رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإفتاء: جهود حثيثة لتفكيك الأفكار المتطرفة والرد عليها بشكل علمي

دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية

أكد الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، أن دار الإفتاء المصرية تقوم بجهود حثيثة لتفكيك الأفكار المتطرفة والرد عليها بشكل علمي لتحصين الشباب من الوقوع في براثن هذا الفكر المنحرف.

وأضاف - في محاضرة ألقاها اليوم، الأحد، على الطلبة الأجانب بالجامعة الأمريكية - "أننا نشهد ظاهرة في جميع الأديان بما فيه الدين الإسلامي، وهي تصدي غير المتخصصين ممن ليس لهم نصيب وافر من التعليم الديني الصحيح، وتنصيب أنفسهم مرجعيات دينية، بالرغم من أنهم يفتقرون إلى المقومات التي تؤهلهم للحديث في الشريعة والأخلاق، مما أدى إلى فتح الباب على مصراعيه أمام التفسيرات المتطرفة للإسلام التي لا أصل لها"، مشيرًا إلى أن هؤلاء المتطرفين هم نتاج بيئات مفعمة بالمشكلات، واعتمدوا على تفسيرات مشوهة ومنحرفة.

وأكد مستشار المفتي أن هدف التطرف الديني هو تحقيق مآرب سياسية محضة لا أصل لها؛ وأن المتطرفين يسعون لإشاعة الفوضى.

وأضاف الدكتور نجم "أن دورنا كعلماء الأزهر هو كشف زيف هؤلاء المدعين، وتفكيك الآراء الشاذة والمتطرفة والرد عليها بشكل علمي منهجي".

وأوضح أن الرابطة بين الشعب المصري والأزهر الشريف ودار الإفتاء قوية، فهي رابطة مبنية على الإقرار للأزهر ودار الإفتاء بمكانتها العلمية والدعوية والإفتائية، واستعدادهما تاريخيًّا للدفاع عن الدين والوطن.

وأشار إلى أن المؤسسة الدينية في مصر ستشهد تطورًا إيجابيًّا كبيرًا في المرحلة القادمة، مؤكدًا أن الأزهر الشريف هو المرجعية الرئيسية والوحيدة للشأن الإسلامي في مصر.

وأوضح نجم أن دار الإفتاء المصرية أصبحت أكثر قربًا من هموم المواطن المصري، لافتا إلى أن الدار منذ إنشائها تهتم بإصدار الأحكام والفتاوى الشرعية بمنهجية علمية منضبطة تراعي الواقع والمصالح والمآلات والمقاصد الشرعية.

وعن السياسة التي تتبعها دار الإفتاء المصرية ، أكد الدكتور نجم أن الدار مؤسسة مستقلة بالرأي الشرعي منذ إنشائها عام 1895م ولم تحابِ أحدًا، سواء أكان نظامًا حاكمًا أو غيره، وهذا يرجع لعراقة ورسوخ هذه المؤسسة التي تولى الإفتاء فيها عبر تاريخها خيرة علماء الأمة، ولقد رسمت هذه المؤسسة لنفسها طريقًا واضحًا محددًا فيما يتعلق بمصادرها وطرق البحث وشروطه.

واستطرد قائلاً "الدار صاحبة عقلية علمية عبر هذه الفترة وما قبلها، ولها جذور في التاريخ ولها خبرة إدراك الواقع، لذا فهي لا يمكن أن تهتز لاتباعها منهجًا وسطيًّا، ولأنها مؤسسة لديها قدرة على إدراك مصالح الناس في مقاصد الشرع وأكبر دليل على قيام الدار بواجبها أنها أصدرت في العامين الماضيين ما يقرب من مليون فتوى".

واستعرض مستشار دار الإفتاء مراحل تطور المنظومة والخدمات المقدمة للمسلمين في جميع أنحاء العالم والأقسام الفقهية المتعددة التي يتم استحداثها لتلبية وتوضيح الرأي الشرعي الصحيح القائم على الاعتدال والوسطية، بالإضافة إلى الاتفاقات الدينية الموقعة ما بين الدار وعدد من الهيئات الدولية المختلفة، وسعيها الدائم على المشاركة في كل المحافل الدولية، لإظهار الصورة الحقيقية المضيئة للإسلام والمسلمين.