رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

135 كيانا مسلحا ينتمون لستة أديان وينتمون لـ43 دولة. سبع قوائم للإرهاب الأسود.. لوثت الثوب الأبيض للعلاقة بين الهلال والصليب.

"الدستور" تنفرد بنشر خريطة التنظيمات الإرهابية في العالم

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

كتب- محمد عبد السلام:

"الارهاب لا دين له ولا وطن له"

دائما ما نردد تلك المقوله دون أن نعلم عن مصدرها اي شيء، فعقب آي تفجير إرهابي تقوم به تنظيمات الجماعات المسلحة، كالقاعدة أو المليشيات الجهادية في العالم الإسلامي ينبري البعض لوصف ما يحدث بانه بعيد كل البعد عن الاديان واخلاق وسماحة الأديان.

ورغم إننا كمسلمين ونعيش علي ارض عربية نعاني من الظاهرة الإرهابية الأكثر خطورة وانتشارا وامتدادا عالميا ممثلة في ظاهرة الإرهاب "الجهادي"، أي الذي ينفذ ويبرر باسم الإسلام، نرفض ربط العمليات الارهابية باسم الدين، رغم ان تلك الجماعات المتطرفة تستخدم العديد من الايات القرآنية في غير موضعها لتثبت صحيح ما تفعلة.

السؤال هنا.. هل ينفرد الدين الإسلامي دون غيرة من الاديان بوجود تلك الجماعات الارهابية المتطرفة، ام ان اغلب الاديان سيطر عليها اليوم عقول متحجرة متطرفة تريد ان تحقق هدف سياسي بغطاء ديني يضحك به علي البسطاء والشعوب التي تعاني أمية وفقرا، والحقيقة انه رغم تركيز المجتمع الدولي علي ارهاب الجماعات الاسلامية، نجد ان كل الاديان السماوية تعاني من وجود جماعات مسلحة متطرفة تتخذ من الدين غطاء لتحقيق هدف سياسي.

سبع قوائم

ومن يتابع قوائم الإرهاب العالمية التي تصدرها القوي الرئيسية التي تعتمد مفهوم الإرهاب وفق هواها السياسي، سيجد ان هناك سبع قوائم دولية تتبع خارجية سبع دول، وهي علي الترتيب "الولايات المتحدة الامريكية- انجلترا- الاتحاد الاوروبي- كندا- روسيا- استراليا- الهند"، تضم 135 جماعة وتنظيم وعصابة مسلحة في جميع قارات العالم، بها ما يقرب من 1.8 مليون عضو رسمي، بينهم 650 الف إخواني اي حول العالم اي 36% من حجم أعضاء التنظيمات الارهابية في العالم.

الغريبة ان قوائم الارهاب السبع أكدت علي ان الدول الحاضنة او التي يوجد بها تنظيمات ارهابية يصل عددها الي 43 دولة، تنتشر في القارات الخمس، تاتي علي رأسها القارة الاسيوية برصيد 18 دولة والتي كشفت القوائم عن وجود 75 جماعة ارهابية بنسبة 55.5%، يليها القارة الاوروبية برصيد 8 دول تضم 30 جماعة مسلحة وتنظيم ارهابي بنسبة 22.2%، ثم القارة الافريقية برصيد 8 دول تضم 14 تنظيم وجماعة ارهابية بنسبة 10.3%، والقارتين الامريكيتين الشمالية والجنوبية بنفس الرصيد دولتين وتضم نفس العدد من الجماعات الارهابية برصيد 4 جماعات مسلحة بنسبة 2.9%، واخيرا تنظيمات عالمية ليس لها وطن وتنتشر في 5 دول وتضم 8 تنظيمات بنسبة 6.2%.

دول الارهاب

أما عن الدول الـ 43 التي كشفت عنهم قوائم الارهاب السبع، فجاءت الهند علي رأس تلك الدول برصيد 22 تنظيم وجماعة مسلحة، تلتها ايرلندا برصيد 12 تنظيم مسلح، ثم الباكستان برصيد 11 جماعة، وفلسطين بنفس الرصيد 11 جماعة مسلحة، وافغانستان 6 جماعات ارهابية، وتركيا 5 جماعات و4 جماعات ارهابية لكل من مصر ولبنان، و3 جماعات وتنظيم مسلح لكل من الفلبين والصومال وروسيا وكولومبيا واليونان وأمريكا، بالاضافة للعالم العربي الذي يضم 3 تنظيمات ليس لها وطن أو جنسية محددة، وجماعتين ارهابيتين لكل من سوريا والعراق والجزائر واوزباكستان وايران والكويت، بالاضافة الي جنوب شرق اسيا التي تضم جماعتين ارهابيتين غير محددة الجنسية.

