رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جرائم تتكرر فى دور الأيتام


لابد أن تضع الدولة حداً لما يحدث من جرائم خطيرة تُرتكب ضد الأطفال فى دور الأيتام،

إن دور الأيتام فى حاجة إلى إشراف مباشر وعاجل من الدولة، إن حقوق الطفل تنتهك فى بعض الدور جهاراً نهاراً إلى حد يصعب تصوره، ويبدو أن حالة العنف التى تستشرى فى السلوكيات داخل المجتمع قد وصلت إلى دور الأيتام أيضاً، مضافاً إليها غياب ضمائر بعض المشرفين وانحدار الأخلاق وتجاهل اصحاب الدور للمعايير المطلوبة فى المشرفين عن هذه الدور، مع غياب الرقابة من جانب أصحاب الدور الذين من المفروض أن يتابعوا ما يجرى داخلها، وقبل كل هذا لابد من حضور قوى من جانب وزارة التضامن الاجتماعى بداخل إدارة الدور بحيث يتسنى لها المتابعة والتقييم وضمان حد أدنى من الأداء يكفل أمان وصحة ورعاية الأطفال الملحقين بالدور .

إن نظرة على أحدث جريمة تم اكتشافها فى مدينة الإسماعيلية يجعلنى أدعو وزيرة التضامن الاجتماعى السيدة غادة والى لتولى ملف دور الأيتام فى مصر بنفسها، واعتباره أولوية عاجلة لابد من التحرك فيها واتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية حقوق الأطفال داخل دور الأتيام المصرية، إننى اليوم أتحدث بالتحديد عن جريمة اخرى نكراء ومشينة، تم ارتكابها داخل دار أيتام بالإسماعيلية، وتباشر حالياً نيابة الإسماعيلية التحقيق فيها، حيث تم اعتداء جنسى من جانب مشرف الدار على الأطفال فى دار «المؤسسة الإيوائية للأطفال الأيتام» بطريق الإسماعيلية القاهره الصحراوى، ووجهت النيابة لمشرف الدار تهمة هتك العرض بعد العثور على صور للضحايا على تليفونه المحمول .

أما اكتشاف هذه الجريمة المشينة فيعود الفضل فيه إلى سيدة داخل الدار، لديها شهامة وشجاعة لأنها أبلغت عن جريمة هى فى نفس مرتبة القتل، لأنها تدمر الطفل فى أجمل سنوات عمره، وتقضى على كرامته وتستبيح جسده، مما يجعله يتحول إلى شخص تم تدميره نفسياً وجسدياً ومعنوياً، إن هذا المجرم المنعدم الضمير الذى هتك عرض الأطفال لابد أن ينال أقصى عقوبة ممكنة قانوناً، حتى يتحول إلى عبرة لمن يعتبر .

إن هذه المرأة التى أبلغت عن الجريمة تستحق كل التقدير والتكريم لأنها تعمل بالمؤسسة لكنها لم تسكت على ما يحدث بداخلها من جرائم، فهى إحدى المشرفات بالمؤسسة العاملات بها واسمها داليا مجدى، حيث تقدمت بإبلاغ المحامى العام بأن هناك حالات هتك عرض للأطفال على يد أحد المشرفين ويدعى «و.ع» والبالغ من العمر «١٩ عاما»، وهو أحد أيتام المؤسسة ويعمل فى نفس الوقت مشرفاً بها، وتبين من المعاينة الأولية للنيابة وجود إهمال كبير فى كل مرافق الدار، وتلوث فى الأطعمة، وبتفتيش حجرة المتهم تم العثور على صور للأطفال عراة، وصورة لطفل يقوم المتهم بهتك عرضه على سريره، كما شهد عدد من المقيمين بالدار على صحة هذه الوقائع الوحشية.

وهنا لابد أن اسأل: أين الرقابة على هذه الدور؟ ولماذا تُترك فى هذه الحالة المتردية من الإهمال من قبل المسئولين عنها، بحيث يستباح الأطفال الذين لا أهل لهم، ويتم تدميرهم نفسياً وجنسياً من جانب شاب هو نفسه لابد أنه مريض نفسياً أو تم هتك عرضه حينما كان صغيراً، إن الدولة لابد أن تبدأ فى تصحيح الأوضاع داخل دور الأيتام مهما كان عددها، وأن يتولى مسئولية إدارتها شخصيات مشهود لها بالنزاهة والكفاءة .

إن حماية الأطفال الأيتام لابد أن تبدأ فورا حتى لا يتحولون إلى مواطنين كارهين لدولة لم تلتفت إليهم فى الوقت المناسب، ولم تتقدم لحمايتهم فى طفولتهم.