رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالفيديو والصور:

قناة الجزيرة تتحول إلى "موزة كوميدي".."فين سبحتك يا حاج بيومي"

قناة الجزيرة
قناة الجزيرة

إرتباك واضح في السياسة الإعلامية لقناة "الجزيرة مباشر مصر" منذ مبادرة "لم الشمل" التي أعلن عنها العاهل السعودي الملك "عبد الله بن عبد العزيز" إلى ضرورة فتح صفحة جديدة في العلاقات المصرية القطرية.

المتابع لقناة الجزيرة، بعد تدشين تلك المبادرة يجد سياستها تتأرجح بين التأييد والهجوم والتحريض والاعتراف، ليس لها موقف ثابت أو محدد، فهي تحاول أن تصطنع دور المحايد وتدعيه دون فائدة.
كانت بداية المفاجآت التي فجرتها القناة القطرية ولم يصدقها البعض، هو ذلك الاعتراف الذي أعلنه الإعلامي "سالم المحروقي"، حين قاطع متصل مؤيد للمعزول محمد مرسى ومعترض على الأوضاع الحالية ونظام الحكم في مصر ورفض فكرة المصالحة.

فيرد عليه المحروقي مخالفًا لسياسية الجزيرة المتبعة على الدوام: "فيه واقع دلوقتي إنه تم انتخاب رئيس وإقرار دستور وعلى أول السنة الجديدة هيبقى فيه انتخابات برلمانية".

لم تكتف قناة الجزيرة القطرية بالاعتراف بشرعية السيسي، لتتراجع أيضًا في أيامها الأولى بعد المبادرة عن الوصف المزعوم بأنه رئيس الانقلاب، وأطلقوا عليه اللفظ المعتاد الرئيس المنتخب.

كما حولت الجزيرة مباشر مصر شريطها الإخباري إلى مكان لتلقي السيسي التهاني بعيد ميلاده الماضي، ونشرت تهاني من المواطنين المصريين لرئيسهم.

لتمر أيام قليلة ويبدأ التناقض في السياسية الإعلامية لما بدأته القناة في الأيام الأولى، حيث تعمدت على وصف الثور بأنها "انقلاب عسكري"، وعادت لتصف الرئيس السيسي أنه "قائد الانقلاب"، كما دشنت تقارير تحريضية عديدة مليئة بالأكاذيب والعمل على تشويه الصورة المصرية.

"الإعلاميين.. ثورة دي ولا انقلاب":
برغم التعهد الذي أخذته قطر بعدم هجوم قناة الجزيرة على مصر مرة أخرى بعد المبادرة، إلا أن مذيعي القناة القطرية واصلوا استخدامهم للمصطلحات التحريضية كـ"الانقلاب العسكري"، و"التظاهرات المطالبة بعودة الشرعية" خلال البرامج والنشرات الإخبارية، ووصف ثورة يونيو بـ"الانقلاب".

كما سار الضيوف على نهج الإعلاميين المحرض فوصفوا السيسي بأنه "الفائز بأول انتخابات بعد الانقلاب"، ولم يقر أحدهم بأنه أول رئيس لمصر بعد ثورة 30 يونيو.

"سارة رأفت" إعلامية قناة الجزيرة تربعت على عرش واصفي الثورة بالانقلاب، حيث تعمدت في جميع نشراتها الإخبارية، وصف ثورة 30 يونيو "بالانقلاب" وترديدها مرات عديدة في كل حديث لها.

ولم تكتف بذلك بل شنت حملة اتهامات كبيرة على قوات الأمن بالجامعات وخارجها، فزعمت أن الأمن يواجه المتظاهرين بالعنف خلال تظاهراتهم أيام الجمعة وداخل الجامعات، ووصفت ذلك بأنه انتهاك ضد حرية المتظاهرين رافضي الانقلاب، وزعمت أن هناك حملة "اعتقالات عشوائية" يقوم بها الأمن لتلك العناصر الإرهابية.

وقالت في إحدى مرات ظهورها، أن هناك معتقلين سياسيين، الأمر الذي نفاه من قبل المتحدث باسم وزارة الداخلية بعدم وجود أي معتقلين داخل السجون المصرية.

جاء من بعدها الإعلامي "محمد ماهر"، ليسجل هجومه وتحريضه على مصر، فخلال تقديمه لنشرته الإخبارية تعمد وصف ما حدث في ثورة 30 يونيه الشعبية بأنها انقلاب عسكري.

واتفق الاثنان أيضًا على تغطية خارجية لما أسموه "مظاهرات رافضة للانقلاب العسكري في بعض الدول الأوروبية".

"توفيق شتا" شارك بدوره في ماراثون التحريض والادعاء، حيث أصر على زعم أن ما حدث في مصر إبان ثورة 30 يونيو "انقلاب"، وليست ثورة شعبية، وأذاع تقريرا يزعم أن قوات الجيش أحرقت ممتلكات كثيرة لأهالي بشمال سيناء، ولم تعطهم تعويضات مادية، ولم يبرر سبب ذلك الادعاء بأن يقوم الجيش بحرق ممتلكات أهالي سيناء.