كما أظهرت القوائم السبع للارهاب 10 كيانات تضم حدودها جماعة ارهابية واحدة، وهي علي الترتيب، جنوب افريقيا والمملكة العربية السعودية واليابان وإسبانيا واليمن وإسرائيل الذي يحتل المركز 31 علي العالم ارتكابا للارهاب، وسريلانكا وليبيا والصين والمغرب وانجلترا وبيرو والمانيا وكندا واوغندة ونيجيريا وبنجلاديش، بالاضافة الي العالم الاسلامي الذي يضم تنظيما ارهابيا ليس له جنسية محدد جنسيتة ممثلا في تنظيم جماعة ساعية لاعادة الخلافة الاسلامية، ووسط القوقاز الذي يضم تنظيم هدفة اعادة دولة القوقاز الذي قضي علية الجنس السلافي اثناء انشاء امبراطورية الاتحاد السوفيتي، والمغرب العربي الذي يضم تنظيما يهدف الي اعادة دولة الامازيغ من جديد.

قوميات الإرهاب

الغريب ان قوائم الجماعات الارهابية كشفت عن وجود 14 قومية تتسم افعالها وسولكياتها بالارهاب وممارسة العنف، كان أكثر تلك القوميات ارهابا هو الجنس التتري او الماغولي والذي يضم 39 تنظيما وجماعة ارهابية عدوانية بنسبة 28.3%، تنتمي اغلبها للجنس الهندي والبنغالي والسيلاني، وجاء في المركز الثاني الجنس العربي برصيد 38 جماعة ارهابية بنسبة 27.5%، ثم في المركز الثالث الجنس السكسوني برصيد 17 جماعة مسلحة بنسبة 12.3%، والجنس القوطي برصيد 9 جماعات بنسبة 6.5%، وسته جماعات لكل من الجنس السلافي والافغاني بنسبة 4.3%، والجنس التركي برصيد 5 جماعات ارهابية بنسبة 3.6%، و4 جماعات مسلحة لكل من الجنس الاصفر واللاتيني بنسبة 2.9%، و3 جماعات لكل من الجنس الافريقي والقوقازي بنسبة 2.2%، والجنس الفارسي برصيد جماعتين ارهابيتين بنسبة 1.4%، وأخيرا الجنس اليهودي تم تسجيل جماعة واحدة بنسبة 0.7%.

الدين والارهاب

وعند الحديث عن ارتباط الدين بالافكار المتشددة والمتطرفة التي لها علاقة بالاديان كشفت القوائم السبعه عن ارتباط الاديان السماوية بحوالي 85.1% بالجماعات المتطرفة والمليشيات المسلحة بواقع 115 تنظيم، في حين حصلت الديانات غير السماوية علي 14.9% من التنظيمات الارهابية بواقع 20 منظمة ومليشية مسلحة ضد الانسانية، يكونون سته اديان وان كان اغلب الجماعات والمليشيات الارهابية لا ينتمي للدين بشكل فقهي.

وقد إحتلت الديانة الاسلامية المركز الاول بانتماء 77 جماعة وتنظيم ارهابي متطرف بنسبة 57% من التنظيمات، في حين جاء الدين المسيحي في المركز الثاني 27.4% برصيد 37 تنظيم ومليشيات مسلحة، وفي المركز الثالث جاءت الديانة الهندوسية بنسبة 8.9% من التنظيمات برصيد 12 منظمة ارهابية، ثم الديانة البوذية بنسبة 4.4% برصيد 6 تنظيمات، والديانة السيخية بنسبة 1.6% برصيد تنظيمين ارهابيين، واخيرا الديانة اليهودية بنسبة 0.7% بمنظمة واحدة.

