيا إليه، فضلا على أن أردوغان يتعامل مع الجميع من منطلق انه دولة كبيرة لا يلتزم بتعليمات من احد.
ووصف ما يحدث الآن بالحرب الكلامية التي لن تنتهي الآن، لكن تصرفات أردوغان لا تتفق معه مبادئ الديمقراطية وهجوم الاتحاد الأوروبي سليم.
وقال يسري العزباوي، الباحث السياسي، إن تصريحات أردوغان تعبر عن طبيعة شخصيته، من التسلطية والفردية، وبالتالي ما يحدث يجعل من سابع المستحيلات أن تنضم للاتحاد الأوروبي، وتشهد في توسيع الفارق بين المتطلبات الواجب توافرها للانضمام وبين رغبات تركيا في هذا الإطار.
وأشار إلى أن هذا الكلام يؤكد انفصال الشخصية لدى أردوغان، لرغبته في التدخل في الشئون العربية ويرفض حديث الاتحاد عن الشأن التركي، موضحا أن الاتحاد يستطيع فرض عقوبات اقتصادية بشكل أساسي على أردوغان وتركيا والتنديد بسياساته في المنظمات الدولية، وبالتالي يحجم من دور تركيا في كثير من الملفات في المنطقة.
وأكد أن الاتحاد الأوروبي والناتو بحاجة إلى تركيا في ظل تحالف على إرهاب وهو ما يحاول أن يستغله أردوغان.