رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فروق كبيرة لا نعرفها


■ فرق كبير بين أن أختلف معك فهذا أمر طبيعى، والخلاف فى الرأى لايفسد للود قضية .. وبين أن أخاصمك فهو محرم شرعاً ولا يجوز لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث... وخيرهم من يبدأ بالسلام. فرق كبير بين وجهة النظر والرأى الآخر.. وبين محاولة البعض فرض وصايته عليك، فهذا أمر لا يقره الشرع أو العقل... لغة الوصاية انسلخ عنها الاستعمار إلا أننا توارثناها، فمن معى فهو المقرب إلى قلبى، ومن خالفنى الرأى فهو عدوى وجزاؤه جهنم وبئس المصير. فرق كبير بين النصيحة وبين السب والشتم، فالمسلم ليس بسباب ولا بشتام ومن فعل ذلك فهو ممقوت فى الدنيا والآخرة. فرق كبير بين الكذب الذى هو طريق مباشر إلى النار وبين الصدق الذى هو منجاة لنا جميعاً... ليس فى الآخرة وحدها، ولكن فى الدنيا أيضاً.

■ فرق كبير بين الأمانة التى نحن مأمورون بها... بمعناها الأشمل والأعم ... وبين الخيانة التى لا يمكن أن تكون إحدى صفات المؤمن.. فرق كبير بين الإيثار وتقديم الآخرين وبين البخل والشح الذى يهلك صاحبه «ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة». فرق كبير بين النفاق الذى لا يتفق أبداً مع الفطرة السليمة وبين التقدير والاحترام للآخرين وإن اختلفنا معهم وإنزالهم ما يستحقون من مكانة. فرق كبير بين رأى الدين فى كل القضايا وبين أطروحات السياسيين... فالأولى فيها الحرام والحلال والجائز والمندوب.. أما الأخرى فهى تدخل فى دائرة: «أنتم أعلم بأحوال دنياكم».

■ فرق كبير بين تأييدى لمشروع الإسلام وفيه حل لكل مشاكلنا... وبين سلوكيات من يرفعون شعاره.. آراؤهم ليست مقدسة.. وأشخاصهم أيضاً ليسوا فوق المساءلة ... فالذى لا يُسأل وحده هو الله «لا يسأل عما يفعل وهم يسُألون».فرق كبير بين كل ما يقال الآن على الساحة وما يحدث من مهاترات ونزاعات وبين حال الأمة المرجوة... التى يريدها الله لنا.. فالمفترض أن نكون جميعاً أمة واحدة.

■ فرق كبير بين ما يقوله الساسة فى الغرف المغلقة ومن وراء الحُجب.. وما يقال فى العلن.. هذا حالهم فى الماضى والحاضر وفى المستقبل. فرق كبير بين الدين كرسالة وبين السياسة صاحبة المواجع... فالدين هو الأخلاق.. أما السياسة فلا مرجع لها.. ففى الدين الناس كأسنان المشط لافرق بين عربى ولا أعجمى إلا بالتقوى والعمل الصالح.. وأن الكفاءة هى الأصل.. أما فى السياسة... فأعداء الأمس أصدقاء اليوم.. وأصدقاء الأمس أعداء اليوم .. والذى يقدم هم أهل الثقة وإن كانوا من النطيحة والمتردية وما أكل السبع. فرق كبير بين ما يفعله حكام المسلمين هذه الأيام .. باسم الإسلام وما كان يفعله الأوائل... فقد كان الإسلام حاكمهم.. فى سرهم وعلانيتهم.. أما الآن فلا تعجب فينا ومنا من يتشدق بالإسلام ولا أثر لأفعاله على أرض الواقع فهنا «مسلمون بلا إسلام»... وهناك فى بلاد الكفر كما يحلو للبعض تسميتهم «مسلمون بلا إسلام» فرق كبير بين إنسان ينصحك على الدوام.. إلى الأفضل والأرقى .. وبين آخر هو الشيطان بعينه. والله من وراء القصد.

■ وكيل وزارة الأوقاف - كفر الشيخ