إختلاف قوائم

الغريب ان القوائم السبع للشئون الخارجية للدول العظمي اظهرت عدد ضخم من التضارب والاختلافات، مما يؤكد علي ان الاعتراف بالتنظيمات والمليشيات والجماعات الارهابية ياتي دائما حسب الاهواء، خاصة وان كل القوائم لم تتفق علي تنظيم ارهابي واحد الا مرتين فقط، وهم تنظيم القاعدة في افغانستان، وعسكر طيبة الباكستاني.

أما عن القوائم نفسها فنجد ان القائمة البريطانية جاءت في المركز الاول باعترافها بـ58 تنظيم ارهابي بنسبة 43%، في حين جاءت القائمة الامريكية بالاعتراف بـ51 تنظيم ارهابي بنسبة 36.3%، ثم قائمة الاتحاد الاوروبي برصيد 49 جماعة ارهابية بنسبة 36.3%، ثم القائمة الكندية برصيد 37 تنظيم مسلح بنسبة 27.4%، ثم القائمة الهندية برصيد 31 جماعة ارهابية بنسبة 23%، ثم القائمة الروسية برصيد 19 تنظيم ارهابي بنسبة 14.1%، واخيرا في المركز السابع القائمة الاسترالية باعترافها بـ18 تنظيم وجماعة مسلحة متطرفة بنسبة 13.3% من القوائم.

إخوان وإخوان

الكارثة الحقيقية ان تلك القوائم لم تحدد اي تعريف للارهاب، فرغم الاهتمام الدولي والعالمي بتلك الظاهرة، إلا ان قوائم الارهاب الدولي أظهرت حالة من الغموض بين كافة الباحثين الدوليين العاملين في مجال الارهاب أو المهتمين في العمل الدولي في المعايير المحددة التي تحدد التنظيم الارهابي، موضحين ان الخطورة الحقيقية في وجود 100 تعريف للارهاب يمكن ان تستغلها الدول الكبري للضغط علي العالم.

والاكثر من ذلك ان الدول العظمي التي تمتلك قوائم للارهاب استغلت هذا القصور الواضع في تعريف الارهاب في محاربة التنظيمات التي تناوئها فقط، وابرز مثال علي ذلك القائمة الهندية التي اعترفت بـ31 تنظيم وجماعة مسلحة بانها جماعة ارهابية بينهم 26 جماعة لها علاقة بالهند وتطالب بالانفصال عنها، باقاليهم اهمها كشمير وجامو بخمس تنظيمات واتحاد مانيبور وأسوم بتسع تنظيمات هندوسية، بالاضافة لتنظيمين لكل من البوذيين السيخ والتنظيات الاسلامية الاربعة في الباكستان وافغانستان.

اللافت للنظر انه المتابعة الدقيقة للقائمة الاسترالية كشفت عن انها لم تضم سوي التنظيمات والجماعات الاسلامية فقط، فالـ18 تنظيم التي جاءت في القائمة تنتمي للدين الاسلامي، وهي القاعدة وابو سياف والجهاد بالمغرب الاسلامي وانصار الاسلام الكردي والجماعة الجهادية بالجزائر وعصبة الانصار والجهاد المصري وجيش عدن وحركات اوزباكستان الاسلامية وجيش محمد وجماعة الانصار وحركات اسلاميو شرق اسيا وحزب العمال التركي وعسكر طيبة الباكستانية وعسكر جنجوي الباكستاني والجهاد الفلسطيني.

اما القائمة الامريكية فرغم انها تعترف بـ51 تنظيم ارهابي بينهم 34 جماعة اسلامية مسلحة اي بنسبة 67% من قائمتها و44% من القوائم السبعة، الا انها تصر علي رفض ضم جماعة الاخوان المسلمين في مصر لقائمتها رغم انها قامت بضم جماعة "بنك التقوي" الذي تاسس من قبل قياديين بجماعة الإخوان المسلمين وعلي راسهم القيادي المصري الايطالي يوسف ندا بجزيرة ناسو إحدي جزر البهاما، وبمجرد إشتعال أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 وقبل اجراء اي تحقيق أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش تجميد أموالها بتهمة تمويل الارهاب في امريكيا، بل ووجهت إتهامات للبنك بوجود صلات بعدة منظمات وشخصيات ارهابية دولية مثل أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة.

