رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

4 مشاهد من حياة "فايزة أبو النجا" تؤكد أنها "المرأة الحديدية المناسبة لكل العصور"

فايزة أبو النجا
فايزة أبو النجا

مازال قرار الرئيس السيسي بتعيين السفيرة "فايزة أبو النجا" مستشارًا للأمن القومي يلقى بظلاله على المشهد السياسي، فلم تكن أبو النجا في يوم بالمرأة العادية أو الهادئة، ولكنها كانت في كل منصب تتقلده تطلق القرارات الحازمة والتصريحات الرنانة في وجه الأعداء قبل الأحباب، فعرفت بالسفيرة "الحديدية" أو "امرأة الصعاب".
"
الدستور" ترصد في هذا التقرير أربعة مشاهد من حياة المستشارة "فايز أبو النجا" تؤكد صحة اختيار الرئيس السيسي لها لتتقلد ذلك المنصب.
"
المشهد الأول..أبو النجا المرأة الأولى التي عملت مستشار لأمين عام الولايات المتحدة":
"
فايزة أبو النجا"، امرأة دبلوماسية من طراز رفيع، تلك الدبلوماسية التي جعلتها تكسب ثقة أنظمة الدولة على مدار ما يقرب من أربعين عامًا، بمختلف مؤسساتها، فقد فاقت بتلك الأعوام الرئيس الأسبق مبارك في سنوات حكمه الثلاثين، بسياستها ودبلوماسيتها وتقلدها لمناصب رفيعة، ففرض اسمها نفسه ليبقى متواجدًا في ثلاثة رؤساء بحكومات ووزارات مختلفة.
حينما تولى "بطرس بطرس غالي" وزارة الخارجية في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ونظرًا لعلاقات العمل الممتدة بين غالي وفايزة أبو النجا، اختارها بصفتها الدبلوماسية المصرية الوحيدة للعمل معه كمستشار خاص عندما تم انتخابه أمينًا عاما للأمم المتحدة عام 1992.
فكانت بذلك المنصب الموقر أول امرأة مصرية وعربية تتولى رئاسة بعثة مصر لدى الأمم المتحدة بجنيف، والعديد من المنظمات الأخرى، وكانت أيضًا أول امرأة تتولى وزارة الدولة للشئون الخارجية، وهي الوزارة التي عملت فيها لسنوات طويلة إلى جانب الدكتور بطرس بطرس غالي.

"
المشهد الثاني....أبو النجا أقوى امرأة في العالم":
عام 2012 سجلت السفيرة فايزة أبو النجا ثاني مشهد لها يؤهلها لمنصب مستشار الرئيس للأمن القومي، حيث احتلت المركز التاسع عشر في القائمة التي أعدتها مجلة "فورين بوليسي" لأقوى 25 امرأة في العالم، كما أشيد بها من قبل القيادات الدبلوماسية النسائية، وكانت ضمن إحدى عشر سيدة اعتبروا الأكثر قوة والأجدر على الإدارة في إفريقيا.

"
المشهد الثالث..إفريقيا وإحياء العلاقات من جديد":
خلال الفترة من 1997 حتى 1999 التي شغلت فيها المستشارة فايزة أبو النجا منصب نائب مساعد وزير الخارجية للعلاقات الأفريقية الثنائية، لعبت دورًا بارزًا في تحسين علاقات التعاون بين مصر والدول الأفريقية.
وتأكيدًا لإسهاماتها العديدة لصالح العلاقات الإفريقية المصرية أفريقيا، تم الإشادة بها في كتاب الدكتور "شارون فريمان" بعنوان "حوار مع قيادات نسائية أفريقية قوية الإلهام، والدافع، والإستراتيجية" باعتبارها واحدة من القيادات النسائية الأحد عشر الأكثر قوة وتأثير في أفريقيا.
وبسبب تمتعها بذكاء عال، احتفظت أبو النجا خلال فترة عملها كنائب مساعد لوزير الخارجية، بعلاقات هائلة مع الشخصيات الأفريقية الاقتصادية والسياسية.
وبدا ذلك واضحًا جليًا عام 2010، حينما شاركت في أعمال المنتدى الثالث للاستثمار للدول الأعضاء بالسوق المشتركة لشرق وجنوب أفريقيا "الكوميسا" الذي عقد بمنتجع شرم الشيخ.
وعملت من خلال مشاركتها بتهدئة العلاقات المصرية الإفريقية بسبب المشاكل التي أثيرت في ذلك الوقت حول المياه الدولة والإقليمية وقضية الأمن المائي المصري، وعملت على تحسين العلاقات مع أثيوبيا أيضًا، من خلال زياراتها لها أكثر من 6 مرات خلال منصبها في الوزارة، ونجحت في زيادة الاستثمارات المصرية هناك بنسبة كبيرة.

