رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عايز أعيش .. لابد من مدرسة ملائمة «6»


أستكمل سلسلة مقالاتى حول ضرورة وضع حلول للمشاكل اليومية التى يعانى منها المواطن العادى والتى تعد مفتاحاً لعبور المرحلة الحالية، وأنا هنا أؤكد لمن سألونى، أننى هنا أحاول أن أكون صوتاً لمن ليس لهم منبر يعبرون من خلاله عن مشاكلهم ومتطلباتهم، كما أدرك أن المشاكل متراكمة عبر عقود طويلة، لكن هذا ليس فى حسابات المواطن الغارق فى حياته اليومية وفى متطلبات أبنائه، فما يهمه أن تحل مشاكله الآن وفوراً بغض النظر عن إمكانية ذلك أو تبرير المسئولين بأن هذه المتطلبات هى نتاج تجاهل حكومات سابقة، بل عهود سابقة لمتطلبات المواطن فى حياته اليومية، وان الأمية والفقر هما آفتان رئيسيتان لمصر، أما العبور من هذه المشاكل المتراكمة فيكون ببدء حلها الواحدة تلو الآخرى، حقيقى أن هناك مشاريع كثيرة تتم حالياً، ويتم التخطيط لتكون للأكثر احتياجاً، وللأكثر فقراً، وقد بدأت الحكومة تطرح شققاً سكنية للشباب، وهذا فى حد ذاته توفيق فى مشكلة الإسكان، ونحن ننتظر المزيد.

وأنتقل لحاجة أساسية تحدث أزمة فى كل بيت، وهى إيجاد مكان فى مدرسة مناسبة لتعليم الأبناء، ولاشك أن هناك مدارس خاصة كثيرة، وبمصاريف باهظة، ومدارس لغات وأيضاً بمصاريف باهظة، ولا أحد يدرى إلى أى مدى ستتزايد المصاريف فى المدارس الخاصة والتى تتضاعف كل عام بحيث تصبح عبئاً ومشكلة لايقدر عليها حتى المتيسرون، أما بالنسبة للمدارس الحكومية فلاشك أنها مشكلة لكل بيت، قال لى أحد العاملين إنه مرغم على أن تلتحق ابنته فى الفصل الأول الإعدادى بمجموعة فى كل مادة من المواد الدراسية، فلما سألته إن كانت مجتهدا ومتفوقه فإنها ليست بحاجة إلى مجموعة خاصة، فقال إنها متفوقة لكنها لابد أن تلتحق بالمجموعة وإلا فإن المدرسة ستجعلها ترسب فى امتحان آخر العام، وإن المجموعة أمر اضطرارى، هذه مشكلة فى حد ذاتها، مسألة المجموعات والدروس الاضطرارية ناهيك عما يواجهه الأهالى لقبول أبنائهم بمدرسة حكومية، هذا بالإضافة إلى تكديس التلاميذ بأعداد غفيرة فى الفصول، وأيضاً سوء حالة الفصول، أما الأسوأ من هذا وذاك فهو سيطرة ذوى العقول الظلام الإخوان على مدارس بأسرها، ولاتزال تبث معتقداتها المختلفة والسوداوية على التلاميذ الصغار، ناهيك عن إرغام الطالبات على ارتداء الحجاب منذ سن صغيرة، باعتبار البنت مواطن من الدرجة الثانية، فقد شاهدت مؤخراً طفلتين صغيرتين لا يزيد عمرهما على ٨ سنوات ترتديان الحجاب لدى خروجهم من المدرسة، وكنت أقوم بشراء بعض احتياجات لابنتى ولما اقتربت منهما وسألتهما عن سبب ارتداء الحجاب فقالت إحداهما إن هذا مفروض فى المدرسة، وإلا لن يسمح لهن بدخول المدرسة.. إن المشاهد صور الفصول فى الستينيات والسبعينيات وحتى الثمانينيات سيجد أن وضع البنات فى الفصول كان طبيعياً، خاصة فى كل مدارسنا، ثم حدث تحول تدريجى مع العائدين والعاملين فى الدول العربية الخليجية، وبدأ الترويج للحجاب وغطاء الشعر وبدأت سلسلة من ظهور دعاة يركزون على المرأة المصرية التى كانت لها قيادة فكرياً وسياسياً واجتماعياً فى المنطقة العربية منذ بداية القرن الماضى.وللحديث بقية.