القائمة البريطانية ارتكبت نفس الفعل الامريكي بتجاهلها ضم التنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين، رغم اعترافها بـ37 جماعة مسلحة اسلامية من بين 57 جماعة حول العالم بنسبة 65%، بينهم جماعة بنك التقوي الاخواني كنوع من الجميل للادارة الامريكية، حتي تعترف بـ14 تنظيم مسلح ايرلندي يؤرقون الدولة الانجليزية.

الاتحاد الاوروبي سار علي نهج القائمتين الامريكية والبريطانية وقام بالاعتراف بجماعة "بنك التقوي" الاخواني ولم يوافق علي الاعتراف بالتنظيم الدولي للاخوان المسلمين رغم اعترافها بالمساهمة في بناء تنظيم القاعدة الافغاني، فالقائمة الاوروبية ضمت 18 جماعة ارهابية مسلحة تنتمي للاسلاميين، كما انها تضم 25 تنظيم ارهابي ينتمي للجماعات المتطرفة المسيحية، بالاضافة الي تنظيمين لكل من البوذيين والسيخ، واخيرا تنظيم لليهوديين.

كانت القائمة الروسية هي القائمة الوحيدة التي لم تعترف بجماعة "بنك التقوي" الاخواني بجزيرة الباهاما الأمريكية، ورغم ذلك اعترفت بالجماعة الأم في مصر، حيث اعلنت الخارجية الروسية في 28 يوليو 2006 بجماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية وفق المعايير التي تطبقها، ورغم ان القائمة الروسية قصيرة لا تتعدي 19 منظمة ارهابية الا ان اللافت للنظر ان جميع تلك المنظمات تنتمي للجماعات الاسلامية في 11 دولة مختلفة، اغلبها الدول المحيطة بحدودها، وعلي الاخص في الشيشان وافغانستان والباكستان ودول القوقاز في اوزباكستان.

الحرب علي الارهاب

أغلب القوائم لم تعلن عن اي جهود للحرب علي الارهاب او حتي مكافحتة، بعكس قائمة الاتحاد الاوروبي التي ارفقت تقريرها السنوي عن الاستراتيجية التي تتبناها للحرب علي الارهاب، فاكدت علي ان الجماعات الارهابية نجحت في ضرب العمق الاوروبي خلال العام 294 مرة، كان للجماعات الاسلامية فيها عملية واحدة فقط في ايطاليا، بينما استطاع الانفصاليون الاوروبيون ان يهددوا المجتمع الاوروبي في 237 عملية ارهابية اي ما يعادل 80.6% من مجمل العمليات الارهابية، في فرنسا 89 مرة، وفي اسبانيا 148 مرة، في حين نجح اليساريون في 40 عملية ارهابية، في اسبانيا 23 مرة وفي اليونان 15 مرة وفي ايطاليا مرتين، وكان لليمين المتطرف اربع عمليات ارهابية في المجر، والعمليات الفردية مرتين في النمسا وفرنسا، في حين تقاسمت العمليات المجهولة 10 مرات بين النمسا وفرنسا ايضا.

الغريبة ان من تم القاء القبض عليهم من الارهابيين في اوروبا وصل عددهم خلال عام واحد فقط 587 ارهابي، كان للمنتمين للاسلام السياسي حظا في 110 ارهابيا اي 18.7%، وتم القاء القبض عنهم في فرنسا 37 ارهابي واسبانيا 40 وايطاليا 20 وواربع ارهابيين في كل من المانيا وبلجيكا، وارهابيين في كل من النمسا وهولندا، بالاضافة لارهابي واحد في ليتوانيا.

أما الجماعات الانفصالية فكانت اكثر الجهات التي نجحت أجهزة الأمن الاوروبية في اصطياد ارهابييها بواقع 413 إرهابي اي ما يعادل 70.4%، بواقع 255 ارهابي في فرنسا، و127 ارهابي في اسبانيا، واخيرا 31 ارهابي في ايرلندا الشمالية، اما الجماعات اليسارية فكان نصيبها 29 ارهابي بواقع 11 ارهابي في فرنسا و9 ارهابيين في ايطاليا و5 ارهابيين في اليونان، وارهابيين في اسبانيا، واخيرا ارهابي في كل من بلغاريا والمانيا.

