رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"فهمتكوا".. الرئيس البوركيني يودع شعبه على خطى "بن علي"

فاسو بليز كومباوري
فاسو بليز كومباوري

"الربيع العربي"، مصطلح تم إطلاقه على الثورات التي قامت بها الدول العربية، والتي انطلقت شعلتها الأولى من تونس واختتمت رحلتها باليمن، مرورا بكل من مصر وسوريا، ولكنه لم يعد يقتصر عليهم فقط، فأصبحت القارة السمراء برمتها تواجه روح الشعب الثائر والخروج المتمرد على أنظمة الحكم التي دامت طويلًا ولم تعد حكومتها تفيد الشعب أو تقدم له نفعًا، فأصبحت خطابات التنحي عن الحكم هي أشهر ما يطل به الرؤساء على شعوبهم عند الدول العربية والإفريقية أيضًا.

"رغبة مني في الحفاظ على المكتسبات الديمقراطية وعلى السلم الاجتماعي، أعلن التنحي عن الحكم تمهيدًا للبدء بفترة انتقالية يفترض أن تؤدي إلى انتخابات حرة وشفافة في مهلة أقصاها 90 يومًا".

هذه كانت الكلمات التي أنهى بها "فاسو بليز كومباوري" الرئيس السابق لدولة "بوركينا فاسو" فترة حكمه التي دامت أكثر من 27 عامًا، وأعلن من بعد ذلك الخطاب الجنرال "أونوري تراوري"، رئيس أركان الجيش في "بوركينا فاسو"، أنه سيتحمل ابتداءً من أمس الجمعة، مسئولية البلاد بصفته رئيسًا للدولة طبقًا للأحكام الدستورية.

"يا شعب بوركينا فاسو، لقد سمعت رسالتكم وفهمتها"، تعود تلك الجملة التي أطلقها الرئيس السابق "فاسو بليز"، قبيل إعلانه التنحي، إلى الرئيس التونسي المعزول "بن على" والتي أكد فيها أن رسالة شعبه وإرادتهم قد وصلت إليه، في خطاب أسموه "خطاب تصالحي" أطلقه قبل هروبه ومغادرته للبلاد، حاول كلا الرئيسان من خلال نفس الكلمة امتصاص غضب شعوبهم الذي وصل إلى ذروته.

"التعديل الدستوري والولاية الثالثة" كانا السبب الرئيسي في انطلاق المظاهرات الحاشدة في بتظاهر الآلاف في وسط "واجادوجو" عاصمه بوركينا فاسو، احتجاجًا علي خطط الرئيس بليز كومباوري لتعديل الدستور، بما يسمح له بالترشح لفتره ولايه ثالثة والاستمرار في الحكم بعد 27 عامًا من توليه الرئاسة.

نتيجة تلك المطالب التي خرج بها الشعب في بوركينا، أدت إلى سقوط 30 قتيلًا وأكثر من 100 جريح، وهذا ما دفع الجيش والمجتمع الدولي بالضغط على كومباورى للتنحي.

وقد أعلن الرئيس السابق "بليز كومباوري" أول أمس الخميس، أنه لن يتنحى، لكنه مستعد لإجراء محادثات حول مرحلة انتقالية، ليخرج على الشعب يوم الجمعة بخطاب "التنحي" بسبب الضغط الكبير على حكومته.

"بليز كومباوري" ولد في 3 فبراير 1951، واحتل كرسي الرئاسة منذ 15 أكتوبر 1987، عن طريق ما سمي بانقلاب دموي على اليساري الرئيس "توماس سانكارا".

عمل كومباوري منذ توليه السلطة على التقرب لدولة فرنسا، وقام بتأسيس دستور جديد عام 1990، دستور جعل من الفترة الرئاسية 6 سنوات، مما مكنه من الاستمرار على رأس السلطة من حينها وحتى اليوم أي 27 عامًا، على الرغم من مقاطعة المعارضة للانتخابات التي كانت تجرى طوال تلك السنوات.

بعد إتباع الرئيس البوركيني نظام خطابات الرئيس التونسي السابق "بن علي"، هل من الممكن أن يسير على نفس خطاه فيما بعد فيغادر البلاد هاربًا من تلك الأجواء، أو يبقى داخل البلاد منتظرًا مصير أعده له الشعب البوركيني بعد نجاح ثورتهم أو احتجاجاتهم، قد يكون القتل مثل الرئيس الليبي السابق "معمر القذافي"، أو الحبس مثل الرئيس المصري الأسبق "محمد حسني مبارك".