رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"28 نوفمبر في ثوب إيراني"

ثورة ايران
ثورة ايران

ساعات ويكشف الإرهاب عن مخططاته ليوم 28 نوفمبر، وما هي إلا لحظات لمعرفة السيناريو الذي وضعته جماعة الإخوان لتواصل مخططها لهدم الدولة المصرية.

واختلفت قراءة البعض لسيناريو يوم 28 نوفمبر، فالبعض ذهب إلى أن اليوم سيمر كأي جمعة سابقة دعت إليها الإرهابية، إلا أن واقع الأحداث فرض نفسها مما جعل البعض يؤكد أن السيناريوهات غير متوقعة.

وواحد من السيناريوهات المطروحة فكرة تطبيق "الثورة الإيرانية" وهو ما أكده خبراء الشأن الإسلامي، أن الجماعة تعد لثورة إسلامية على نحو ما حدث في إيران سنة ١٩٧٩م، بهدف إشاعة الفوضى والعنف وأكبر عدد من القتلى، حتى تتصاعد الأحداث وتصبح ثورة عارمة فيصعب السيطرة عليها فيتكرر سيناريو ثورة إيران مرة أخرى.

وذهب الخبراء إلى أن الجماعة تأمل في خروج المعزول محمد مرسى، والمرشد العام محمد بديع، لتصبح مصر دولة المرشد على غرار ما حدث في إيران، مشددين أن القيادات الإخوانية داخل مصر وخارجها تسير وفق خطابات وأدبيات وتصورات ثورة إيران.

قال هشام النجار، الباحث في الشئون الإسلامية، أن الإخوان يعتمدون على الشحن الديني، فتحت عنوان "ثورة إسلامية" واستخدام المساجد والمصاحف وتأجيج المشاعر الدينية والدعاوى بانتهاك حرمة المساجد والمصاحف واستهداف مصر الإسلامية ورجال الدين والدعاة والعلماء، يهدفون إلى الحصول على الحشد الشعبي المطلوب.

وأكد أن الخلفية الدينية البحتة تخلق من المنساقين خلفهم عقيدة نفسية قوية تجعلهم يزجون بأنفسهم في هذه الأحداث رغم احتمالات الموت أو السجن، مشيرا إلى أن الإخوان أنهكوا وخسروا كثيرا في اللعبة السياسية، وأصبحت الحلول السياسية مغلقة في وجوههم حاليا.

وأوضح أنهم يضعون نصب أعينهم نموذج الثورة الإيرانية، ويرتبون لأكبر عدد من القتلى بين صفوف الجماهير حتى يتصاعد العنف بحيث تصعب السيطرة عليه مما يؤدى إلى ثورة عارمة تصعب السيطرة عليها مما يكرر سيناريو ثورة إيران الإسلامية مرة أخرى، ويستلمون السلطة مرة أخرى ويخرج مرسى والمرشد وتصبح مصر دولة المرشد كما في إيران.

ولفت إلى أن هذه التظاهرات تتبع نفس أدبيات وخطابات الثورة الإيرانية من الدعوة لثورة مسلحة عنيفة وعدد كبير من الضحايا، فهم ينظمون لثورة إيرانية جديدة في مصر فقيادات الجماعة في الداخل والخارج يعملون وفق هذا المنطلق وتصوراتهم الكاملة عن هذا اليوم وفق ذلك.

وأوضح أن تصورهم عن حصاد أكبر عدد ممكن من القتلى يوم غد الجمعة حتى يكون هذا العدد فتيلا لاشتعال الثورة، وأنهم يريدون أن تواجه الدولة تظاهراتهم بالصرامة والقمع الدموي والتصعيد لدولة العنف حتى يتحقق ما يريدونه.

ورأى أن الواقع السياسي الذي تعيشه مصر في الوقت الراهن، وفى ظل التحديات التي تجابهها الدولة لا يسمح بمظاهرات حتى ولو كانت سلمية لأن المناخ غير موات لذلك، مشددا على أن نزول الإخوان ليس للتظاهر بل لعمل ثورة وإحداث فوضى تتصاعد فيعملون من خلال تطورات الأوضاع والسيناريوهات على أن يخلقوا لأنفسهم متسعا.

وأضاف "النجار" أن الإخوان وفقوا في اختيار هذا الوقت لخروجهم كما يصعب احتمالية تأجيلهم لهذا اليوم لأنهم لن يجدوا مثل هذه الفرصة في ظروف لاحقة لأن الدولة ستكون أكثر رسوخا كما أنها ستكون انتهت من استحقاقات خارطة الطريق بتشكيل البرلمان، قائلا "لن تتاح هذه الفرصة لهم بعد ذلك ولن يتمكنوا من الخروج عن مسار الدولة".

وقال سامح عيد، الباحث في الشئون الإسلامية، إن الإخوان يريدونها ثورة إيرانية مؤكدا رغبة قيادات الجماعة أن تطيح تظاهرات يوم الجمعة المقبل بالنظام الحالي ورأس الدولة كما حدث في ثورة ١٩٧٩ الإيرانية وما يترتب على ذلك من خروج المرشد والقيادات الإخوانية من السجون والعودة إلى الحكم من جديد.

وأشار إلى أن مصر عقب ثورة ٢٥ يناير عايشت نفس أحداث الثورة الإيرانية من التفاف للقوى المدنية والإسلامية وطوائف الشعب حول فصيل واحد أفضى إلى وصوله إلى سدة الحكم والفارق الوحيد أن ثورة إيران كانت دموية، لافتا أن الإخوان لن يستطيعوا حاليا تكرار نفس السيناريو مرة أخرى في ظل فقد شعبيتهم وانقسام الأحزاب الإسلامية عنهم مثل الوطن ومصر القوية والدعوة السلفية والجماعة الإسلامية وإصلاح الجماعة.

وأضاف أن الصفحات الرسمية الإلكترونية التابعة للإخوان لا يوجد بها ما يؤكد أو يعلن عن انضمام الإخوان أنفسهم لتلك التظاهرات، موضحا أنه شتان بين الإخوان حاليا وما يعانوه من ضعف والانقسامات التي يكابدها وبين الثورة الإيرانية التي تمتعت حينذاك بقبول شعبي وانضمام غالب التيارات المدنية والدينية إليها علاوة أن الطبيعة الإيرانية تقدس الإيمانية والقادة الدينية وهو ليس موجودا في مصر.