رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بتأكيده لن نسلك مسلك إخوان مصر..

الغنوشى يأخذ العبرة ويجنب إخوان تونس مصير "الإرهابية"

راشد الغنوشى
راشد الغنوشى

يبدو أن راشد الغنوشى، زعيم حركة النهضة الإسلامية، فى تونس، تعلم الدرس جيدا من الغباء السياسي لجماعة الإخوان فى مصر، وأراد "الغنوشي" أن يجنب نفسه ويلات غضب شعبه. حيث أكد زعيم الحركة التونسية -خلال ندوة صحفية لحركة النهضة إثر الإعلان عن النتائج الرسمية للانتخابات البرلمانية فى تونس- أن الحركة لن تسلك نفس مسلك إخوان مصر، مشيرا إلى أن الحركة فى قلب الأحزاب الوسطية وضد التطرف والإرهاب ودرع للحرية.
وقال الغنوشى، لا نريد تكرار نموذج الاستقطاب الثنائى المصرى فى بلادنا، ومصلحة البلاد تقتضى البحث عن مرشح رئاسى توافقى، ولقد رفضنا كل صور التقسيم بين علمانيين وإسلاميين لأنها كلها مشاريع حرب أهلية، ولقد أوصلنا البلاد إلى بر الأمان بدستور وفاقى وانتخابات شارك فيها الجميع.
من جانبه، قال أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكى المصرى، إن الغنوشى وإخوان تونس أكثر مهارة من إخوان مصر، والسبب الأساسى فى ذلك يرجع إلى أن بعض من قيادات إخوان تونس عاشوا فترات طويلة فى أوروبا وخاصة إنجلترا واستوعبوا طبائع التطورات السياسية فى العصر الحديث وآليات العمل مع القوى السياسية المختلفة وهو ما لم يفهمه إخوان مصر، الأمر الذى أدى إلى الثورة ضدهم وطردهم من السلطة.
وأوضح "بهاء الدين" أن قيادات الإخوان التوانسة درسوا التجربة المصرية بعمق واستخلصوا الدرس الأساسي بضرورة التوافق مع القوى السياسية الموجودة فى المجمتع، وبالتالى تجنيب جماعة إخوان تونس مصير الجماعة في مصر، وفتح بوابات التواصل مع الفرقاء السياسيين.
واعتبر "شعبان" أن هذا الأمر ذكاء ومهارة سياسية تحسب لصالح الإخوان فى تونس ودرس لكل قوى سياسة تتصور أنها قادرة على الاستثئار بالسلطة والإطاحة بكل الفرقاء خارج المشهد، لافتا إلى أن "الغنوشي" جنب الحركة الدخول فى صراع دموى ينتهى بهزيمتها، مضيفا أن الغنوشي استطاع أن ينقذ جماعته من المصير الذى آلت إليه الجماعة الأم فى مصر وفتح الباب أمام العودة مرة أخرى حال تغير الظروف فى المستقبل.
كما أشار عمرو هاشم ربيع، أستاذ العلوم السياسية، إلى أنه لا يمكن إنكار الفوارق بين النهضة فى تونس وإخوان مصر، موضحا أن تأثر إخوان تونس بالثقافة الفرنسية وانفتاحهم على العالم أثر فى طريقة تفكيرهم، لكنهم يشتركون فى نفس الأسس وطابع هيمنة موحد. وأكد أن حديث النهضة عن المشاركة فى الحكومة القادمة يعكس رغبتها فى البقاء بالمشهد، ولفت إلى أن الغنوشى أدرك الدرس وبالفعل نجح فى المرور بجماعته من المأزق الذى وقعت فيه جماعة الإخوان فى مصر.
وقال ماهر فرغلي ، الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، أن " الغنوشي" يدرك أخطاء الإخوان فى مصر ولا يريد تكرار تجربتهم لكونه أذكى منهم، وقادر على استشراف المستقبل. مشيرا إلى أن دعوته لمشاركة حزبه فى الحكم فى تونس عبر حكومة توافقية، تأتي من منطلق خوفه من تقويض كل خطط النهضة الفترة الماضية، وإدراكه أن الجيش والقوى الأخرى فى تونس يمكنها الآن، الانفراد بالحكم لمدة 4 أعوام كاملة.
وأكد سامح عيد، الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، أن هذه ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها زعيم حركة النهضة التونسية، سياسية الإخوان في مصر، وأنه سبق وانتقادهم أثناء مشاركته في إحدى المؤتمرات التي تم تنظيمها في تركيا مؤخرا، مشيرا إلى أنه أكثر تنويرا منهم للفترة التي قضاها في لندن، واحتكاكه بالأحزاب الديمقراطية هناك .
وأشار إلى أن الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي شهدتها تونس، التي حل فيها حزب "حركة النهضة" ثانيا بـ69 مقعدا بفارق 16 مقعدا فقط عن منافسه حزب " نداء تونس العلماني " الذي حل في المركز الاأول، تثبت أن التجربة الإسلامية في تونس أكثر نضجا، مضيفا أن تأكيد " الغنوشي" أن حزبه في قلب الأحزاب الوسطية وأنه ضد التقسيم بين علمانيين وإسلاميين، محاولة لتحويل حزبه، من حزب ديني متشدد يعتقد أنه يحتكر الحقيقة إلى حزب محافظ، كتلك الأحزاب الموجودة بأمريكا وبريطانيا ، وهي خطوة تقدمية مبشرة .