رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هذا المحتوى بأقلام قراء جريدة وموقع الدستور

خـطاب مـفتـوح لـدعـاه الـتكفـير ....

جريدة الدستور


جرت العاده على اطلاق لقب عالم على كل من كان مفوهً صاحب كلام مؤثر يتكلم فى الدين يصير عالم من علماء المسلمين !! لا اعرف كيف يكون الانسان عالم ولم يقدم او يجدد شىء سوى انه ينقل فقه وفكر غيره من العلماء والفقهاء و الائمه الاقدميين من وجهه نظره ليخدم مصلحته و ليفرق الناس ويفتنهم فى دينهم ويوصم غيره بالكفر وكأنه عن اهل الصواب موكل .فمن يظن ان اقتران الفضيله بالعند والحقد والكراهيه انها تجزيه خير .عفواً فهو واهم او مدلس حتى تكون صادقه لوجه رب كريم

المعروف ان كل انسان يختار معاركه ويقدر أهميتها كما يشاء فهو شأنه ولكن بما لا يسئ للدين ويسئ للقضية معاً... يصعب عليك أن تجد شاباً متعلماً متديناً يدرك ما المقصود الان من دعاوى النزول بالمصاحف على اساس انها فضيله وجهاد !.. لكن اين كانت هذه الدعاوى ايام حكم مرسى والشرعيه المزعومه الذى لم يقدم شىء الى الاسلام سوى انه اساء له بافعاله هو وجماعته ومريديه .. هل مثلاً كانوا مشغولين بالطواف حول الكرسى ؟!

اذن لماذا ظهرت هذه الدعاوى الان بالذات ما هذا الإصرار على خلط الأوراق وابتزاز المشاعر؟ ما هى العلاقة بين هوية الأمة و بين رفع المصاحف فى تجمعات ربما تهان به قدسيته ويستغلها المغرضون فى اشعال فتنه دينيه تضر الجميع ؟!! ثم هل الاسلام له علاقة بهذه الممارسات فلم نسمع أو نقرأ أن الله انزل فى كتابه العزيز او سنه الرسول الكريم ولا فى اثر الخلفاء تم اصدار امر الى اهل الاسلام بالخروج بالمصاحف سوى فى عصر الفتنه ( الخوارج )!.. ثم ان المصريون لن تعود لهم هويتهم بمثل هذه الممارسات التى تهدم موروثهم الحضارى والدينى ولا تبنيه فمن يؤيد ويدعم أمثال هؤلاء و تكون كل قضيته ضد رجال الجيش او الداخلية اوأخطاء السياسة التى تحركها والتى حلولها امنيه فى الاساس فالداخليه لها اخطائها كما الجميع بما فيهم صاحب القضيه وكما هى أخطاء كل أجهزة الدولة.لكن أسلوب المكايدة الصبيانية حتى فى مواجهة أخطاء الدوله إنما يقتل القضية التى يضعون عليها خاتم الابتزاز والصبيانيه ...

احدهم دعى اتباعهم بالنزول بالمصاحف بادعاء المحافظه على الهويه وصور لهم ان مصر الان اهل كَفَرَ لابد من قيادتهم الى الاسلام !!! فهذا يعني ان المصريين كانوا مؤمنين قبل ذلك !. وبما انه كان وقتها داعيه ويقولون عالم !!. لان هذا يعني أنه قدم لهم الإيمان فكفروا بما قدمه لهم فالاولى لو هو على بصيرة من دينه كنت قدمت صوره الافضل ان تقدم صوره جيده للاسلام وسماحته فى التعامل مع المخالف ربما تخدع البعض بقضيتك الفاسده وبذلك تكون قد قدمته متكاملا غير منقوص لعله يأتى يوم يثق فيك وفى اتباعك مره اخرى.

على من يؤيدهم ان يسأل نفسه ما هى القضية؟ هل هى أن نخرج لساننا لأجهزة الدولة ونشعل فتنه دينيه بادخال المصحف فى مهاترات طالما لم تقدروا عليهم أم ان القضيه هى أن المسلمين فى مصر فعلاً انكروا شىءً من القران او منعوا الصلاة على الرسول الكريم مثلاً ليحاربوا الاسلام أم هى شئ آخر أكثر مكراً واستغلالاً له مغزى وهدف ومزايده متكرره بدون خجل بحق الدين ؟

ثم ان الحديث عن الحساسية من كل ما هو إسلامى وانه سعى لمحو الهويه الاسلاميه هذا هو الخطر .فبعضهم يروج الى انه بسقوط الإخوان ضاع الإسلام فى مصر ( هكذا سمعت من كثير منهم ) فقد حولوا قضية سياسية إلى قضية عقائدية دينية و للاسف يصرون على ان يتعاملوا مع الإسلام باعتباره رهينة جماعتهم بإختلاف انواعها .

فمن لم يدرك أن هذا خلط يضر صوره الاسلام التى يدعوها فتلك مشكلة عليهم ان يفكر فيها بهدوء والا فلا يلوموا إلا أنفسهم إذا استمر الدرس وكان قاسياً عليهم . فمن لم يكن يدرك أن هذا خلط يضر صوره الاسلام التى يدعوها فتلك مشكلة عليهم ان يفكر فيها بهدوء والا فلا يلوموا إلا أنفسهم إذا استمر الدرس وكان قاسياً عليهم ... وعلينا بكل أسف وإن كنا ندعو الله ألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا فالله يمهل ليتوب البعض .. ويمهل ليستدرج البعض .. ويُمهل ليفضح ويكشف البعض .. ويُمهل حتى يفتن البعض فيميز الخبيث من الطيب .. له وحده الأمر والنهي .. وبيده سبحانه مقادير كل شيء