اليمين المتشدد كان له نصيب هو الاخر في عدد الارهابيين المقبوض عليهم، حيث تم الايقاع بـ22 ارهابي، بينهم 16 ارهابي في المجر بالاضافة لـ6 ارهابيين في فرنسا، بينما كان نصيب الارهابيين الذين تم اصطيادهم في عمليات فردية ارهابيين اثنين في فرنسا وسلوفينيا، علي عكس العمليات الارهابية مجهولة المصدر والهدف والهوية والتي قدمت 11 ارهابي بواقع 6 ارهابيين في النمسا و5 ارهابيين في فرنسا.

مكافحة الارهاب الدولي

"الشعب المصري يعيش 11 سبتمبر جديدة.. واجهزة استخباراتية أمريكية وبريطانية تسعي لخلق وطن قومي للارهاب في مصر وسوريا"

بتلك العبارات الخطيرة بدأ الدبلوماسي الروسي رئيس لجنة مكافحة الارهاب الدولي بمجلس "الدوما"، موضحا ان الهدف من ذلك اعادة تقسيم خريطة مصر والشرق الاوسط، من خلال "بلقنة" اراضية بتجميع الجماعات المسلحة المتطرفة في وطن قومي للارهاب في مصر وسوريا، مشيرا الي ان هذا المخطط تم إجهاضة في 30 يونيو بخروج ملايين الشعب المصري، لذلك سيعاني الشعب من ويلات غضب كيانات تري مخططها يفشل بيد المصريين.

واوضح ماتوزوف ان الولايات المتحدة الامريكية تدعم جماعة "الإخوان المسلمين" وهي تعلم جيدا أنها جزء أصيل من تنظيم القاعدة، خاصة وان المخابرات البريطانية والأمريكية تاريخيا لديهم علاقات جيدة وخاصة معهم،وان هذه العلاقات ظهرت بوضوع في برقيات ويكليليكس للسفراء الأمريكيين في دمشق والقاهرة، مبينا ان تلك العلاقات تم بناءها من أجل إدخال الدول العربية الكبيري كسوريا ومصر في حروب اهلية مدميرة، لتحقيق امن اسرائيل، خاصة وان بعض الدول انقسمت او في طريقها للانفصال كالسودان وليبيا والعراق، مما يؤكد ان الشرق الاوسط يواجه خرائط دامية، وهذا ما أكدتة رسائل رالف بيتر الضابط والاستراتيجي بالجيش الامريكي.

وقال ماتوزوف ان روسيا رفضت كل الضغوط التي تمارسها الادارة الامريكية والبريطانية وادارة الاتحاد الاوروبي وقامت بادراج جماعة الاخوان المسلمين كجماعة ارهابية منذ يوليو 2006 اي منذ حوالي 8 سنوات باعتبارها الجماعة الام التي انبسقت عنها الجماعات التي ادرجتها نفس الادارات في قائمة الارهاب وعلي راسها بنك التقوي بجزر البهاما الذي اسسة يوسف ندا القيادي بالجماعة.

واشار الي ان جماعة الاخوان تنطبع عليها المعايير التي تجعلها جماعة ارهابية، خاصة وانها تستخدم أداة غير شرعية لتحقيق أهدافها السياسية باعتبارة نموذجا كلاسيكيا "قديما"، مبينا ان الاتصالات بين الجماعة والادارة البريطانية بدأت مع بناء الحركة في عهد حسن البنا، كما بدأت تستعيد رونقها من جديد مع الادارة الامريكية بدعم القاعدة ضد الاتحاد السوفيتي وخلق شخصية بن لادن، مبينا ان هذا الدعم تؤكده التحريض علي قتل جنود الجيش المصري في سيناء، ليقف حجرا عثرا ضد مكافحة الارهاب في المنطقة، مضيفا ان القائمة الروسية عادت وجددت عضوية الاخوان المسلمين لقائمة الارهاب في يونيو 2012 تحت النقطة الخامسة.

