رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المرأة .. والمناصب القيادية


لأن مثلث العلاقات الإنسانية السويَّة مقلوب فى عصرنا هذا، ولأن بنود الاتهامات ـ من كل نوع ـ جاهزة كالصواريخ على قاعدة الإطلاق لتنفجر فى أى اتجاه وفى صدر أى أحد ... توقفت كثيراً «مترددة بين الإقدام والإحجام» عن كتابة تلك الشهادة التى قد يعتبرها البعض شهادة مجروحة ، أو هى نوعُ من التملق والتزلف والرياء .. أو هى تحيُّز لبنى جنسى من النساء اللائى يملأن الساحة الثقافية والإبداعية المصرية بكل الحضور الباهى والمؤثر والفاعل، وصاحبات بصمة واضحة فى تاريخ حركتنا الفنية والثقافية -وهو الأرجح-، وسيكون لدراساتهن التى قمن بها أكبر الأثر فى نفوس وعقول أجيال مقبله.

ستحمل مشعل التنوير فى سراديب الثقافة المصرية التى مرَّت بحقبة طويلة من التعتيم والتغييب. وواجهت حرباً شعواء من تيارات ظلامية لازالت تحيا بعقلية القرون الوسطى، وتحارب كل الابتكارات الفاعلة فى تجديد وتحديث الفن والإبداع، خاصة إذا كان التجديد يأتى على يد سيدات فضليات ـ وتقف فى وجه كل اجتهاد يحافظ على جذوة الإبداع متوهجة. ولن تنتهى تلك التيارات الظلامية وتنحسر موجاتها، إلا بالمواجهة الحاسمة والفعالية بكل صنوف الإبداع الصادق، وخلق كوادر من نوع خاص تؤمن برسالة الفن والفنان فى مجتمعاتنا التى عانت الكثير من عصور التخلف والقهر، والنظرة الدونية للمرأة.. التى تواجه حرباً لاهوادة فيها من مدَّعى امتلاك صكوك الغفران من الخوارج الجُدد فى عصرنا هذا ؛ الذى تكالبت عليه كل طيور الظلام تريد أن تحجب شمس العقول عن السطوع فى سماء الأمم الحالمة بالنهضة والتقدم، واللحاق بركب الأمم المتحضرة التى علّمناها منذ فجر التاريخ.. لينطلقوا، ونتوقف نحن نتفرج مشدوهين نتطلع إليهم فى حسرة ، رغم أن كل إمكانات النجاح بين أيدينا ولكن للأسف نتجاهلها وكأننا عشقنا حياة التخلف والركود، والوجود فى مؤخرة دول العالم.تلك مقدمة لابد منها، لأننى سأزجى التهنئة إلى «أ.د.أحلام يونس» على اختيارها لتكون رئيساً لأكاديمية الفنون، فمن ناحية لأنه اختيار موفق صادف أهله تماماً كصاحبة تاريخ طويل فى الإبداع الفنى والثقافى على الساحة المصرية ، وكأول سيدة تتولى منصباً مهما وفاعلاً بعد «أ.د.سمحة الخولى» منذ العام 1982 .. ومن ناحية أخرى ـ وهى الأهم ـ هو الإضاءة على ضرورة أن تتبوأ المرأة مقاعد الصفوف الأمامية كقضية مهمة وعامة، فلم نر فى مجتمعنا المصرى وللغرابة وصول أى امرأة إلى منصب «رئيس جامعة» وهى الأحق فى هذا المضمار أن تكون على قمة هذا المجال الحيوى لتربية الأجيال الصاعدة، ومَنْ أقدر من المرأة على تفهم الجيل الجديد؟وتأتى التهنئة لـ «أ.د. أحلام يونس».. ليس لشخصها فحسب، ولكن لجهدها الدءوب طوال مشوارها الطويل منذ حصولها على ليسانس الآداب قسم الفلسفة 1980 تدرجاً بالحصول على العديد من الدراسات فى مجال علوم «فن الباليه» نورد فيما يلى بعضها للتدليل على الجدارة فى حصولها على هذا المنصب الرفيع كـ«سيدة«:دكتوراة فى الفنون من المعهد العالى للباليه –أكاديمية الفنون 1993 بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف - ماجستير فى فن الباليه من المعهد العالى للباليه – أكاديمية الفنون فى 1987 بتقدير امتياز. -دبلوم الدراسات العليا من المعهد العالى للباليه 1983 بتقدير امتياز . - بكالوريوس المعهد العالى للباليه 1980 بتقدير امتياز. شهادة إتمام دراسة فن الباليه الكلاسيك وفروعه من المعهد العالى للباليه 1976 بتقدير امتياز ـ عميد المعهد العالى للباليه 2013 حتى الآن - وكيل المعهد العالى للباليه 2011-2013 - مدير مركز اللغات والترجمه – أكاديميه الفنون 2011-2013 . الحصول على درع الفنان موريس بيجار فى مهرجان الباليه الحديث التاسع 2008 -الحصول على الكأس الفضى فى مهرجان كوريا الشمالية 2000، والمجال لا يتسع لكتابة بقية المناصب العديدة التى أسندت إليها طوال مشوارها الإبداعى وتصميماتها الكثيرة للباليهات العالمية والتكريمات التى توجت بها مشوارها الأكاديمى.ومن خلال تلك التهنئة الواجبة نوجه النداء إلى صانعى القرار ومخططى مستقبل العلم والتعليم فى مصر.. بالانتباه إلى ضرورة أن تتقدم المرأة المصرية إلى الصفوف الأولى، فتأخذ طريقها إلى الجلوس على كرسى رئاسة الجامعات.. كما نجحت فى الحقائب الوزارية خلال التجارب الماضية على مر السنوات السابقة.. ليرتفع صوتنا عالياً بصيحة محببة مفادها أن النساء قادمات وبقوة،، وأخيراً تحية واجبة لصاحب القرار وفى انتظار المزيد من القرارات المشابهة المنصفة للمرأة المصرية القديرة لتحيا مصر المستقبل!