رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«صُم.. بُكم.. عُمى.. فهم لا يرجعون»


عنوان المقال من كلمات المولى عز وجل الآية «18» من سورة «البقرة».. أردت الاستعانة بها رداً على دعوة «الجبهة السلفية» للتظاهر يوم 28 الجارى.. وهنا أوجه إلى قياداتها وعناصرها وكل من يحرضها، أو يتعاطف معها: هل تريدون أن تصبح مصر مثل ليبيا وسوريا واليمن والعراق؟.. أسمعكم تتصنعون الإجابة وتقولون «لا».. طيب ما هدفكم إذن؟!.. هل تريدون الإصلاح كما تزعمون؟...عضو اتحاد المؤرخين العرب

... ولنفرض ــ جدلاً ــ صدق هذا الادعاء.. فلماذا لا تنضمون إلى جموع الشعب للمطالبة بنفس المطلب من خلال الطرق الشرعية فى ظل التحديات الداخلية والخارجية التى تواجهها الدولة؟

يا قيادات «الجبهة السلفية».. يا محرضى «الجبهة السلفية». يا أنصار «الجبهة السلفية» ومموليها.. إن الإصلاح الحقيقى يحتاج منا جميعاً إلى التخطيط لمحاربة التطرف الفكرى الذى يعشش فى عقولكم وقلوبكم وضمائركم وضحاياكم.. الإصلاح الحقيقى ــ إذا خلصت نواياكم ــ لا يحتاج إلى حشدكم للإضرار بمصالح البلاد والعباد، وأنتم ترون أيادى الغدر والخيانة تحصد أرواحنا هنا وهناك.. فإن لم تكونوا ترون ذلك فأنتم: «صم وبكم وعمى» ولا تستحقون حمل جنسية هذا البلد العظيم.

يا قيادات «الجبهة السلفية».. راجعوا أنفسكم، واسلكوا طريق الحوار البناء الجاد وليس طريق الهدم والوقوف فى وجه الدولة.. فالحق سبحانه وتعالى أخبرنا فى سياق الآية الكريمة المشار إليها أنه بظلم الخائنين المنافقين له ولأوطانهم وأنفسهم قد ذهب بنور الإيمان من قلوبهم فهم لا يبصرون آياته.. وأراد عز من قائل فى موضع الآية الكريمة أن يلفت الانتباه إلى أنه ليس البصر وحده هو الذى ذهب منهم.. ولكن تعطلت كل حواسهم أيضاً فالسمع تعطل فهم صم.. والنطق تعطل فهم بكم.. والبصر تعطل فهم عُمى.. وجميعها آلات الإدراك فى الإنسان.. إن مصر أيها الـ «...» تتعرض لحرب عالمية شرسة ضمن مخطط صهيو ــ أمريكى ـ إخوانى ـ قطرى ــ تركى قذر للنيل من استقرارها وأمنها بعد الإطاحة بكل مؤسساتها.. ولننظر جميعاً إلى ما حدث ويحدث فى شمال سيناء ضد قواتنا المسلحة وشرطتنا ومدنيينا على يد عناصر مأجورة من أبناء جلدتنا وعناصر أخرى خارجية متآمرة.. ولنسأل أنفسنا عن التصعيد النوعى لهذه الحرب الضروس فى ضرب «لنش البحرية المصرية» من كمين البلنصات الأربعة بالقرب من شواطئ مدينة دمياط؟.. ولا ننسى ترويع المواطنين فى المواصلات والأماكن العامة.. وخطف الأطفال على يد مجرمين يدَّعون ــ ظلماً وعدواناً ــ انتسابهم للإسلام.. وأقسم بالله أن الإسلام منهم ومن جرائمهم برىء.. برىء.. برىء.

يا قيادات «الجبهة السلفية».. لقد طفح الكيل منكم ومن أمثالكم.. فالتجربة مع إخوان الشياطين مريرة.. وستكون معكم أمرَّ ألف مرة.. فاتقوا الله واتقوا غضب هذا الشعب الذى فاض الكيل به ولم يعد يحتمل سخافاتكم أكثر من ذلك.. وهذا يجعلنى أناشد القيادات السياسية الآن وليس بعد.. أن تحدد وتصنف من هم أعداء الوطن.. من أين يأتون.. من يجندهم.. من يدربهم.. من يساعدهم فى ارتكاب جرائمهم ضدنا.. أين يتواجدون.. من يحميهم ويأويهم.. من يمولهم؟.. هذه المعلومات أصبحت الآن ــ وأظن من قبل ــ متاحة للجميع.. وعن نفسى تأكدت من أن حركة حماس الإرهابية وإخوان مصر ومن خلفهما إسرائيل لهم أيدٍ أصيلة فى الموضوع.. لذا نطالب صناع القرار بفتح باب التطوع الشعبى للانضمام لصفوف القوات المسلحة والشرطة للتصدى للعدو الداخلى والخارجى بكل حسم وقوة.. أقول هذا الكلام، لأن ما نراه اليوم تخطى فى إجرامه مسمى «العمليات الإرهابية» بمراحل.. إننا الآن نواجه حرباً حقيقية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.. وأصبح الهدف واضحاً للنيل من مصرنا الحبيبة.. فأعداء الوطن يريدوننا أن ندخل فى حالة اللا أمن واللا فوضى.. ليه؟.. حتى تهتز مؤسسات الدولة.. ابتداءً من الجيش.. مروراً بالشرطة والقضاء.. انتهاءً بالأزهر الشريف والكنيسة.. فهل ندرك حقاً أبعاد هذا التخطيط الخبيث اللعين؟

أخيراً.. بقى لى أن أذكر العدو والصديق على السواء بخصوصية مصر.. مصر الصخرة التى يتحطم عليها كل وأى «غازٍ» مهما عظمت قوته.. التاريخ يؤكد ويدعم ذلك.. انظروا إلى مصير الهكسوس على يد البطل العظيم «أحمس الأول» بعد مائة عام من الاحتلال.. ثم هزيمة المغول على يد «قطز».. ثم هزيمة الحملات الغربية الصليبية على يد الناصر صلاح الدين.. وهذا يعنى أن الأطماع الصهيو ــ عالمية أيضاً باتت هى الأخرى قاب قوسين أو أدنى من الفشل الذريع على يد الشعب الأصيل الذى خرج يدافع عن حريته وأرضه ضد إخوان أبليس فى 30 يونيو.. وغداً سيعلم خنازير قطر وتركيا وأتباعهم أى منقلب ينقلبون.

كاتب صحفى