رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإجازة الزوجية .. الحل السحري للبرود العاطفي

برود
برود

أحلام وردية رسماها معًا قبل الزواج، وكان الزواج بالنسبة إليهم من أروع التجارب التي يمكن أن يمرون بها، ليتحول الأمر بعد فترة إلى كابوس مزعج يعجز كل منهما عن الإفاقة منه، فكل منهم ينفر الآخر إلى أقصى درجة، لا يرغبون حتى في مجرد الحديث، لتصبح الآمال التي تنطق بها ألسنتهم بعد الزواج " ياريتني ما اتجوزت".
أوضح الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، أن البرود العاطفي الذي ينشأ بين الزوجين يأتي كرد فعل من قبل الزوج على إهمال زوجته له، وشعورة بأنه الكم المهمل في حياتها، فحياتها منصبة على أعمال المنزل، الأمر الذي يدفعه إلى البحث عن إشباعات لاحتياجاته من الخارج.
وأشار فرويز إلى أن هذا الإشباع الخارجي للعواطف سلاح ذو حدين، فمن الممكن أن يزيد ذلك من عاطفة الزوج تجاه زوجته ويهتم بها كتعويض عن شعوره بالذنب، وإما أن يهمل زوجته بصورة دائمة ويتعايش مع أهوائه وحياته العبثية.
وأكد فرويز على أن هذا الأمر يسبب للأطفال العديد من المشكلات النفسية كالاكتئاب والانطوائية والعجز عن التعامل مع الآخرين وفرط الحركة وقلة الانتباه وعدم التركيز، إضافة إلى لجوء الأطفال للكذب والسرقة كوسيلة للهروب من واقعهم المؤلم، مشيرًا إلى احتمالية فشل الأطفال في دراستهم وعدم قدرتهم على التحصيل الدراسي.
ونصح فرويز الأزواج بضرورة مراجعة كلا الزوجين لأنفسهم لمعالجة الأخطاء، وضرورة تعلم كل طرف تقبل الطرف الآخر والتركيز على المزايا، إضافة إلى حرص الزوجة على الظهور في أبهى صورة أمام زوجها، مشيرًا إلى فاعلية أخذ الزوجين لإجازة وسفرهم إلى أي مكان بمفردهم بعيدًا عن الأطفال والمشاكل اليومية.
وقالت الدكتورة وفاء محمد فتحي، أستاذ علم النفس، إن البرود العاطفي بين الأزواج وخاصة الشباب مشكلة خطيرة تتنافى مع ما يقتضيه الواقع، فهؤلاء الشباب لابد أن يكون لديهم التهاب في العاطفة، الأمر الذي يلفت الأذهان إلى مخاطر التربية السيئة للأطفال منذ الصغر، فالابنة تنظر إلى الزواج على كونه مجرد صفقة تحصل من خلالها على المال والعربية، فهو تجربة يمكن للفتاة التخلص منها متى شاءت.
وأشارت فتحي إلى بعد آخر يلقي بظلاله على تلك المشكلة وهو الحدية والندية بين الزوجين، فكل طرف يرفض التحاور والتفاهم مع الطرف والآخر، إضافة إلى جهل الزوجين بالمعاني التي يحملها الزواج من مودة ورحمة.
وأوضحت فتحي أن حل هذه المشكلة يعتمد في الجزء الأكبر منه على مرحلة ما قبل الزواج، فكل طرف لابد أن يصارح الطرف الآخر بحقيقته في مرحلة الخطوبة، واكتشاف البيئة التي شب فيها كل طرف، فهي تشكل خريطة لما ستئول إليه الحياة الزوجية في المستقبل، إضافة إلى حرص الزوجين على الحوار والتفاهم، واحتواء كل منهما للطرف الآخر، ليصل كل منهما بسفينة الزواج إلى بر الأمان.