رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مقتل 7 طلاب بعد 40 يوم دراسة.. مواطنون: "من النهارده مافيش مدارس"

جريدة الدستور

لم يمض سوى شهر و 10 أيام على بداية العام الدراسي الجديد، وعلى الرغم من التصريحات المتوالية من المسئولين باتخاذ كافة إجراءات الحماية، والانتهاء من أعمال صيانة وتطوير المدارس إلا أن الإهمال بدا واضحًا، حيث حصد أروح 7 تلاميذ.
بداية بوفاة "يوسف"، طفل بالصف الثالث الابتدائي في المطرية، نتيجة إصابته في الرقبة بسقوط قطعة زجاج أحد النوافذ عليه، وسقوط طالب آخر يدعى أدهم محمد عبد العال في العاشرة من عمره في منطقة أطفيح بعد دهسه بسيارة التغذية داخل أسوار المدرسة، كما لقي "يوسف " بمدرسة الزغيرات الابتدائية، في مدينة النجيلة بمطروح، مصرعه نتيجة سقوط بوابة المدرسة فوقه، وتوفي التلميذ يوسف سامح جرجس، إثر سقوط نافورة مياه المدرسة عليه، عقب تعلقه بسياجها خلال الفسحة المدرسية،  كما توفيت طالبة بمدينة منيا القمح في الشرقية، بعد إصابتها بنوبة قلبية، نتجت من تلقيها ضربة من كرة قدم، أثناء لعب بعض الأطفال بالمدرسة.
كما توفي بيتر مجدي نسيم، بالصف الأول الثانوي بمدرسة أحمد بهجت الثانوية التابعة لإدارة الهرم التعليمية بالجيزة بعد سقوطه على سيخ حديدي، كما توفي حسن هاني سعيد بالصف الأول الابتدائي بمدرسة عثمان بن عفان بمدينة السلام، بعد سقوطه من الطابق الأول.
رصدت كاميرا "الدستور" حالة الهلع والقلق التي غمرت قلوب الأهالي حيث أصبح الموت في انتظارهم داخل وخارج أسوار المدارس.
بداية أكدت أم سماح، ولية أمر أحد الطلاب، أن المدارس لم تعد هي البيت الثاني كالتي كانت بأيامنا، نتيجة مانشاهده من عدم انتظام في الحالة التعليمية أو الأخلاقية، فطالب من أعلى أسوارها يهرب، وآخر تقمص دور "عبدو موتة" لينهب من المكسور الجناح متعلقاته دون أي تدخل من المدير الذي ضاعت هبته بين الطلاب، وأخر عصاه أصبحت "الشلوت" واللكمات، وغيرها.
وعبرت أم حنان، ولية أمر أحد الطلاب- عن غضبها الشديد إزاء ما يحدث قائلًا، "مش هنودى عيالنا المدارس تأني" مؤكدة أن المدارس أصبحت غير أمنة، ونتيجة لذلك قامت بتوصل أبنائها إلي المدارس تنتظر على أعتاب المدرسة خروجهم كي تصطحبهم إلي المنزل في محاولة الحفاظ على أرواح أبنائها.
"
مش هروح تاني خلاص" بهذه الجملة أعرب محمد- طالب في إحدى المدارس الإعدادية- عن خوفه من تكرار تلك الحوادث، معربًا عن خوفه أيضًا من مدير مدرسته الذي يتعامل مع الطلاب بمبدأ القوة لا التفاهم، ويستخدم "شلوته " في أي مكان في جسم الطلاب لمعاقبتهم، حيث قام بكسر يد احد طلابه أثناء محاولته إقافه عن اللعب في " الفسحة" ما أدى إلي تغيب الطلاب عن المدرسة.
وقال محمود، أن -حارس بوابة المدرسة- يقوم بفتح أبواب المدرسة أمام الطلاب للهرب من المدرسة مقابل جنيه أو اثنين، مؤكدًا وجود بعض الطلاب الذين يطلق عليهم" فتوة " لا يستطيع أحد السيطرة على تعدياتهم من سرقة ممتلكاتنا بالإكراه ومنهم من يحمل سلاحًا.
وروت أم حنان ما حدث لابنتها من قبل أحد أصدقائها حيث قام باستخدام "مسدس الشمع" للعب على رقبتها ما أدى إلي حدوث حروق، وقالت، أنا من دفع ثمن هذا الإهمال، وأعالج ابنتي منذ أسبوعين، مستنكرة عدم وجود مشرفين بين ممرات المدرسة والإشراف المستمر طوال اليوم الدراسي على الطلاب.
ووصف عم حسن، ما يحدث بأنه شي لا يتحمله الأهالي، وأصبحوا يخافون على أبنائهم من المدارس، رافضًا تحمل المسؤولية كاملة لوزير التربية والتعليم، معللا ذلك بأن الوزير يخلف شخصيات وكلت إليها متابعة الأوضاع التعليمية والمدارس، ولكن أهملوا وظيفتها وسمحوا بالإهمال وانتشار الفوضى، مضيفًا" الوزير مش هيروح كل مدرسة ويقعد فيها ".
وشدد متولي على احتياج البلاد في هذه الأوقات إلي تغير جذري وسريع، وسن قوانين جديدة تحد من الفوضى التعليمية من قبل المعلمين والطلاب، بحيث يلتزم الجميع، وترجع المدارس هي بوابة العلم والمعرفة الراقية وليست الهابطة.