رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

‎نقابة الأطباء ومائة جنيه للشكوى!


‎عندما أمتنع الطبيب محمد مصطفى بالرعاية الطبية بماسبيرو عن علاجى «وهى جريمة ومخالفة دستورية للمادة 18 من دستور 2014 الذى أجمع عليه الشعب المصرى».. لهذا قررت أن أشكو الطبيب فى بيته الأول وهو «نقابة الأطباء» ولكنى صدمت صدمة مروعة.. بأمر لا يحدث إلا فى مصر ..مما أكد لى كذب مقولة أن الهند بلاد العجائب فهذا أمر غير صحيح ..لأن مصر فى عصور مضت كانت بلد المضحكات المبكيات وفى العقود الأخيرة انتزعت لقب «بلاد العجائب» من الهند لأنها انفردت بعجائب لا توجد حتى على كوكب المريخ! وإن قراءة صفحة الحوادث وتصريحات بعض المسئولين وسلوكيات بعض المصريين بل ومراجعة بعض القوانين ..ستؤكد ريادة مصر وجدارتها بلقب بلد العجائب! وهى ليست عجائب حضارية كعجائب الحضارة الفرعونية مثلاًو بل هى عجائب التراجع الحضارى ... ما قاله لى سكرتير ومدير مكتب نقيب الأطباء لم أتخيله فى أسوأ كوابيسى !ولم أقرأه فى أدب العبث العالمى حيث تعجز عبقرية صمويل بيكت ويونسكو وآداموف عن تخيله، فقد طلب منى سكرتير نقابة الأطباء تسديد «مائة جنيه» لكى يتم قبول شكواى!! وهذه جريمة ومخالفة دستورية فاضحة! وأسلوب مبتكر من أساليب التعذيب والتنكيل بالمواطنين! ثم دلنى السكرتير على لجنة تسمى «آداب المهنة» طلبوا منى أن أعطيهم الدليل والبرهان وأقوم برفع البصمات !حتى يتأكدوا أننى صادق فى شكواى! وهو أمر غريب فهل الـ 100 جنيه تجعلنى صادقًا فى شكواى وحال عدم دفعها علىَّ أن أقوم بإجراء التحقيق بنفسى !!ما هذا العبث وكيف يسمح نقيب الأطباء بتحصيل أموال حرام واستغلال منصبه ليضع يد نقابته فى جيوب أموال المرضى والمتضررين من أخطاء أطبائه.!. نقابة الأطباء بهذا الشكل توفر لقلة من الأطباء الغطاء لستر عوراتهم وأخطائهم، بل وتحصل أموالاً دون سند من قانون من ضحاياهم!

‎لاشك أن وضع تسعيرة للشكوى فكرة مبتكرة ورائدة ولابد أن تسارع نقابة الأطباء بتسجيلها فى الشهر العقارى! حتى لا تسرق منها! «حيث إن اللصوص كُثر هذه الأيام!! وأقترح تطبيقها فى جميع مؤسسات الدولة وبهذا سنحد من عدد الشاكين!! وعلينا أن نضيف للمثل الشعبى» الشكوى لغير الله مذلة».. وغرامة!

‎ أموال الشكاوى ستزيد من مصادر دخل كل المؤسسات إذا اتبعت نفس نهج نقابة الأطباء!! ولكن على هذه الوزارات والهيئات أن تدفع نسبة 20%مما تحصله لصالح «نقابة الأطباء» صاحبة ورائدة الفكرة العبقرية! وأقترح عمل تسعيرة شكوى مستعجلة 200 جنيه! وشكوى عادية 100جنيه، لو عاش «ماركيز» فى مصر لكتب روايتين «مائة عام من الشكوى!.. ورواية مائه جنية للشكوى!

■ إعلامى