رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجبهة السلفية وحيدة في تظاهرات نوفمبر.. والتيارات الإسلامية تخشى "الكارت الأحمر"

جريدة الدستور

الجميع اتفق على أن أعدادهم لا تتجاوز العشرين، ودعواتهم باطلة لن تلق استجابة من جموع الشعب المصرى، هكذا علق خبراء الشأن الإسلامى على دعوات الجبهة السلفية بالتظاهر الجمعة المقبلة، فيما أطلقوا عليه "الثورة الإسلامية".

ويبدو أن الجبهة السلفية اختارت ان تسلك طريقها منفردة بعيدا عن جميع تيارات الاسلام السياسى التى استنكرت الدعوة واختارت ان تنضم الى الصف الوطنى، الرافض لدعوات رفع المصاحف وما يسمى الثورة الاسلامية.

وانقسمت التيارات الاسلامية على نفسها، وابتعدت عن مسار الجبهة السلفية، حيث اعلنت احزاب" الوطن ومصر القوية والنور وحزب الوسط والدعوة السلفية" الرفض القاطع لمثل هذه الدعوات، فى الوقت الذى وافقت فيه جماعة الاخوان الارهابية وانصارها على النزول ودعت إليه.

ورفضت الدعوة السلفية في بيان لها، المشاركة بتظاهرات 28 نوفمبر، قائلة: إن المشاركة في مثل هذه الفعاليات لا تجلب على البلاد والعباد إلا المفاسد التى تعود بالضرر على الجميع.

كما رفض حزب النور، هذه الدعوات الداعية للعنف، وأشار يونس مخيون، رئيس الحزب إلى أن الجبهة السلفية ماهي إلا كيان صغير جدًا، ليس له علاقة بالمنهج السلفي، لكنهم يتبعون المنهج القطبي، وراى ان المظاهرات مخالفة للشريعة الإسلامية خاصة أنها تدعو إلى رفع المصاحف بشكل مسيء ومثير للفتنة.

وأكد محمد عبد اللطيف، الأمين العام لحزب الوسط والقائم بأعمال رئيس الحزب، رفض حزبه لمظاهرات 28 نوفمبر المقبل، واصفًا تلك الدعوة بأنها خطوة غير موفقة ولن تجمع الناس.

وقال أحمد إمام، المتحدث الإعلامي لحزب مصر القوية، إن الحزب لن يشارك في التظاهرات التي دعى لها يوم ٢٨ نوفمبر، رافضا لأي دعوة تحرض على العنف، مطالبا الجميع بالتزام السلمية ورفض العنف وعدم تبريره.

وقال الدكتور سامح راشد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن الفصيل الإسلامى يسوده الكثير من الاختلافات وشق الصف، مؤكدا أن لحظات استثنائية هى التى يجتمع عليها الإسلاميون كما فى الانتخابات او الاستفتاءات.

وأوضح أن الأحزاب الاسلامية دائما ما تختلف في إدارة العمل السياسى وبخاصة التظاهرات حتى داخل الكيان الواحد او الحزب الواحد نجد انقسامات واختلافات، فعلى الرغم من أن الجبهة السلفية دعت لتظاهرات الجمعه القادمة الموافق ٢٨ نوفمبر، إلا أن الدعوة السلفية عارضتها بشدة.

ولفت إلى أن الجبهة تعانى حالة احباط، لأن رد الفعل جراء دعوتهم لم تلق القبول المنتظر، مشيرا أن الجبهة استبقت محدودية نتائج هذا اليوم بإعلانها على أنه مجرد موجه ثورية حتى لا يبدوا أنهم فشلوا فشل ذريع، مؤكدا أن هذا اليوم أخذ حجم إعلامى أكبر بكثير من حجمه المفترض حيث صوروه للمواطنين على أنه يوم فاصل وتاريخى رغم أن الجبهة لم تعلن ذلك ولم تقل بأن هذا اليوم سيسقط النظام، مشددا على أن هذا التضخيم الإعلامى غير مبرر ومتعمد من الدوائر الرسمية
ورأى أن التواجد الأمنى المكثف والمتوقع من انتشار العربات المصفحة للجيش والشرطة أكبر من عدد المتوقع تظاهرهم قائلا" هذه التظاهرات ليست النهاية ولن تكون آخر التظاهرات"

ورأى ماهر فرغلى، الباحث فى شئون الحركات الاسلامية، أن رفض تيارات الاسلام السياسى والدعوة السلفية لدعوات التظاهر ورفع المصاحف فى 28 نوفمبر، شيء طبيعى، لانها دعوة فتنه بين تيار تكفيرى وليس تيار يجمع المسلمين، وهو تيار بسيط يمثل جزء من الالف من التيارات الاسلامية فى الخريطة الاسلامية.

واكد ان من الطبيعى ان تنقسم التيارات الاسلامية حول دعوى رفع المصاحف فى المظاهرات، والغالبية يحرمها ما عدا من يستفيد من العنف، مشيرا الى ان هذه الدعوة فاشلة اطلقتها مجموعة لا يتجاوز عددها 30 شخص، لاثارة اللبلة.

واضاف ان التيار السلفى يسير فى مركب السلطة حفاظا على دعوته، باعتباره تيار سلطوى لا يؤمن بالخروج على الحاكم، وهذه هى طريقته منذ انمارس السياسة بعد ثورة يناير.

وقال سامح عيد، الخبير فى شئون الإسلام السياسى، إن فكرة دعم 28 نوفمبر دعم مباشر وصريح للعنف وأن أى نزول على دعوات الجبهة من قبل الأحزاب أو الحركات الثورية أو الطلابية سيتبعه إجراءات حادة وصارمة من قبل الدولة.

ورأى أن كثيرا من الأحزاب الإسلامية مازالت متمسكة بسلميتها وتمارس المعارضة وتنتقض الدولة بعيدا عن العنف، لافتا الى أن هذه الأحزاب تنأى بنفسها عن الزج فى يوم 28 لأنها تريد أن تحافظ على أحزابها من الحل، فمشاركتها فى هذه التظاهرات يعني الكارت الأحمر لهذه الأحزاب من التواجد على الساحة السياسية.

وأضاف أن الجبهة السلفية سيشاركها التظاهرات كثير من الشباب الذى له ثأر مع الدولة لينتقم وشباب الجامعات الفاقد الثقة فى الولة والساخط على الحكم مشددا أنه سيتم القبض على كل من شارك أو أعلن الإنضمام فى هذا اليوم الذى وصف عواقبه بالوخيمة.