رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطيب الجمعة بالدقهلية: الأمم يتوقف مصيرها على استثمارها للوقت واحترامه وتقديسه

نشات زارع
نشات زارع

قال الشيخ نشأت زارع، خطيب مسجد سنفا بميت غمر بمحافظة الدقهلية، خلال خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم، بعنوان "استقبال العام الجديد والهجرة وبناء الدولة": "عليك أن تستقبل العام الجديد بخارطة طريق تحترم فيها الوقت ولا تضيعه إلا في النفع لك وللناس بتغيير ثقافتك إلى ثقافة التعايش والتسامح مع الآخرين إلى ثقافة تقديس الوقت والعلم والعمل، فالسماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة، وإنما فلاح الدنيا بالأسباب والسنن والنواميس".
وأضاف زارع: "علينا أن ننظر إلى النبى (صلى الله عليه وسلم)، وهو يضع قوانين ودستور بناء الدولة الجديدة في المدينة بعد الهجرة على المؤاخاة والتعايش السلمي بين كل سكان المدينة من يهود وصابئين ومسلمين وغيرهم على المواطنة والحفاظ على أرض المدينة ضد أي معتد خارجي، وهذه هي قوانين الدول المدنية حديثًا، وهي الأمان والضمان لسلامة الأوطان، لأنه للأسف الشديد أغلب بلادنا الإسلامية تنتشر فيها الطائفية والمذهبية والعصبية والحزبية والقبلية، وهذه هي محرقة الأوطان".
وتابع: "ليس لدينا وقت لنضيعه لأنه من علامة المقت إضاعة الوقت، كفانا دماء وجهلًا وتخريبًا، وعلينا أن ننظر إلى البلاد التي مرت بنفس التجارب وخرجت منها وأصبحت بلاد أمن وعلم وعمل وتعايش مع بعضهم، وإن اختلفت عقائدهم، فنحن على مستوى الأمة نمر بنفس تجربة أوروبا في القرون الوسطى من عنف وقتل وجهل وحروب أهلية وتدمير لأوطان على أيد أبنائها".
وقال: "الأمية اليوم ليست أمية القراءة والكتابة ولكن الأمي أمي ثقافة النفع للناس وأمي ثورة العلم والنت وأمي فقه التعايش العالمي والإنساني مع الآخرين وأمي السلوك المتحضر وأمي المسالمة مع الآخرين، فالعالم اليوم قرية صغيرة بفضل العلم، وللأسف الشديد ليس لنا دور في ذلك، ولكننا عالة على العالم نستورد غذائنا ودوائنا وسلاحنا".
وأضاف: "إن الأمم تتفاخر وتتميز على بعضها بما تركت من علم ومن فكر ينفعها وينفع البشرية، الأمة التي تخدم البشرية وتقدم لهم العلم والنفع فهذه هي الأمة المتحضرة المتقدمة التي تثبت وجودها وتفرض كلمتها، وأما الأمة التي تنتشر فيها أمراض وفيروسات التعصب والشيفونية والطائفية والمذهبية فإنها أمة مهددة بالانقراض ولا ينفعها البكاء على اللبن المسكوب".
وأكد أن "الأمم يتوقف مصيرها على استثمارها للوقت واحترامه وتقديسه لأن الله سبحانه أقسم به في مطالع سور عديدة في القرآن، فقال "والفجر" وقال "والليل" وقال "والضحى" وقال "والعصر"، فالأمة التي تحافظ على الوقت تتقدم وتزدهر ويعيش أبناؤها في رفاهية".
وأشار إلى أنه "مازال بيننا إرهابيون خونة يقتلون ويغدرون ويروعون الأبرياء يزرعون القنابل بخيانة هؤلاء لا ينتسبون إلى الإنسانية، وللأسف مسلمين في شهادات ميلادهم، والإسلام بريء منهم ومن همجيتهم".