وعن ازدواجية المعايير التي تطبقها القوائم قال ماتزوف ان الغرب للاسف الشديد يكيل بالمكيالين تجاه قضية الارهاب، فاغلب القوائم ادرجت حركة حماس في غزة وحزب الله في لبنان كتنظيمات مسلحة ارهابية تحت ضغت من إسرائيل، ولكنها في نفس الوقت لم تدرج التنظيمات الام في الدول العربية الكبير كمصر وسوريا بهدف تفتيت الجيشين المصري والسوري، مشيرا في الوقت نفسه الي ان حركة حماس تم إنشائها بمساعدة من الهياكل الأمريكية، والذخائر العسكرية التي تتسلمها من مخلفات الجيش الإسرائيلي بعد انسحابه من غزة، قائلا:" والغريب أن منظمة التحرير الفلسطينية وياسر عرفات لم يتلقوا شيئا من ذلك.. وهذه القصة سمعتها من ياسر عرفات بشكل شخصي.

أما عن الارهاب الديني فاكد علي ان الدين برئ من الحركات المتطرفة والمتشددة، وان الإسلام السياسي لا يمكن أن يكون له الحق في تعريف نفسه بالإسلام كدين، لانه يتخذ الاسلام كغطاء لأهداف سياسية بشعارات دينية، مبينا ان ما يحدث في الجماعات الاسلامية ينطبق علي الجماعات المسيحية التي اتخذت غطاء سياسي بخطاب ديني، وابرز مثال علي ذلك الحرب الاهلية اللبنانية، فبعض المسيحيين المتطرفين فجروا حافلة للاجئين فلسطينيين، وادت الي تقسيم "لبنان" إلى قطاعات مسيحية ومسلمة عشرين عاما، وكانت تكلفة الحرب الأهلية مئات الآلاف من اللبنانيين.

تاريخ الارهاب

"التطرف والعنف سلوك بشري.. وليس جديدا علي الانسان.. فمنذ ان قتل قابيل أخية هابيل ساد الإرهاب الارض"

تلك كانت العبارات المحددة التي اتفق عليها خبراء التاريخ والمؤرخين حول تاريخ الارهاب في العالم، فوفقا للدكتورة زبيدة محمد عطا استاذ التاريخ بجامعة حلوان ومقررة السابقة بلجنة التاريخ بلجنة الدستور المشكلة من المجلس الأعلى للثقافة، يعود تاريخ الإرهاب الي ما لا يقل عن 20 قرنا من الزمان، مشيرة الي ان الارهاب صنيعة يهودية بدأت بجماعة "أنصار الله" الصهيونية عام 66 ميلادية، وهي جماعات قتالية تم تشكيلها لمحاربة الجنود الرومانيين، واستطاعت ان تدمر المملكة الرومانية.

وأوضحت زبيدة عطا ان العالم الاسلامي عرف أول جماعة اسلامية متطرفة مع مطلع القرن الثاني عشر وتحديدا عام 1090 ميلادية بجماعة الجشاشين التي تنتمي الي طائفة شيعية تنتمي للنزرية الاسماعيلية، مبينة ان جماعة الحشاشين عرف عنهم نشرهم للإرهاب باستخدام القتل، بما فيه قتلهم للنساء و الأطفال، مبينة في الوقت نفسه تلك الجماعة استخدمت الدين في غسل عقول الشباب، فكانت توهمهم بمكاسب سيحصلون عليها اذا نفذوا العمليات الجهادية بدخول الجنة والفوز بـ72 حورية في الجنة، والحصول على كميات كبيرة من الحشيش تكفيهم طوال فترة إقامتهم على الأرض.

وقالت زبيدة عطا إن ممارسة الإرهاب في الشرق الأوسط ليس بالجديد، سواء مع اليهود أو المسلمين، فقد استخدمته الجماعة اليهودية لمقاومة الرومان، وأستخدمه المسلمون لمقاومة بعضهم البعض، بين الشيعة والسنة ومقاومة الصليبيين، مبينة ان إرهاب انصار الجماعات الدينية دائما ما كان وسيلة لقتل أعداء الدين، بالعمليات الاستشهادية عن طريق الانتحار والموت في سبيل الله، وقتل أعداء الله، خاصة وانها فكرة يعود تاريخها إلى أكثر من ألف سنة.

وأشارات الي ان الحركة الحديثة للارهاب بدأت مع أحداث الثورة الفرنسية في الفترة من 1793 حتي عام 1794، وتم تاسيس الإرهاب الحديث كوسيلة لتحقيق سياسية ثم تطور ليصبح وسيلة لتحرير الاوطان والاضطهاد والسياسات العالمية والدولية، مؤكده في الوقت نفسه ان الارهاب الفرنسي بدأ بقيادة "ماكسيميلين روبسبير" والحزب اليعقوبي، الذي آرسي مفهوم الإرهاب كفكرة يمكن ان تحقق أهداف حكومية "مشروعة"، فاستخدم الإرهاب منهجيا لقمع حراك المعارضة ضد الدولة.