"
المشهد الرابع..سيدة العداء الأمريكي":
"
إن أحداث ثورة 25 يناير جاءت مفاجئة للولايات المتحدة لذلك قررت العمل بكل ما لديها من إمكانيات لاحتواء الموقف وتوجيهه في الاتجاه الذي يحقق المصلحة الأمريكية و الإسرائيلية أيضًا، وإجهاض أي فرصة لكي تنهض مصر كدولة حديثة ديمقراطية، بالإضافة لرفضها تمويل الجمعيات الأهلية المصرية غير المسجلة وفقًا لقانون الجمعيات الأهلية، وأيضًا المنظمات الأمريكية التي لم تبرم الاتفاق المطلوب مع وزارة الخارجية".
بتلك الكلمات أثارت الدكتور فايزة أبو النجا استياء الولايات المتحدة الأمريكية وغضبها الشديد، ففي كل منصب كانت تتقلده تعرف من خلاله بموقفها العدائي والشديد لواشنطن، الأمر الذي قابلته أمريكا بالرفض الشديد واعتبرتها العدو الأول في القارة السمراء.
ورغم العداء الشديد، إلا أن أبو النجا أكدت أن الجمعيات المخالفة، وفقًا للقائمة التي أرسلها الجانب الأمريكي للحكومة المصرية عن الجمعيات الأهلية التي حصلت على تمويل أمريكي بعد الثورة، بلغت 14 منظمة أمريكية، حصلت على 47.8 مليون دولار، و12 جمعية مصرية حصلت على 5.8 مليون دولار.
وبناءًا على تلك التصريحات الصادمة من قبل المستشارة الحالية قررت أمريكا وإسرائيل استخدام التمويل المباشر للمنظمات خاصة الأمريكي منها، كوسائل لإثارة حالة من الفوضى والعمل على استمرارها في مصر بشكل مباشر.
كان موقفها من التمويل الأجنبي لمنظمات المجتمع المدني وفضحها ألاعيب أمريكا لضرب الأمن القومي من بوابة التمويل، دليل قوي على شجاعتها في وجه أمريكا وغيرها من الدول، فدومًا تقف أبو النجا بين الشجاعة والذكاء.
وفي أحد المواقف المشهودة لها قالت فايزة أبو النجا للسفيرة الأمريكية: "لا نريد معونتكم" وأبلغت الرئيس الأسبق حسنى مبارك بذلك ووافقها على قرارها وأوقفت المعونة وقتها، ويرجع ذلك بسبب رفضها أنها تنفيذ تشريع أمريكي يسمح بتمويل المنظمات الحقوقية دون إذن السلطات المصرية.
ومن المواقف الطريفة التي لحقت بأبو النجا، وكانت من الصدف الغريبة، حينما تولت منصب وزيرة التعاون الدولي كان في نوفمبر عام 2001، وكانت بذلك المنصب أول سيدة تتولي الوزارة، لتتولى في الشهر ذاته منصب مستشارة الرئيس للأمن القومي ولكن لعام 2014، وتعتبر أيضًا السيدة الأولى التي تتولى ذلك المنصب.