رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

واشنطن بوست: تزايد الحذر في العلاقة بين الأردن وإسرائيل وسط التوتر في القدس

 العاهل الأردني الملك
العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن هناك تزايدا للحذر في العلاقة بين الأردن وإسرائيل بسبب التوترات في القدس "المدينة المقدسة"، مشيرة إلى أن العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني والشعب الأردني يملؤهم الغضب من الإجراءات الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة.. بما يهدد بتحويل السلام البارد بين إسرائيل والأردن إلى تجمد عميق.
وقالت الصحيفة -في تحليل إخباري بثته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين- أن في حالة وجود عداء بين الأردن وإسرائيل، المرتبطين بمعاهدة سلام، يمكن أن يقوض ذلك الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لمحاربة المتطرفين الإسلاميين، كما أنه يهدد صفقة غاز طبيعي بمليارات الدولارات تمثل أهمية لكلا الدولتين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأردن اتخذت خطوة غير عادية هذا الشهر باستدعاء سفيرها لدى إسرائيل احتجاجا على اقتحامات الشرطة والزيارات الاستفزازية من قبل السياسيين الإسرائيليين وإساءة معاملة المصلين المسلمين في المسجد الأقصى في المدينة القديمة بالقدس.. لافتة إلى أن السفير لم يعد بعد .
وأكد مسؤولون أردنيون أن أي شيء يمكن أن يقوض قدرة الملك على حماية المسجد الأقصى سيضر بسلطته في داخل بلاده وفي عيون المسلمين في أي مكان آخر، وهو ما يمكن أن يقوض النظام في الوقت الذي يتخذ فيه خطوات محفوفة بالمخاطر لمحاربة المتطرفين الإسلاميين في العراق وسوريا .
ونوهت الصحيفة أن الملك عبد الله الثاني يجلس على العرش مدعوما بفكرة تقول أنه ينتسب - للنبي محمد صلى الله عليه وسلم – كما أن وصايته على الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس ممنوحة له بموجب اتفاق خاص بين إسرائيل والأردن..ومن ثم فالملك الذي لا يستطيع حماية المسجد أو ذلك الترتيب الدقيق قد يفقد دعم شعبه.
وقال جواد العناني، عضو لجنة الطاقة في مجلس الأعيان الأردني والرئيس السابق للديوان الملكي الأردني إن "العاهل الأردني مستاء للغاية..مضيفا أن "الاردن لا تستطيع الحفاظ على علاقاتها مع إسرائيل إذا انقلب الوضع الراهن. وإنه لأمر خطير، أن المتطرفين الإسرائيليين يلعبون بالنار".
ويقول مسؤولون إسرائيليون أنهم اضطروا لتقييد الوصول إلى المسجد مؤقتا ردا على أعمال الشغب، بعد محاولة فلسطيني مؤخرا إغتيال ناشط بارز يحرك اليهود ليكون لهم الحق للصلاة في الموقع.. الذي يعتبر أقدس بقعة لليهود، على حد زعمهم.
وردا على إغلاق المسجد وما يرونه من إجراءات ذات وطاة ثقيلة من قبل قوات الأمن الإسرائيلية في محاولة لقمع ما يعتبرونها أعمال شغب، فإن الأعضاء المتمتعين بشعبية كبيرة في البرلمان الأردني يطالبون الحكومة بإغلاق سفارتها في تل أبيب وإعادة النظر في معاهدة السلام بين البلدين الموقعة عام 1994 ، تلك المعاهدة التي وفرت جبهة هادئة على الحدود الشرقية لإسرائيل طوال عقدين من الزمن.
ودعا بعض أعضاء البرلمان الأردني،يوم الأربعاء الماضي، للوقوف لحظة صمت وقراءة آيات من القرآن الكريم حدادا على اثنين من الفلسطينيين الذين قتلوا خمسة إسرائيليين كانوا يصلون في كنيس يهودي الأسبوع الماضي.