دور الازهر

"الإرهاب ليس إلا مسألةً سياسية تتستر بالدين.. وكل من يقتل باسم الدين إرهابي.. وللاسف الشديد البعض يسعي لربط ثور الإرهاب الهائج بهلال الإسلام كما سبق أن ربطه بصليب المسيحية.. والازهر الشريف قلعة الإسلام ومنارتة التي ستحافظ علي الاسلام الوسطي"

بتلك العبارات القوية بدا المستشار عبد الغني الهندي مؤسس الجبهة الشعبية للدفاع عن الازهر حديثة عن العمليات الارهابية التي اجتاحت العالم، رفضا ربط العنف والترهيب والقتل بالاديان باعتبارة ربطا خاطئ، خاصة وان الارهاب علاقة بشرية ليس لها علاقة بتعاليم الله، مشيرا الي ان الاسلام يهتم بالجوهر أكثر من إهتمامة بجنس العرب، ويهتم بالاعمال أكثر من إهتمامة بالاقوال.

واوضح هندي ان انتشار التنظيمات الارهابية والجهادية المسلحة في بلاد المشرق العربي والاسلامي يعود في المقام الاول الي حالة الجهل وانتشار التخلف والفقر والقمع بين جنبات دول العالم الاسلامي الـ57، مبينا انه عندما كانت الامة الاسلامية تعيش ركب الحضارة وتقود العالم لم يكن هناك اي تنظيمات جهادية ارهابية، ولم يكن هناك اي تحزبات او طوائف دنية، مما يؤكد ان الحالة الحضارية موجودة.

وقال هندي ان الحالة الاجتماعية والاقتصادية التي تعيشها دول العالم الاسلامي جعل أمراض التطرف والارهاب تنتشر في بقاع العالم الاسلامي، مؤكدا علي ان هناك من يسعي لان يرتدي العالم الاسلامي "جلباب" الارهاب وتعليقها علي شماعة الأصولية الاسلامية غير البريئة، نتيجة تأخرنا في الحفاظ علي راكب الحضارة، مبينا في الوقت نفسه ان التعاليم الإسلامية تحض علي السلام، وتدعو إلى الرفق والرحمة والعدل والإحسان والعلم وعدم فرض الدين بالقوة ومجادلة المختلف بالتي هي أحسن.

أما عن الازهر الشريف ودورة في التصدي الافكار المتطرفة فقد اوضح هندي ان ما اصاب العالم الاسلامي اصاب الازهر الشريف، مبينا ان الازهر اضحي يفتقد الي البحث العلمي المنهجي، حتي ان نفس القضايا الفقهية التي كات تثار منذ مئات السنين تُثار اليوم رغم التقدم الذي يشهدة العالم، واصبح الحديث داخل المساجد لا يتوقف عن النقاب واذا ما كان فرض أم سنة، ووجوب ارتداء السراويل من عدمها.

واكد هندي علي ان العالم الاسلامي يفتقد يفتقد اليوم الي مشروع حقيقي يوجه الامة التوجية الصحيح، مطالبا الازهر بأهمية توجية النقد الذاتي لنفسها والاعتراف بوجود أخطاء اثرت علي الخطاب الديني، وجعلت من الامة الاسلامية امة متأخرة، مبينا في الوقت نفسه انه من أجل اصلاح المجتمع الاسلامي اصبح هناك حالة ملحة لتطوير اداة التواصل بين فقهاء الدين الاسلامي والشعوب الاسلامية من خلال تطوير المناهج.

واشار الي اهمية اعادة المناهج التي تعبر عن الاخلاق والسلوك بشكل يعبر عن التراث الاسلامي، ومراقبة كل ما يتم اصدارة من منشورات يدعي اصحابها انهم فقهاء وأئمة، وتنتشر في القري والنجوع، مطالبا باهمية اعادة تاهيل وهيكلة الائمة، فإصلاح الخطيب يجب ان يكون قبل اصلاح اهل الخطاب، لانه في النهاية الخطيب مجرد بشر لدية امكانياتة المحدودة للاسف.