كان "سالم المحروقي" هو الإعلامي الوحيد الرحيم بعض الشيء على تلك الحملات الهجومية على مصر، فكانت له سابقة اعتراف بوجود الرئيس السيسي، وعلق على إحدى المتصلات المؤيدة للمعزول محمد مرسي، بقوله: "هناك من خرجوا في 30 يونيو وكان مطلبهم إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وعزل مرسي، ومن خرج للصناديق وانتخب الرئيس عبدالفتاح السيسي، سيطالب بحقه مثلما تطالبين بحقك".

"الضيوف.. الطيور على أشكالها تقع"
كانت محاضرة الدكتور محمد البرادعي المتواجد خارج البلاد منذ ثورة يونيو، هي سيدة الموقف على شاشات الجزيرة، حيث بثت محاضرته حول الحرب والسلام بمنتدى جون كيندي، وأعادتها طوال اليوم أكثر من مرة على التوالي.

وبات واضحًا تغيير موقفها ناحية البراداعي حيث كانت تعتبره مشارك في الانقلاب، حتى يوم ظهوره في ذلك المؤتمر قبيل يوم 28 نوفمبر القادم، ولم تنس موقفه من فض اعتصام رابعة المشئوم واستقالته حيث آثر الصمت من بعدها.

وجاء طارق الزمر، القيادي لجماعة الإخوان، كأحد أبرز الضيوف على القناة، مؤكدًا أن القبض على محمد علي بشر القيادي الإخواني يعد انتهاكا صريحا وهو من أفعال الثورة المضادة، ووصف النظام بأنه قامع للحريات.

وقال عن بشر إنه أحد أقطاب الحراك الشعبي السلمي، وأحد الأركان الثورية التي لا يجوز القبض عليها.
وفي تتابع لضيوف القناة القطرية الذين يقعون على شاكلتها، جاء أيمن نور، ضيف على القناة عن طريق الأقمار الصناعية، فهو متواجد ببيروت منذ الثورة، لينتقد بدوره القبض على بشر الإخواني، وأن هناك قمع للحريات بمصر وصل لحد الانتكاسة.

وسار على نفس النغمة القديمة أن ما حدث بمصر ما هو إلا "انقلاب عسكري"، زاعمًا أن السلطة الحالية موقفها أصبح واهيا.

"عبد الفتاح فايد" مدير مكتب الجزيرة بالقاهرة، المعروفة انتماءاته جاء برنامجه لا يختلف كثيرًا فوصف الثورة بالانقلاب، وزعم وجود معتقلين سياسيين داخل السجون، إضافة إلى مهاجمته للأمن المصري.

"يوم 28 نوفمبر.. سلفيين وإخوان وجزيرة"
لم يختف دور القناة القطرية في الدعوة للحشد والنزول يوم 28 نوفمبر تحت زعم "انتفاضة الشاب المسلم"، التي أطلقتها جبهة الوطن، عن طريق رسائل دعت للنزول وشعارات رنانة، كانت من ضمنها كلمات: "لو حريص على دينك ولو 1% انزل يوم 28 نوفمبر ضد الحكم العلماني" و"نصرة الإسلام أهم من الحياة.. انزل يوم 28".

وشريطها الإخباري كان له دور فعال حيث حرضت القناة من خلاله على النزول، زاعمة أن سياسيين وكيانات ثورية دعوا شركاء ثورة يناير إلى الوحدة والاصطفاف مجددًا لاستعادة الثورة، دون ذكر أسماء أي من السياسيين.

"المصطلحات كما يجب أن تكون"
غيرت الجزيرة من ألفاظها بعض الشيء وبعض المصطلحات التي تستخدمها، فأطلقت على القوات المسلحة المصرية "قوات الجيش"، بعد ما كانت تصفها بـ"قوات الانقلاب".

لكنها لم تنس مسيرات أنصار المعزول داخل الجامعات وخارجها، وكان أخطر ما أذاعته الجزيرة، فيديو من أنتاجها خرج تحت عنوان "الصندوق الأسود.. سيناء الحديقة الخلفية"، يزعم بشكل تحريضي على وجود عناصر من المخابرات الإسرائيلية في مصر.

"الجزيرة تتحول إلى موزة كوميدي"
كانت سخرية النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر واضحة، حيث دشنوا هاشتاج بعنوان "تغيير_اسم_قناة_الجزيرة" حيث اقترح كل منهم اسم لقناة الجزيرة القطرية.

وجاء الاتفاق الأخير على تسميتها بـ"موزة كوميدي" تعبيرًا على تغيير السياسة الإعلامية لها، ودشنوا صفحات تحمل ذلك الاسم الساخر، فيما اقترح مغرد أن يكون اسمها "فين سبحتك يا حاج بيومي" في إشارة إلى الجملة الشهيرة التي قالها الفنان فريد شوقي للفنان زكي رستم في فيلم "رصيف نمرة 5 ".