رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باب المندب.. تهديد لقناة السويس والعالم


أثناء حرب 1973 تم إغلاق «باب المندب» بواسطة حكومة اليمن الجنوبى، كان لهذا الإغلاق أثر قوى وفعال فى تحريك كل دول العالم للوقوف بجانب مصر أثناء عبور قواتنا المسلحة لقناة السويس.. ومارس العالم ضغوطًا كبيرة من أجل فتح باب المندب الذى كان بمثابة تهديد لكل الطرق البحرية التجارية للعالم حيث يمثل باب المندب البوابة الوحيدة المطلة على العالم.
وفيها تعبر أكثر من 70٪ من تجارته والأهم الطاقة المستخرجة من دول الخليج والتى تزيد على 5٪ مما ينتجه العالم كله.

إن ما يحدث فى اليمن الآن من سيطرة مسلحة من قبيلة يمنية تسمى «الحوثيين» وهى إحدى الفصائل الشيعية المرتبطة بإيران.. ويتعاون معها نظام «على عبد الله صالح» الذى يملك تأثيرًا كبيرًا على الجيش اليمنى وبعض القبائل.. إن ما حدث فى اليمن من استيلاء هذا التحالف الأسود على العاصمة اليمنية وبعض المحافظات من قبيل هذا التحالف إنما يمثل تهديدًا خطيرًا لقناة السويس والعالم كله.. يتجه الآن هذا التحالف الأسود للوصول إلى «باب المندب» حتى يستطيع أن يهدد دول المنطقة ويستغل فى ذلك ما يحدث من عدوان على الكثير من هذه المنطقة.. إن الهدف الأكبر والوحيد لهذا التحالف الأسود هو تهديد للسعودية ومصر أكبر دول المنطقةدفاعًا عن العالم كله!! إن «على عبد الله صالح» قامت السعودية بحمايته وعلاجه بعد أن مزقته إحدى القنابل، ووقع على المبادرة الخليجية ولكنه خان تعهده وتحول إلى مضيق مخيف يريد الانتقام من الجميع حتى الحطب اليمنى نفسه.. إن هذا الرجل الذى استمر يحكم اليمن 33 عامًا يريد العودة الآن على أشلاء الشعب اليمنى نفسه!! لكن الأهم من هذا كله أن البحر الأحمر أصبح منطقة صراع مخيفة تحاول إيران الوصول إلى «باب المندب» بواسطة القبيلة الشيعية المستوطنة فى محافظة «صعدة».. متناسية أنهم يمثلون أقل من 20٪ من الشعب اليمنى ولكن خيانة «على عبدالله صالح» وسيطرته على الجيش اليمنى جعل الكثير من قوات الجيش تتخلى عن السلاح والمعسكرات لصالح القبيلة الشيعية.. وأصبح سلاح الجيش اليمنى فى يد الشيعة لينفذه إرادة إيران بضرب حدود السعودية وتهديد قناة السويس المصرية وتوجيه ضربة مخيفة لتجارة العالم.. لماذا تتحول إيران إلى عدو مخيف يهدد شعوب المنطقة وتوجه الضربات إلى هذه الشعوب وتنفذ المخطط الدولى الإجرامى باسقاط الشرق الأوسط وتحويل العمالقة إلي أقزام؟

لقد خرجت إيران عن سيادتها المعلنة بأنها دولة إسلامية ذات طبيعة ثورية، وأصبحت الآن تنفذ دون أن تدرى المخطط الإسرائيلى الأمريكى بإسقاط دول المنطقة وتمزيقها!!.. لكن الأهم كله كيف يمكن للشعب أن يسمح لقبيلة شيعية بتمزيق اليمن وقتل أبنائه وتهديد حلفائه؟ لقد سقط الجيش اليمنى حتى الأجهزة الأمنية فى مستنقع إجرام «على عبد الله صالح».. إن دخول القبيلة الشيعية لبعض المحافظات، والاستيلاء على ميناء ومطار «الحديدة» والتقدم نحو محافظات الجنوب لتنفيذ المخطط الإجرامى بالسيطرة على «باب المندب» وبتمويل إيرانى بالمال والسلاح، يؤكد أن المنطقة أصبحت فى خطر شديد.. إن البحر الأحمر قد ظل عبر التاريخ كله بحراً عربيًا لكنه الآن أصبح مهددًا بتغيير أهم صفاته العربية! حيث تقع الجزر الإماراتية المحتلة من إيران ونهاية البحر تريد إيران السيطرة على آخر وأهم منافذه.. إن قناة السويس هى هدف إيران الآن حيث يعبر فيها سنويًا 18 ألف سفينة جميعها تتجه إلى «باب المندب».. إن تهديد هذا المنفذ البحرى الوحيد تهديد لقناة السويس نفسه.

لقد كان جمال عبد الناصر محقًا عندما ساعد الثورة اليمنية وذهب الجيش المصرى هناك ومازالت رفات شهدائه تحت تراب اليمن تشهد بحكم هذا الزعيم.. إن الجيش المصرى فى اليمن كان يدافع عن مصر أولاً وهذا ما أثبتته الأيام.. إن الدفاع عن مصر ليس بالضرورة أن يتم عبر حدودها.. ولكن الأهم أن الدفاع عن الوطن يستلزم حماية مصلحته فى أى مكان!!

إن اليمن الجنوبى قبل أن يحتلها «على عبدالله صالح» كانت دولة عربية دافعت عن كل الأمة وهى الآن أسيرة وجريحة لدى عصابات رجل خان كل المواثيق حتى التى وقعها بيده! بل واليد التى أطعمته وعالجته وقامت بحمايته!! إننا نطالب كل دول العالم المرتبطة مصالحها بهذه المنطقة أن تدافع وبقوة عن «باب المندب».. إن سقوط هذا المنفذ يعنى إعلان حرب حيث تكمن هنا التهديدات الصريحة والمباشرة لدول العالم.

إن الدولة المصرية التى تقف الآن تحارب أبشع أنواع الإرهاب عليها أن تتحمل آلامًا جديدة بحمايتها «باب المندب» والإعلان الصريح بأن تهديد «باب المندب» هو تهديد لقناة السويس، والاعتداء عليه اعتداء على المصالح الوطنية المصرية.. إن السؤال الأهم: أين القوى السياسية والحزبية اليمنية؟ لقد وقفت هذه القوة موقف المتفرج وهى ترى اليمن تسقط وتستولى على العاصمة قبيلة شيعية همجية؟!

لقد انتقم الرئيس المتآمر على وطنه وأوطان الآخرين من كل القبائل والرموز الوطنية، بل تم تصفية خصومه، خاصة «على عبد المحسن الأحمر» وضباطه وجنوده لانحيازه الأخير للشعب اليمنى ولوطنه.

علينا الآن أن نتعامل مع هؤلاء الذين ينفذون مخطط إجراميا لتدمير المنطقة معاملة قاسية دفاعًا عن مصالحنا ووطننا إن ما يحدث أمام «باب المندب» الآن هو إعلان حرب علينا، وعلى كل دول المنطقة لا يجوز أن نسمح بتنفيذ هذا المخطط الإجرامى.. بل علينا أن نستعمل كل الطرق لمنع وصول العصابات الإيرانية إلى «باب المندب» هل هو ما قدره العالم كله ونحن نعمل وفق الشرعية الدولية والعربية.. على العالم كله أن يتحرك معنا دفاعًا عن مصالحه قبل فوات الأوان.. حيث لن ينفع النوم!

■ رئيس اتحاد أصحاب المعاشات