محبة المسيح

"أحبوا أعداءكم.. باركو لاعنيكم.. وصلوا لأجل الذين يسئون اليكم ويطردونكم"

بتلك الآية التي وردت في إنجيل متي علي لسان سيدنا عيسي علية السلام بدأ هاني الجزيري مؤسس حركة اقباط من أجل مصر ومدير رئيس مركز المليون لحقوق الإنسان، مشيرا الي ان الدين المسيحي مثل كل الاديان التي أنزلها الله في كل مقوماتها، وتتميز بمنهج "الموعظة علي الجبل"، مثال الحياة التي عاشها نبي الله عيسي، مبينا ان السيد المسيح قال "أحبوا أعداءكم"، وهذا النوع من التسامح يتطلب انسان من نوع خاص يؤمن بان العداء لا يولد الا عداء.

واوضح الجزيري ان كلمة قتال لم ترد علي الاطلاق في الفقة المسيحي علي الاطلاق، كما لا يوجد فيه اي تيارات او جماعات دينية يمكن ان يختلف معها المسيحيون ليصلو الي درجة التطرف والتشدد الديني، مشيرا الي ان سيدنا عيسي قال في موعظتة علي الجبل، "كن مراضيا لخصمك سريعا ما دمت معه في الطريق، لئلا يسلمك الخصم الى القاضي ويسلمك القاضي الى الشرطي فتلقى في السجن"، وان هذا يعني ان القاضي بصفتة اهل التخصص والعلم ادري بالحالة الجدلية التي نشبت بين الطرفين.

وقال الجزيري ان الحركات والجماعات الدينية المسيحية تفتقد الي اي منهج او مرجعية تؤكد شرعيتها، وان الحركات التي تسمي حركات قبطية ليس لها اي سند فقهي في الانجيل، مبينا ان الحركات المسيحية في ايرلندا علي سبيل المثال يعود لمشكلة سياسية في المقام الاول بين الكاثوليك والبروتستانت، وهي اشكالية تتشابه مع اشكالية السنة والشيعة، خاصة وان دولة الاحتلال ممثلة في بريطانيا تريد ان تفرض علي ايرلندا الكنيسة البروتستانت، وان الحركات الدينية الايرلندية مجرد حركات انفصالية تحررية تريد الدفاع عن الكنيسة الكاثوليكية.

وعن السعي لانشاء الدولة الدينية المسيحية المقدسة أكد الجزيري ان الدولة الدينية في العصور الوسطي او ما يسمي بعصور الظلام لم يحكم فيها رجال الدين رغم تحكمهم في القصور الملكية من خلال صكوك الغفران، فكانوا يسيطرون علي الحاكم، وكانت مثالا للمظاهر الدينية المتطرفة، مضيفا ان العصر الحديث لا يوجد به سوي دولتين فقط تتحكم فيه الدولة الدينية علي الحاكم وهما دولتين اسرائيل وايران،.

وفي النهاية طالب مؤسس حركة اقباط من أجل مصر بمكافحة الافكار والجماعات الارهابية المتطرفة باصلاح الخطاب الديني داخل المسجد والكنيسة، خاصة ان من يعتلي منابر المساجد ليس له ادني علاقة بالازهر الشريف والاوقاف، كما ان من يعتلي "الإمبل" بالكنائس مجرد قس يتبع الكنيسة، مبينا ان الخطاب الديني يحتاج الي اعادة تطوير ليس في المسائل السياسية فقط ولكن في المسائل الفقهية ايضا، خاصة وان الاجيال الكبيرة لا تستمع للاجيال الاصغر، كما ان بعض الوعظات فيها شيء من التشدد.

اما عن الفتنة الطائفية في مصر فاوضح الجزيري ان مصر لا يوجد بها منهج الفتنه الطائفية بقدر ما انها تحتاج الي اعادة دولة القانون ومحاسبة كل من يخطئ اي كان دينة، مشيرا الي ان جماعة الاخوان المسلمين يشعلون مصر بنار الفتنة لينالوا من هيبة الدولة، ليقوموا بالسلب والنهب ليجدوا مصدرا لتمويل مسيراتهم وعملياتهم الاجرامية.