وقال عبد الهادي المجالي، السفير الأردني السابق لدى الولايات المتحدة وزعيم قبيلة بارزة تسيطر على كتلة كبيرة في البرلمان، إن الإجراءات الإسرائيلية في الأقصى "تحرج الملك أمام شعبه."
وأوردت الصحيفة أنه في خضم المواجهات والهجمات العنيفة في القدس، فإن العاهل الأردني وحكومته يواجهون معارضة متنامية لافشال الصفقة التي تمتد لخمسة عشر عاما بقيمة 15 مليار دولار، التي أعلنت هذا العام لشراء الغاز الطبيعي الإسرائيلي عبر خط أنابيب مزمع من البحر المتوسط إلى المملكة الهاشمية.
ولفتت الصحيفة إلى أنه عندما تم التوقيع على خطاب نوايا بين الأردن وشركات الطاقة الأميركية والإسرائيلية في شهر سبتمبر الماضي، تم الترحيب بالصفقة كونها صفقة "غاز من أجل السلام" وأن من شأنها أن تعود بالفائدة على كلتا الدولتين، وتوفير غاز رخيص للاردن المتعطشة للطاقة وبالتالي كهرباء نظيفة نسبيا، وإعطاء إسرائيل دفعة دبلوماسية واقتصادية مع جار مسالم.
ويأتي هذا في وقت يتجمع فيه المتظاهرون أمام شركة الكهرباء الوطنية الأردنية وهم يهتفون : "لا للغاز الصهيوني!"
ونقلت الصحيفة عن مواطن أردني، يدعي محمد حجاب 28 عاما ويعمل في شركة علاقات عامة، خلال وقفة احتجاجية، قوله "حكومتنا باعت المسجد الأقصى مقابل الحصول على الغاز الإسرائيلي، لقد تم شراء حكومتنا من قبل الإسرائيليين".
وقالت ماري نزال،35 عاما، مالكة فندق بعمان، إنه "يتوجب علينا عزل إسرائيل لا مساعدتها". وأضافت إن الأردنيين يشعرون بالانزعاج من أن مليارات الدولارات من عائدات الغاز سوف تذهب إلى الخزينة الإسرائيلية، وربما تمول في نهاية المطاف الجيش الإسرائيلي واحتلال اسرائيل للضفة الغربية الذي طال ل47 عاما وحروبها ضد النشطاء الفلسطينيين في قطاع غزة.. في الوقت الذي يشكل فيه الفلسطينيون وأحفادهم حوالي نصف سكان الأردن.
ووفقا لمسئولين أمريكيين وأردنيين فإن تدهور العلاقات بين الأردن وإسرائيل أصبح مصدر إزعاج للبيت الأبيض..
وأوضحت الصحيفة أن ملك الأردن، المعتدل سياسيا، يعتبر حليفا حيويا للولايات المتحدة ويلعب دورا رئيسيا في الحملة الجوية التي تقودها الولايات المتحدة ضد داعش.. حيث تقدم الأردن المعلومات الاستخباراتية وينفذ طيرانها طلعات جوية لقصف معاقل داعش، وأنه قد يساعد قريبا تدريب القوات العراقية. بالإضافة إلى ذلك، أشار الملك إلى أن القوات الخاصة الأردنية قد تلعب دورا محدودا على الأرض.
وهرع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى عمان الأسبوع الماضي للقاء الملك عبد الله ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في محاولة لتهدئة الغضب المتصاعد.
وقال عوديد عيران، السفير الإسرائيلي السابق لدى الأردن أن نتنياهو والإسرائيليين يقدرون أهمية علاقتهم مع جارتهم الأردن وأنها حساسة لموقف الملك. ولكن عيران يعتقد أن القمة الأخيرة بحضور كيري هي فقط عملية إصلاح واهية ومؤقتة.
وأضاف عيران "أنا متشكك بعض الشيء في أن التدابير الممتدة يمكن أن تبقي على التوترات في القدس تحت السيطرة ، وأن أي حادث يذكر يمكن أن يؤدي إلى اشتعال حوادث أكبر."