رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البشير: الحوار الوطني السبيل لحل المشكلات المتعلقة بالمشاركة السياسية بالبلاد

الرئيس السوداني عمر
الرئيس السوداني عمر البشير

أكد الرئيس السوداني عمر البشير، إن الحوار الوطني يعد السبيل الوحيد لحل المشكلات المتعلقة بالمشاركة السياسية وتحقيق معدلات عالية من الوفاق والوئام الاجتماعي والسياسي في البلاد خلال المرحلة المقبلة، مشيرًا إلى أنه تم تحقيق تقدم كبير في مسيرة الحوار الوطني الذي تم إطلاقه في يناير الماضي، وتفاعلت معه الكثير من القوى السياسية والمجتمعية رغم العثرات التي أبطأت بمسيرته بعض الوقت.
وأكد البشير - في كلمته خلال افتتاح أعمال المؤتمر العام الرابع لحزب المؤتمر الوطني "الحاكم" بالسودان اليوم الخميس، بالخرطوم - أن مبادرة الحوار الوطني الشامل بالبلاد ستشهد تطورات مهمة في غضون الأيام المقبلة، حيث تمت الدعوة لاجتماع الجمعية العمومية للحوار الوطني للانعقاد في الثاني من نوفمبر المقبل لإجازة تقرير عمل اللجنة للفترة الماضية، واعتماد خارطة الطريق، فضلًا عن اعتماد وثيقة (أديس أبابا) التي تمهد للحوار مع المجموعات التي ما تزال تحمل السلاح، كما تشمل كذلك النظر في معالجة المسائل الإنسانية.
وأشار الرئيس السوداني إلى أن اجتماع الجمعية العمومية للحوار الوطني سينظر في تحديد موعد انعقاد الحوار الجامع الذي يشمل كل هذه الأطراف، مجددا دعوته لحملة السلاح بأن يستجيبوا لنداء الوطن، وأن يشاركوا في الحوار من أجل تحقيق التوافق والتراضي الوطني.
كما جدد البشير، التزامه بأن يبلغ الحوار غاياته ما دامت الأطراف تتحلى فيه بالموضوعية وتعلى قيمة الوطن فوق المصالح الشخصية الحزبية والجهوية، موجها التحية للذين عادوا إلى ساحة الوطن واختاروا نهج الحوار والسلام بدلا من الحرب.
وقال الرئيس السوداني " إنه تم اتخاذ ترتيبات في مجال الحكم والإدارة بالبلاد، نشأت بموجبها ولايات جديدة، كما أعدنا ترتيب عديد من الإدارات على مستوى المركز والولايات"، وأكد التزام الحكومة وتمسكها بمنهج الحكم اللا مركزي، لافتًا إلى حدوث بعض الآثار السالبة التي تمثلت في إقحام القبلية والاستنصار بالبعد العرقي والجهوي، مما بات يشكل خطرًا على النسيج والترابط الاجتماعي وربما أمننا القومي، مما يستدعى وقفة مراجعة.
ودعا البشير - رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم - أن يعمل المؤتمر العام الرابع للحزب إلى الدراسة الشاملة والمعالجة الصريحة لكافة جوانب الممارسة والتطبيق بما يعين على اتخاذ القرارات التي تبسط العلاج وتقوم المسار للارتقاء بنظام الحكم اللا مركزي توسيعًا للمشاركة، وتأكيدًا لدور المواطن في إدارة شأنه المباشر في مجال الخدمات والتنمية في إطار المواطنة والولاء للوطن.
وشدد الرئيس السوداني على تأمين ضرورات وحاجات الناس من مأكل ومشرب وملبس ومأوى وخدمات صحية وتسهيل سبل العيش الكريم، والذي اعتبره التحدي الحقيقي والكبير والذي يقتضي أحداث نقلة نوعية تتجاوز معدلات الإنجاز الذي تحقق وتقوم عليه أجهزة الحزب المتخصصة بطرح مبادرات واقتراح سياسات ناجعة لتجاوز مظاهر المشكلات الاقتصادية، وتنفيذ مشروعات التنمية وتسريعها، مع ابتكار أساليب مجدية لرفع القدرات والكفاية الإنتاجية، ورفع معدلات الأداء واتخاذ معالجات محفزة لتشجيع الاستثمار وتحريك القطاع الخاص وتفعيل الخدمة المدنية وتحسين شروط خدمتها وتحسين الأجور والعمل على استيعاب طاقات الشباب والخريجين وفتح آفاق العمل لهم، والحد من البطالة وتوفير خدمات الصحة والتعليم والضمان الاجتماعي بما يرتقي إلى مستوى المؤشرات الإقليمية والدولية.
وحول العلاقات الخارجية للسودان قال البشير " إنه رغم المحاولات الظالمة لتعويق علاقاتنا الخارجية مع دول العالم إلا أننا استطعنا أن نحافظ على علاقات خارجية راسخة في بحر متلاطم من التطورات التي حدثت في العالم من قيام أنظمة وسقوط أخرى، وحدوث فتن وحروب داخلية واقتتال أهلي في أقطار شتى بصورة غير مسبوقة".
وأشار إلى أن المشاركة الكبيرة من الدول الشقيقة والصديقة عبر ممثلي أحزابها وتنظيماتها السياسية في هذا المؤتمر تؤكد نجاح مواقف ورؤى حزب المؤتمر الوطني على صعيد سياساته الخارجية المبنية على الانفتاح في العلاقات مع مكونات المجتمع الدولي والإقليمي وفق منظور حرية الإرادة واستقلال القرار وصيانة السيادة الوطنية وتطوير موارد البلاد ومقدراتها وفق مبدأ تبادل المنافع وتحقيق المصالح المشتركة، وهو الأمر الذي وفر للسودان الحضور على الصعيدين الدولي والإقليمي.
وأكد البشير أن بلاده نجحت في تمتين علاقاتها مع الكثير من الدول في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وشهدت السودان قيام مؤسسات للتعاون السياسي وصارت مقرا لاستضافتها مثل مجلس الأحزاب الأفريقية ورابطة الصداقة العربية الصينية، كما انفتحت مجالات للتعاون السياسي والاقتصادي والاستثماري.
وأوضح الرئيس السوداني، أن حجم الاستثمار في بلاده بلغ بنهاية العام الماضي 2013 نحو 31 مليار دولار، شملت قطاعات الزراعة والصناعة والخدمات من مصارف واتصالات وفنادق، وأكد أن السودان نجح في تجاوز محاولات تطويق علاقاتنا العربية بوجه خاص، لافتًا إلى أنه تم إحراز اختراقًا كبيرًا بزياراتنا الأخيرة الناجحة إلى كل من الشقيقة المملكة العربية السعودية والشقيقة مصر، وستتبع ذلك تطورات إيجابية أخرى قريبًا".