رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نساء الهند "درجة ثانية".. الرومانسية جريمة و"العقم" برعاية الحكومة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

يبدو أن الرومانسية وجرعات الحب "الأوفر" التي يتمتع بها الهنود والتي اعتدنا على مشاهدتها في أفلامهم، تقتصر فقط على السينما والأفلام؛ حيث تحملك لعالم آخر غير متواجد حتى على أرض الهند.
فالهند تتصدر قائمة الدول التي تُحرم الحب وتراه جريمة يعاقب عليها القانون؛ فالسلطة الأبوية مفروضة في أمور الزواج، والحب رفاهية لا يحصل عليها الجميع؛ حيث أن الزواج المُدبر هو سيد الموقف والرجم والقتل نتيجة حتمية لكل من يفكر في أمور العاطفة أو يتجرأ ويرتبط بطبقة اجتماعية أعلى.
ونتيجة لهذا الوضع القاسي، دشن عدد من الهنود الرافضين ذلك صفحة على الفيس بوك بعنوان Kiss of Love"" أو قبلة الحب، والتي حصلت في وقت قصير على أكثر من 120 ألف متابع؛ حيث دعت لإظهار العاطفة ومحاربة التقاليد البالية التي تنتقد الحب وتجرمه.
وبدأت أولى فعالياتها في الثاني من نوفمبر الجاري؛ حيث دعت لمسيرة للتنديد بآخر قوانين الحكومة الهندية التي تمنع إظهار الشعور الحميم في الأماكن العامة أمام المارة، إلا أن الحكومة أحبطتها ومنعت المسيرة من الخروج.
ولكن الأمل لم ينقطع؛ فتكررت الدعوة عبر الصفحة على الفيس بوك للخروج بمسيرة أخرى والتى نجحت هذه المرة في تحقيق أهدافها والوصول إلى شوارع العاصمة، الإثنين الماضي، بعد أن شارك فيها أكثر من 150 رجل وامرأة.
وفي تحدٍ واضح لقرارات الحكومة، تبادل المشاركون في المسيرة القبلات في الشوارع على خلفية من أجمل الموسيقى الرومانسية الهندية، كما هتفوا ضد رئيس الوزراء، ناريندرا مودي، لتنتهي المسيرة بالقبض على 70 من المشاركين بها واحتجازهم.
مأساة حقيقية لا تقتصر على تجريم الحب فقط وإنما تمتد لتؤثر على الحياة الزوجية بخلاف ما يظهر في الأفلام الهندية؛ فبحسب تقرير نشرته الأمم المتحدة، تتعرض 60% من النساء الهنديات للضرب، الإهانة، الحرمان من العمل والمشاركة في الحياة الاقتصادية.
ولاينتهي انتهاك حقوق المرأة الهندية عند ذلك الحد؛ فتحت رعاية الحكومة الهندية يتم إجراء عمليات "التعقيم" الجماعي للنساء لمنعهن من الإنجاب للتغلب على الزيادة السكانية مقابل حصول السيدات على أموال أو أدوات كهربائية، والتي أسفرت مؤخرًا عن مصرع 10 سيدات وإصابة 14 في حالة خطرة، حسب ما ذكرته وكالات الأنباء العربية.
"مواطنات درجة ثانية" هكذا أصبح حال ووضع المرأة الهندية بعد انتهاك حقوقها، فأصبحت الحياة الكريمة حلمًا بعيد المنال، والرومانسية تقتصر على المشاهدة على "الشاشة" بدون أي تطبيق على الواقع.