زى النهاردة.. عودة الجامعة العربية من تونس الخضراء إلى القاهرة العامرة

شهد القرن الماضى قرارا يعد هو الأول من نوعه وهو نقل مقر جامعة الدول العربية من القاهرة إلى تونس، وذلك بعد توقيع مصر لمعاهدة السلام مع إسرائيل تحت قيادة الرئيس الراحل أنور السادات فى 1979م، وكذلك صوتت الجامعة العربية على وقف عضوية مصر فى سابقة لم تتكرر.
وكانت الجامعة قد إتخذت من القاهرة مقرا دائماً لها منذ إنشائها لتكون هذه هى المرة الوحيدة التى يخرج فيها مقر الجامعة العربية ورئاستها عن مصر، لتعود ثانية إلى مقرها الأول في الاهرة فى مثل هذا اليوم فى 1 نوفمبر عام 1990.
وتعد جامعة الدول العربية منظمة إقليمية تضم الدول العربية وبذلك فهى منبر العرب، كانت بدايات إنشائها أنه فى أثناء الحرب العالمية الثانية كانت بريطانيا وفرنسا قد وعدت الدول العربية بالحصول على إستقلالها، وأعربت كذلك عن تشجيعها لأى إتجاه نحو الوحدة العربية كى لا تحدث مزيداً من الإضطرابات داخل مستعمراتها وذلك فى خلال عام 1940، وهو ما لم يتحقق بعد إنتهاء الحرب وتخلت كعادتها عن وعودها.
وكان قادة الدول العربية قد وجدت تصريحات الغرب فرصة للتحرك نحو الوحدة العربية، وبدأت المشاورات الثنائية بين مصر والأردن وسوريا والعراق، والتى أظهرت عدة إتجاهات فيما يختص بمشروع جامعة الدول العربية كان من بينها أن تكون وحدة سورية كبرى بزعامة الأمير عبدالله بن الحسين وثانى يرى قيام دولة موحدة بزعامة العراق.
ودعا أخرون إلى إتحاد أشمل يضم مصر وسوريا واليمن، وفى هذا الشأن إنقسموا إما أن تكون إتحاد فيدرالى له سلطة عليا تفرض إرادتها على الدول الأعضاء هدولة موحدة، بينما رآى غيرهم إنشاء إتحاد يعمل على التعاون والتنسيق بين الدول العربية مع إحتفاظ كل دولة بإستقلالها.
وفى 1944 وجه مصطفى النحاس باشا رئيس الحكومة المصرية وقتها دعوة إلى الحكومات العربية للمشاركة فى اللجنة التحضيرية للمؤتمر العربى العام والذى سيتولى صياغة الإقتراحات المقدمة لتحقيق الوحدة العربية.